مصدر عسكري بريطاني: 50 في المائة من النفط العراقي المهرب يباع في دول الجوار

TT

الفاو (العراق) - ا.ف.ب: قال مسؤول عسكري بريطاني ان نحو خمسين في المائة من النفط الذي يتم تهريبه من مناطق توزيع مختلفة يتم بيعها في الدول المجاورة مثل ايران او الكويت. واوضح «في العراق سعر النفط رخيص، ويجني المهربون ارباحا طائلة من بيعه في الخارج».

وقد تكون الاجراءات الامنية مكلفة للقوات البريطانية، لكنه لا يمكن مقارنة تلك التكلفة بقيمة النفط الذي يتم نقله عبر خط الانابيب.

وقال الكابتن رودري دارش، احد الضباط المكلفين حراسة الخط النفطي «نحن نتحدث هنا عن 64 مليون دولار يوميا من الاموال العراقية.ان كلفة الاجراءات الامنية ضئيلة (بالمقابل)». وفي مشهد يتكرر مرارا خلال الليل، الساعة تقارب العاشرة والنصف مساء في تلك المنطقة الجنوبية من العراق ورجلان يستعدان لتلقيم مدفع هاون مثبت على قاعدته بقنبلتين مضيئتين. اما الهدف وفق الاحداثية فهو خط انابيب النفط الحيوي على مشارف مدينة البصرة القريبة من الحدود الايرانية. بعد ذلك، يصرخ احد الرجلين «اطلق النار»، وتنطلق القذيفة ليضيء وهج برتقالي سماء المنطقة التي بدت وكأن ملايين الشموع اشعلت مرة واحدة فيها لتحول ليل المنطقة الى نهار طوال نصف ساعة وخصوصا فوق مسافة تقارب الأربعمائة متر من خط الانابيب. ويتكرر مشهد إطلاق القنابل المضيئة باتجاه خط الأنابيب وتوهج اللون البرتقالي مرارا كل ليلة وبمعدل عشرين قذيفة في الليلة الواحدة.

أما مطلقو هذه القنابل فهم جنود القوات البريطانية من فرقة «رويال ويلش فسليزرز» المكلفة حماية خط الانابيب الذي ينقل يوميا ما قيمته 64 مليون دولار من النفط من اي هجمات يشنها المناوئون.

وقال دارش ان «قذائف الهاون المضيئة هي احدى الوسائل التي نستخدمها لحماية الخط النفطي في المساء». وقد طورت القوات البريطانية تلك الوسيلة الدفاعية بعد تعرض هذا الشريان الحيوي للاقتصاد العراقي، قبل عدة اشهر، لهجوم من المقاتلين العراقيين أدى الى توقف صادرات العراق النفطية وهي أهم مصادر الدخل للبلاد.

واضاف دارش «ان الفكرة هي ان نضيء المنطقة فوق خط الانابيب لنتمكن من ملاحظة اي حركة مشبوهة على طول الخط، وان نساعد ايضا الشرطة العراقية التي تقوم بحراسته من مسافة قريبة».

وتطلق القذائف من مسافة تبعد خمسة كيلومترات تقريبا عن خط الأنابيب الذي يمر وسط الأراضي الصحراوية لشبه جزيرة الفاو الى الجنوب من البصرة. وقال السرجنت غارث هيوز «يقوم جهاز الكومبيوتر لدينا بإعطاء فكرة واضحة عن مسار الرياح، وارتفاع القذيفة والمكان الذي ستسقط فيه». ويسهل جهاز رادار نصب على عربة مدرعة في المنطقة الصحراوية مهمة القنابل المضيئة من خلال مراقبته للحركة على مسافة تمتد 30 كيلومترا هي طول الخط.

وبإمكان الرادار التقاط تحرك اي مركبات سواء كان اناس على متنها ام لا اضافة الى تحرك الحيوانات او الناس او اي جسم متحرك في الجوار. وقال هيوز «قد تشعر بالدهشة عندما تعلم اننا تمكنا من التقاط حركة قطرات الماء وهي تتدفق من خزان في مدينة البصرة».

وفي اوقات النهار، يقوم فريق مشترك من الجنود البريطانيين وقوات الحرس الوطني العراقي بمراقبة خط الانابيب النفطي من الجو.

وقال دارش «نستخدم الهليكوبترات في التحليق فوق خط الانابيب، وفي حال لاحظنا اي امر مشبوه، نهبط الى الارض ونبدأ عمليه بحث سريعة. هذا يوفر رادعا جيدا»، مضيفا«اننا نحلق ونهبط في عدة نقاط، لكي لا يعلم الناس اين سنهبط بالتحديد، حتى اننا نهبط فوق شوارع، ونقوم بعملية تفتيش للمركبات بصورة عشوائية لضبط اي عمليات تهريب للنفط او اسلحة غير قانونية».

يذكر ان حوالي ثمانية آلاف جندي بريطاني يتمركزون في جنوب العراق، وان نحو 800 منهم من فرقة «ويلش رويال فسيليزرز» التي عهد اليها بحماية خط النفط.