سائقو الشاحنات التركية يبتكرون وسائل خداع لتجنب عمليات الخطف

TT

الموصل ـ طريق دهوك (العراق) ـ ا.ف.ب: يدخل السائق التركي محمد علي بشاحنته الى الموقف المجاور للطريق الرئيسي في شمال العراق حيث ينتظره زملاؤه العراقيون للتحميل. عمليات الخطف والإعدام دفعت بعض سائقي الشاحنات الأتراك الى ترك البلاد، غير ان بعضهم الآخر حاول الحد من المخاطر او ابتكر وسائل ليخدع بها المسلحين والخاطفين واللصوص. الكتابات على شاحنة علي باللغة التركية باستثناء بعض الكلمات التي كتبت بحرف كبير على «الصهريج» وهي «بنزين للشعب العراقي. الله اكبر». يوقف شاحنته ويفصل عنها «الصهريج» ثم يفك لوحات التسجيل التركية ويصل المقطورة بشاحنة عراقية ستنقلها الى الجنوب. وقال حازم الجهيش وهو عراقي، 42 عاما، مازحا «الصدر عراقي والظهر تركي». وأضاف «في النهاية نحن من يجازف».

ويعمل محمد علي، 40 عاما، المتحدر من ماردين (في جنوب شرقي تركيا) لصالح شركة نقل الغاز المسال الى المحطات الكهربائية في بيجي والتاجي اللتين تبعدان على التوالي 200 كلم و30 كلم عن بغداد. ولكنه لن يعبر كل هذه المسافة، فرحلته لا تتعدى مسافة 120 كلم في الأراضي العراقية. ويعتبر بعض السائقين هذه المنطقة خطرة. وقال جلال حسن المتحدر من غازي انتب (في حنوب شرقي تركيا) «في كل مرة اعبر فيها الحدود اتصل بعائلتي لأبلغها بأنني لا أزال على قيد الحياة».

وباستطاعة السائقين مضاعفة مبلغ الـ700 دولار الذي يتلقونه ان قبلوا الذهاب الى التاجي او مضاعفة المبلغ ثلاث مرات ان نقلوا الوقود او المياه او اجهزة الى الجيش الاميركي. وقال علي مبتسما «لا جدوى من المجازفة فالحياة ثمينة». ويوافقه الرأي زميله حسن شيخ موسى المتحدر ايضا من ماردين قائلا «انه توقف منذ شهرين عن المجازفة بعد ان تعرضت قافلة كان فيها للهجوم قرب مدينة بيجي على الرغم من مواكبة الحرس الاميركي للقافلة. وقال «بدأوا يطلقون النار علينا وراح الأولاد يرشقوننا بالحجارة. اما الاميركيون فلم يقوموا بشيء لحمايتنا». ووفقا لشيخ حسن فان معظم عمليات الخطف تحصل في أجواء الفوضى التي تعقب الهجمات او حين ينام السائقون في العراء لان شاحنتهم تعطلت. ويروي الرجال قصة زميلهم محمد ديار الذي خطف في 17 يوليو (تموز) الماضي وتم الافراج عنه بعد أسبوعين. كان في قافلة من 8 شاحنات تنقل النفط للجيش الاميركي تم الهجوم عليه جنوب الموصل فقتل احد السائقين وجرح اخر.

ويواكب عناصر الحرس الوطني العراقي الشاحنات التركية من الحدود الى احد مراكز التوزيع في الموصل او الى مدخل المدينة الجنوبي ثم يتركونها تتدبر امرها بنفسها.. إلا اذا كانت تنقل مؤنا للجيش الاميركي. وقد أقام رجال الشرطة العراقية حواجز كل 50 كلم بين الموصل وبغداد وهم يقومون بالدوريات بانتظام، غير انهم يشتكون من الأجور المنخفضة وقلة التجهيزات. وقال الملازم أول قحطان صالح الذي يقف على حاجز الشهيد حكمت الى جنوب الموصل ان «معظم الرجال يتلقون 100 دولار اميركي في الشهر».

ويواكب الجنود داخل آلياتهم المدرعة قوافل الشاحنات التركية بين الموصل ومصفاة التكرير في بيجي. وعلى الرغم من ان جمعية الناقلين الدوليين التي تضم معظم شركات النقل التركية الذي يبلغ عددها 900 دعت الى وقف نقل البضائع الى الجيش الاميركي، إلا ان الربح يجذب الكثيرين. وقال شيخ موسى ان «معظمهم اقترضوا المال لشراء الشاحنات والطريقة الأسهل لسداد المبلغ هي العمل لصالح الاميركيين».