العاهل المغربي يشرف على مصالحة ليبية ـ موريتانية ويتسلم رسالتين من العقيد القذافي والرئيس ولد الطايع

TT

شهدت مدينة تطوان المغربية امس لقاء مصالحة ليبية ـ موريتانية، حيث استقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس امس كلا على حدة، وزيري خارجية موريتانيا وليبيا، محمد فال ولد بلال وعبد الرحمن شلقم، اللذين سلماه رسالتين من الرئيس الموريتاني معاوية ولد الطايع والزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. قبل ان يستقبل الوزيرين معاً رفقة السفير الموريتاني والقائم بالأعمال الليبي في الرباط، وذلك بحضور محمد بن عيسى وزير خارجية المغرب، والطيب الفاسي الفهري، الوزير المنتدب في الخارجية والتعاون.

ويأتي لقاء المصالحة في تطوان بعد سنوات من الجفاء بين البلدين بسبب تداعيات اعتراف نواكشوط باسرائيل.

وجاء لقاء تطوان بعد تحركات كثيفة قام بها العاهل المغربي لإذابة الجليد القائم بين الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي والرئيس الموريتاني معاوية ولد الطايع. وكانت ليبيا قد انتقدت اعتراف موريتانيا باسرائيل وتبادل فتح السفارات بينهما. ووقتذاك قرر العقيد القذافي عدم لقاء او مصافحة الرئيس ولد الطايع.

وبلغ التوتر الليبي ـ الموريتاني ذروته اثر المحاولة الانقلابية الفاشلة التي تعرض لها نظام الرئيس ولد الطايع في 8 يونيو (حزيران) 2003، وهي المحاولة التي اتهمت فيها نواكشوط طرابلس ضمنيا بالوقوف وراءها.

وكان الوزير شلقم قد زار المغرب الشهر الماضي وربما ابلغ القيادة المغربية رغبة طرابلس في تطبيع العلاقة مع نواكشوط.

ويبدو ان نواكشوط وطرابلس اختارتا المغرب ليكون نقطة التقاء للشروع في تطبيع الامور بينهما وطي صفحات الماضي.

ويمكن اعتبار لقاء تطوان اول لقاء يتم بين البلدين للتباحث بشكل جدي للتغلب على ما يعكر صفو العلاقات الليبية ـ الموريتانية، اذ سبق ان جرت لقاءات على هامش مؤتمرات اقليمية ودولية بين وزيري خارجية ليبيا وموريتانيا في الجزائر والقاهرة ودبلن، بيد ان لقاء تطوان يبقى عنوان مرحلة جديدة في علاقة البلدين المغاربيين.

ومنذ تولي الملك محمد السادس حكم المغرب حرص على التمسك بورقة صلة الرحم والوفاق بين دول المنطقة المغاربية ومنطقة الشرق الاوسط وافريقيا، وتجلى ذلك في مبادرته لاصلاح ذات البين بين دول نهر مانو (غينيا وسيراليون وليبيريا)، والتقريب بين الفلسطينيين والاسرائيليين، كما انه بمجرد اعتراف موريتانيا باسرائيل وما تبعه من رد فعل ليبي، ارسل العاهل المغربي وزير خارجيته محمد بن عيسى الى العقيد القذافي للتخفيف من حدة الغضب الليبي. ولا ينسى ايضا الدور الذي لعبه الملك محمد السادس لجهة التعجيل بانعقاد القمة العربية في تونس دون غيرها، كما يلاحظ في الفترة الاخيرة ان الملك محمد السادس قام بعدة التفاتات نحو الجزائر، اذ أوفد وزراء الخارجية والداخلية والفلاحة اليها.