وزير الخارجية اللبناني يؤكد العامل «السياسي» في الحملة الفرنسية على تلفزيون «حزب الله»

TT

قال وزير الخارجية اللبنانية جان عبيد، ان الجانب السياسي للحملة الفرنسية ضد تلفزيون «المنار» غير خفي، لافتاً الى انه سيبحث هذه القضية مع الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ومع المسؤولين في فرنسا «في محاولة للحد من سياسة التهويل والتأثير الاسرائيلي على القضاء في فرنسا التي تُتبع في بعض الاعلام الفرنسي او غير الفرنسي».

وكان عبيد قد التقى امس رئيس واعضاء المجلس الوطني للاعلام في لبنان وبحث معهم قضية «المنار». ثم عقد مؤتمراً صحافياً اكد فيه ان الوزارة تتابع هذه القضية مع كل من السفارة اللبنانية في باريس والسفارة الفرنسية في بيروت.

وأضاف: «ان الجانب السياسي لهذه الحملة هو غير خفي فكلما وجه انتقاد الى ظلم تاريخي ارتكبه بعض الاسرائيليين او بعض اليهود، يصور الامر على انه انتقاد لليهود كشعب او للدين اليهودي. الواقع ان هذا الامر لم يلحظه اطلاقاً الذين تابعوا برامج «المنار»، أو الذين يتابعون حتى الانتقادات التي وجهها كبار في السلطة الفرنسية الى السياسات الاسرائيلية، وحدت ببعض المسؤولين الاسرائيليين الى ان يعتبروا ان حملة هؤلاء المسؤولين الفرنسيين الكبار معادية للسامية. وحتى ان رئيس وزراء اسرائيل (ارييل شارون) تدخل ودعا اليهود المقيمين في فرنسا الى العودة الى اسرائيل. وهذا الأمر يجعل الارتباط عضوياً بين سياسة بعض الاسرائيليين وبين الشعب اليهودي، وبين الشعب اليهودي وبين الدين اليهودي».

وأشار وزير الخارجية اللبناني الى انه «سيكون له متابعة لهذا الموضوع على هذه القاعدة مع الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وموضوع القمر الصناعي «العرب سات»، ومع المسؤولين في فرنسا في محاولة للحد من سياسة التهويل والتأثير على القضاء في فرنسا والتي تتبع في بعض الاعلام الفرنسي او غير الفرنسي».

وسئل: هل ستتابع الوزارة الجانب القانوني لهذه المسألة ام ستكون المتابعة دبلوماسية وسياسية؟ أجاب: «سيكون هذا الأمر موضع متابعة لنا على جميع الصعد من دون ان نتدخل في القضاء الفرنسي، نحن لا نريد ان نحل محل القضاء الفرنسي او نؤثر عليه كما تجري محاولات التأثير من قبل الاعلام المتأثر بسياسات اسرائيل او حتى في بعض الدول الاوروبية ومنها فرنسا». ورداً على سؤال ما اذا كان يعتبر ان توقيت توقيف «المنار» الآن من قبل السلطات الفرنسية يأتي بعد دعوة شارون يهود فرنسا للعودة الى اسرائيل؟ وهل هذا التوقف هو محاولة لإرضاء اسرائيل، قال الوزير عبيد: «نحن لا نريد ان نتدخل في مجريات القضاء الفرنسي»، لكنه استغرب «محاولة بعض الاسرائيليين خاصة ان يلقوا على الآخرين وعلى الشعوب الاخرى وعلى الدول الاخرى وعلى الميادين الاخرى بمسؤولية المأزق الناتجة عن سياسات الظلم والافتراء والعدوان التي تتبعها حكومات اسرائيل المتعاقبة وخاصة حكومة التطرف الاقصى في اسرائيل اليوم».

وأشار الى محاولة اسرائيلية «لوصف فرنسا على اعلى مستوياتها بأنها معادية للسامية»، وقال: «نحن من الشعوب السامية ولا يمكن ان يكون موقفنا معادياً للسامية لأننا بذلك نعادي أصولنا».