المفاوضات مع مختطفي اللبناني أنطون في العراق تدخل مرحلة المساومة على مبلغ «الفدية المالية»

الغموض يلف مصير سائقي الشاحنات الأربعة «المختفين» بين الرمادي والفلوجة

TT

لا يزال الغموض يحيط بقضية «اختفاء» سائقي الشاحنات اللبنانيين الاربعة الذين فقدت آثارهم على طريق الرمادي ـ الفلوجة في العراق قبل اربعة ايام، فيما تترقب عائلة رجل الاعمال اللبناني انطوان انطون الذي اختطف في العراق منذ احد عشر يوماً «اشارة» من رجال عشائر يتوسطون مع الجهات الخاطفة لاطلاق سراحه، مع الاشارة الى أن المخطوفين الخمسة هم من محافظة شمال لبنان.

هذا واكد روبير انطون، والد الشاب المخطوف في العراق انطوان انطون، ان الاتجاه في قضيته ينحو الى فدية مالية وذلك عبر وساطة يقوم بها رجال عشائر (لم يشأ تحديد هويتهم) مع الجهات الخاطفة التي ما تزال مجهولة بالنسبة للعائلة.

وقال روبير عبر اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» بعد ظهر امس الاحد من منزله في القبيات (شمال لبنان): «نظراً للتطورات المستجدة في بعض المدن العراقية خلال الايام الماضية، فإننا ومنذ ثماني واربعين ساعة لم نتبلغ أي جديد في الوساطة الجارية بواسطة رجال عشائر».

وعن هوية هؤلاء الوسطاء او الى اي عشائر ينتمون قال: «اننا لا نعرفهم مباشرة، ولكن هناك اصدقاء مشتركين يتولون اجراء الاتصالات بين لبنان والعراق»، لافتاً الى ان هذه الاتصالات تعرقلت خلال اليومين الماضيين بسبب سوء الاوضاع الأمنية.

وعن الاتجاه الذي تنحو اليه الوساطات او مصير انطوان المخطوف منذ احد عشر يوما،ً أجاب: «انها باتجاه فدية مالية تخضع قيمتها للوساطات وليست لدينا اي فكرة عن القيمة حتى الآن».

وعما اذا كان هناك أي دور سلبي لبعض عمال المصنع الذي كان يديره انطوان في مسألة خطفه أوضح والده: «بأنها تحليلات وانطباعات لا تستند الى اية معطيات جديدة وملموسة».

من جهة ثانية، وعلى صعيد سائقي الشاحنات اللبنانيين الاربعة المخطوفين منذ ثلاثة ايام على طريق الرمادي ـ الفلوجة في العراق، وهم الشقيقان ناصر وطه الجندي وخلدون عثمان وقاسم مرقباوي، فإن عائلاتهم ما تزال تنتظر اية اشارة لمعرفة مصيرهم او الجهة التي أقدمت على خطفهم واهدافها او مطالبها.

وقد اكد طارق الجندي، (شقيق ناصر وطه) من بلدة خريبة الجندي (شمال لبنان)، ان العائلة لم تتلق اي معلومات عن مصيرهم وهي تعلق الآمال على ما تقوم به وسائل الاعلام في إيصال نداءاتهم واستغاثاتهم الى الجهات الخاطفة رأفة بعيالهم واطفالهم.

أما محمد عثمان، شقيق السائق خلدون عثمان من بلدة كروم عرب من شمال لبنان ايضاً، فقد اوضح عبر اتصال معه انه شبه متأكد من ان شقيقه قد تعرض للخطف بعدما كان بالامس متحفظاً على ذلك.

وفيما نفى اجراء اية اتصالات من قبل المسؤولين اللبنانيين بالعائلة قال: «سنضطر الى التحرك اذا بقيت الامور على هذا المنوال، خصوصاً وان اتصالاتنا مع الشركة المعنية في لبنان (شركة جبيلي)، التي يعمل السائقون الاربعة لحسابها تدور في حلقة مفرغة، اذ ان مسؤولي الشركة لا يجيبون على اتصالات أهالي السائقين مما يفسر تهربهم من مواجهة الحقيقة».

وفي هذا الاطار، زار النائب السابق فوزي حبيش الذي ينتمي الى بلدة القبيات (في منطقة عكار) البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير امس. وقال بعد اللقاء ان زيارته اقتصرت على البحث في موضوع المخطوفين اللبنانيين في العراق، وانه طلب من البطريرك التدخل لدى المسؤولين اللبنانيين والعراقيين لإيجاد حل لمأساة هؤلاء المخطوفين الذين ينتمون الى قضاء عكار، وليست لهم اية صلة بالاميركيين او غيرهم او بأي تجمع سياسي او حزبي او طائفي، بل صلتهم هي بأعمالهم لكسب موارد عيش عائلاتهم فقط. وأضاف: «سبق وراجعت وزير الخارجية جان عبيد الذي يقوم بكل ما بوسعه بشأن هذه القضية، وأعود لأناشد من امام صرح الديمان (المقر الصيفي للبطريرك الماروني) جميع المسؤولين مضاعفة جهودهم لحل هذه المشكلة والافراج عن المخطوفين».