علاوي في زيارة مفاجئة للنجف: على الخارجين عن القانون مغادرة الأماكن المقدسة وإلقاء سلاحهم

TT

قام اياد علاوي رئيس الحكومة العراقية المؤقتة أمس مع عدد من وزرائه بزيارة مفاجئة الى مدينة النجف التي تشهد اشتباكات عنيفة بين أنصار الزعيم الشيعي السيد مقتدى الصدر والقوات العراقية والاميركية.

وقال علاوي للصحافيين انه جاء الى النجف للوقوف على الأحداث التي تدور رحاها في المدينة والاشتباكات الحاصلة فيها والتي تسببت في إزهاق أرواح المواطنين الأبرياء فضلا عن تفقدهم للمدينة المقدسة والحديث الى عدنان الزرفي محافظ النجف الذي وصفه علاوي بان موقفه كان مشرفا بالتعاضد مع قوات الحرس الوطني والشرطة العراقية. وشدد علاوي على ضرورة مغادرة العناصر الخارجة عن القانون مدينة النجف الاشرف لانها مدينة مقدسة، مطالبا بتسليم كافة الأسلحة التي بحوزتهم والالتزام التام باحكام القانون.

وأوضح ان «هناك بعض العناصر الخارجة عن القانون.. نعتقد ان على هذه العناصر مغادرة الاماكن المقدسة والصحن الحيدري الشريف والقاء سلاحهم والالتزام بالقانون». وردا على سؤال حول ما سيحدث ان لم توافق الميليشيات على الخروج، قال علاوي «انهم سيخرجون ان شاء الله».

من جانبه، قال محافظ النجف عدنان الذرفي موجها كلامه لرئيس الوزراء علاوي، «لا مجال للمفاوضات سيادة رئيس الوزراء، انهم يخرقون الهدنة باستمرار، ففي كل يوم هناك اعتداء على مركز للشرطة العراقية او قتل اوجرح شرطي عراقي». واوضح «انهم ليسوا مقاومة وليسوا وطنيين».. وبعد انتهاء المباحثات، قال علاوي للصحافيين «نحن ندعو ان يلقي كل من خرج عن القانون السلاح وان يلجأ الى لغة الحوار لاننا لا نسمح بوجود خارجين عن القانون خارج نطاق الدولة».

واضاف «نحن لا نعرف ما المقصود بالهدنة؟ من يريد الهدنة عليه ان يلقي السلاح ويجلس إلى طاولة المباحثات». واوضح علاوي ان «عناصر ميليشيات جيش المهدي مشمولون بالعفو الذي تم اصداره (اول من) امس». وشدد علاوي على ان «لا مفاوضات مع اية ميليشيات تحمل السلاح ضد العراق ودولة العراق». وقال ان «الاضرار التي ستحدث في مدينة النجف ستدفع تعويضات عنها من خزائن الحكومة مما سيحمل الحكومة خسائر مادية، لذلك فإننا ندعو حملة السلاح الى القائه».

وأشار علاوي الى وجود «متسللين يأتون من ايران» في المدينة. وحول زيارته الى ايران، قال «انا لم اتسلم دعوة رسمية من ايران وهي الدولة الوحيدة من دول الجوار التي لم تقدم لي دعوة رسمية لزيارتها». وتابع «سمعت ان هناك دعوة ستكتب في المستقبل لنا وان جاءت هذه الدعوة فسوف نلبيها». وأوضح ان «العراق حريص على اقامة علاقات ايجابية مع كل دول الجوار وهذا برنامج الحكومة العراقية على عكس ما تروج له بعض وسائل الاعلام».

وأعلن العميد غالب هادي الجزائري قائد شرطة النجف بانه امر بحظر التجول في محافظة النجف. وقال في تصريح خص به «الشرق الأوسط» التي التقته في النجف بانه تم العثور وعن طريق الصدفة على شخص راكبا دراجة هوائية ويحمل معه مخططا لتدمير محافظة النجف ومراكز الشرطة. وقال الجزائري «ان السيد مقتدى الصدر هو من بدء في خرق الهدنة وقام باعتداء على مركز شرطة الكوفة وميسان في النجف الاشرف واستولى على عدد من السيارات والاسلحة واختطف عددا من رجال الشرطة. وأضاف العميد غالب بان «الصدر واتباعه قاموا بتطويق بيت آية الله العظمى السيستاني وارادوا خطفه، لكننا تداركنا الموقف وبمساعدة القوة المتعددة الجنسيات وارسلنا السيستاني الى لندن لحمايته وليس للعلاج كما اعلن عنه. واتهم الجزائري «البيت الشيعي» بانهم متواطئون مع الصدر، وقال انهم يشجعونه على سفك الدماء والارهاب، واكد انه تم اعتقال 1130 من انصار الصدر من بينهم 3 افغان وايرانيون ولبنانيون وتركمان من منطقة الطوز العراقية في كركوك. وأشار الجزائري إلى ان للصدر محكمة يسميها شرعية يحكم الناس وفق قوانينه الخاصة ولديه اربعة سجون ثلاثة في النجف والاخر في مدينة الصدر.

وكان المجلس السياسي الشيعي اصدر بيانا تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه استنكر فيه ما اسماه بـ«الاعتداء الجديد على ابناء شعبنا»، وقال البيان «انه في الوقت الذي تتوجه فيه الجهود لانجاح المؤتمر الوطني الموسع لتنبثق منه جمعية وطنية مؤقتة تحظى بالمقبولية الشعبية كخطوة ممهدة لاجراء الانتخابات العامة في نهاية السنة الجارية، افتعلت قوات الاحتلال ازمة جديدة عبر تصعيدها العسكري ضد انصار السيد مقتدى الصدر لينهار معها الأمن والاستقرار في ربوع عراقنا الجريح وسالت الدماء الطاهرة على ارضنا المقدسة». واضاف البيان «ان ما اقترفته قوات الاحتلال امر غير مسوغ ويتنافى مع المهام الموكلة لها بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1546 بل ويتنافى مع القوانين والاعراف الدولية جميعا»، واضاف «ان ما تقوم به قوات الاحتلال لا يستهدف التيار الصدري فحسب بل يستهدف في المحصلة تركيع الشعب والطائفة الشيعية وقواها ومن ثم يدخل بلدنا في مرحلة عدم استقرار لا تعرف نهايتها». من جهة اخرى انطلقت في مدينة كربلاء امس مظاهرة شارك فيها 600 مواطن من أهالي المدينة وممثلي الاحزاب الدينية مطالبين الحكومة بإقالة وزير الداخلية العراقي فلاح النقيب ومحافظ النجف عدنان الزرفي وقيام الحكومة بالتنديد بالعمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الأميركية وقوات الأمن والشرطة العراقية في مدينة النجف المقدسة.

واتخذت المسيرة طابع الصمت حيث رفع المشاركون لافتات منددة بالاحتلال الأميركي للعراق ومطالبة باقالة وزير الداخلية ومحافظ النجف. وعلى الصعيد ذاته اعلن متحدث باسم الجيش الاميركي امس ان مروحية اميركية نفذت هبوطا اضطراريا بالقرب من مدينة الصدر حيث تدور معارك عنيفة بين ميليشيات مقتدى الصدر والقوات الاميركية منذ ثلاثة ايام وذلك بسبب مشكلة فنية كما افاد بها المتحدث الأميركي حيث قال الجنرال بيتر شيارييللي في تصريحات صحافية ان المروحية هي من طراز او.اتش ـ 58 دلتا اضطرت الي إجراء هبوط اضطراري شمال غربي مدينة الصدر وان قائديها غير معرضين للخطر.