رئيس جورجيا يحاول استمالة واشنطن طرفا في نزاعاته مع موسكو

TT

بعد عودته من اسرائيل التي دعا فيها اليهود الجورجيين إلى المزيد من التقارب مع الوطن الام وقبيل سفره إلى الولايات المتحدة، القى الرئيس الجورجي بالمزيد من الزيت على نيران الخلافات الجورجية ـ الروسية مهددا بقصف السفن السياحية الروسية واغراقها في حال دخولها المياه الاقليمية لابخازيا.

وكانت الخارجية الروسية قد اصدرت بيانا شديد اللهجة تحذر فيه جورجيا من مغبة المساس بأي من مواطني روسيا، متوعدة بأن الرد «سيكون سريعا وعنيفا». وقد سارعت كل من ابخازيا واوسيتيا الجنوبية، اللتين سبق ان اعلنتا انفصالهما عن جورجيا من جانب واحد في مطلع التسعينات، الى اتخاذ الاجراءات اللازمة لدعم امنهما.

واعلنت جورجيا من جانبها تأجيل الزيارة التي كان مقررا ان يقوم بها زوراب جفانيا، رئيس وزرائها، للتفاوض مع ادوارد كوكويتا، رئيس اوسيتيا الجنوبية. وقد جاءت هذه الاحداث في اعقاب توتر العلاقات بين موسكو وتبليسي في اعقاب قصف موكب اندريه كوكوشين رئيس لجنة شؤون بلدان الكومنولث في مجلس الدوما، على مقربة من بلدة سارابوكي. وكان كوكوشكين يسعى لتقصي الحقائق واستيضاح ابعاد التوتر القائم في منطقة النزاع بين جورجيا واوسيتيا الجنوبية.

وبينما كان كوكوشين يبحث ابعاد الموقف في اوسيتيا الجنوبية مع ممثلي بعثة منظمة الامن والتعاون الاوروبي في محاولة لنزع فتيل الانفجار الوشيك في المنطقة، كان رئيس جورجيا يبحث هذه الاوضاع مع دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الاميركي مع قضايا اخرى قالت نينو بورجانادزه، رئيسة البرلمان الجورجي ان ساكاشفيلي يناقشها مع ممثلي الولايات المتحدة بوصفها «الشريك الاستراتيجي لجورجيا».

وتأتي هذه التطورات مواكبة لبدء مناورات «بلاك سيفور 2004» التي تشارك فيها بلدان البحر الاسود الستة، في نفس الوقت الذي تحاول فيه جورجيا تصعيد الموقف في مناطق النزاع في كل من ابخازيا واوسيتيا الجنوبية سعيا من جانبها ربما للحصول على دعم واشنطن كعنصر ضغط على روسيا التي تبدو قريبة من تأييد الجمهوريتين الانفصاليتين.

وقالت المصادر الجورجية انه على الرغم من الطابع غير الرسمي لزيارة ساكاشفيلي للولايات المتحدة التي قصدها على متن طائرة ركاب عادية لحضور مراسم تسليمه جائزة جمعية المحامين الاميركيين، فإن برنامجه يتضمن عددا من اللقاءات مع كل من وزيري الدفاع رامسفيلد والخارجية كولن باول وسكرتيرة مجلس الامن القومي الاميركي كوندوليزا رايس.