رئيس المنظمة العربية لحرية الصحافيين: الانتخابات العراقية ستكون غاية في الديمقراطية والصحافة ستضطلع بدور الرقابة لضمان نزاهتها

TT

قال رئيس المنظمة العربية لحرية الصحافيين إبراهيم نوار ان الانتخابات الرئاسية والبرلمانية العراقية المزمع أجراؤها في يناير (كانون الثاني) المقبل ستكون نزيهة تجسد الديمقراطية التي يتبناها العراق في مرحلة ما بعد صدام، موضحاً ان الصحافة ستلعب دوراً كبيراً في الرقابة على هذه الانتخابات بحيث لا يشكك احد في نزاهتها. وأضاف نوار الذي كلفه الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان بالمشاركة في أعمال المؤتمر الوطني العراقي الذي سيعقد في منتصف الشهر الحالي لوضع الأسس اللازمة لضمان نزاهة الانتخابات وحياديتها، ان الصحافة ستضطلع بدور كبير في الانتخابات العراقية المقبلة، وهي الاولى من نوعها التي تجري في عهد ما بعد الرئيس العراقي المخلوع صدام وستكون شاهد عيان على حيادية الانتخابات التي ستعبر عن آمال وطموحات العراقيين في تبني الديمقراطية وتكريس التعددية والحريات العامة في البلاد. وقال رئيس المنظمة العربية لحرية الصحافيين الذي غادر عمان امس الى الكويت في طريقه الى بغداد، انه سيقترح على المؤتمر الوطني العراقي تصورات عملية من شأنها اشراك الصحافة ووسائل الاعلام في عملية المراقبة على الانتخابات لأن الرقابة الصحافية والاعلامية على الانتخابات هي المعيار الاساسي لنـزاهتها وعدم تدخل الدولة بها. وأوضح نوار ان نزاهة الانتخابات من شأنها انتخاب رئيس ومجلس نواب يمثلون الغالبية العظمى من الشعب العراقي اصدق تمثيل رغم الجهات التي اعلنت مقاطعتها لأعمال المؤتمر الوطني الذي سيؤسس لهذه الانتخابات التي يعوّل المجتمع الدولي عليها كثيراً في إفراز نظام برلماني يقود الى تداول السلطة ويعزز الديمقراطية والتعددية السياسية وحقوق الانسان بعد ان هدرت هذه الحقوق سنوات طويلة. وقال ان المؤتمر الوطني العراقي المقرر عقده الاسبوع المقبل يعتبر حدثاً مهماً من حيث المشاركون فيه وعددهم 1000 شخصية تمثل مختلف الطوائف والمذاهب والقوميات في العراق تم انتخابهم بالاقتراع المباشر في مناطقهم، بالاضافة الى الهيئات الدولية والاقليمية التي ستشارك في المؤتمر بصفة مراقب وفي مقدمتها الامم المتحدة والهيئات ذات الصلة بها، علاوة على الهيئات والمنظمات العاملة في مجال حقوق الانسان وحرية الصحافة وحماية الصحافيين. كما تكمن اهمية المؤتمر الوطني العراقي في كونه سيختار 100 شخصية من اعضائه يمثلون الرموز الثقافية والسياسية والقانونية والفكرية لإعداد دستور دائم للعراق يحدد طبيعة نظامه السياسي والاقتصادي وهويته، الامر الذي يؤكد اهمية المشاركة فيه من كافة الجهات. ودعا الجهات التي اعلنت مقاطعتها للمؤتمر الى المشاركة فيه وفي مقدمتها التيار الصدري وهيئة علماء السنة وبعض الاحزاب باعتباره الحدث الابرز الذي سيلقي بظلاله على العراق لسنوات طويلة مقبلة وخاصة ما يتعلق بإعداد دستور دائم للبلاد ووضع الاسس والمعايير اللازمة لإجــراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في يناير (كانون الثاني) المقبل. وحول اغلاق مكتب «الجزيرة» في بغداد أوضح نوار ان حرية الصحافة لا تقبل أي قيود او حدود، الا ان هذه الحرية يجب ان تمارس بموضوعية من دون انحياز لطرف من دون آخر. وقال انه لم يطلع على طبيعة الظروف والاسباب التي حدت بالحكومة العراقية المؤقتة الى اغلاق المكتب، موضحاً انه سيبحث هذا الموضوع مع المسؤولين العراقيين خلال زيارته لبغداد. وأضاف انه سيعمل ما في وسعه لإعادة فتح مكتب فضائية «الجزيرة» وحمل السلطات العراقية على تجميد قراره، موضحاً ان التدفق الاخباري والتغطية الاعلامية ونشر الأنباء والصور يجب ان لا تخضع لمقاييس المواقف السياسية والتيارات الفكرية المتصارعة، موضحاً ان التغطية الاعلامية تخضع لمقاييس الواقع الراهن والظروف السائدة في العراق. ورجحت اوساط اعلامية اردنية ان يبذل نوار جهوداً حثيثة لإقناع العديد من الفعاليات الصحافية والاعلامية والسياسية العراقية بضرورة اعادة فتح مكتب «الجزيرة» في بغداد من خلال التأكيد على ان اغلاق المكتب في هذه المرحلة التي تسبق عقد المؤتمر الوطني قد تضر بمصداقية الحكومة العراقية المؤقتة في الخارج.