سفن حربية جزائرية تشارك في ذكرى إنزال «بروفونس» وسط رفض فرنسي لحضور بوتفليقة

TT

تتوجه اليوم 3 بواخر حربية جزائرية باتجاه عرض الساحل الجنوبي الفرنسي، للمشاركة في احتفالات الذكرى الـ60 للإنزال في «بروفونس» التي تنظمها فرنسا في 15 أغسطس (آب) الجاري. وتزامن ذلك مع اتساع رقعة الرافضين في فرنسا لمشاركة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الاحتفالات، بدعوى أنه أبدى موقفا معاديا، من الجزائريين الذين تعاونوا مع فرنسا إبان فترة استعمار الجزائر. وأجرى الجنرال محمد الطاهر يعلي قائد القوات البحرية الجزائرية أمس، معاينة أخيرة لمدى استعداد الوحدة العسكرية التي ستشارك في الاستعراض. وقال الجنرال يعلي في تصريح للصحافة، أن 360 عسكريا جزائريا سينخرطون في مناورات عسكرية مع مئات آخرين، ينتمون لخمس قوات بحرية تمثل 6 دول، هي فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية والمغرب وتونس إضافة إلى القوات البحرية الجزائرية، وأضاف الجنرال بأن مشاركة الجزائر «تعكس إرادة الدولة في الانفتاح على جيوش العالم». وسيتابع المناورات العسكرية التي ستجري في «تولون» بجنوب فرنسا، 22 رئيس دولة ورئيس وزراء من بينهم 16 قائدا أفريقيا، يمثلون البلدان الى احتلتها فرنسا والتي استعانت بأبنائها في عملية إنزال «بروفونس» خلال الحرب العالمية الثانية، في إطار حربها ضد النازية.

وقد شارك المئات من الجزائريين في عملية الإنزال، يحدوهم الامل حصول الجزائر على استقلالها بعد أن وعدتهم فرنسا الاستعمارية بالحرية، في حالة مساعدتها على قهر ألمانيا الهتلرية. ولما كان قطاع واسع من الفرنسيين ما زالوا يحتفظون بهذا الجميل، ويعترفون بالجزائرين الذين كانوا سندا لفرنسا ضد الثورة الجزائرية، ولهذا كان للموقف المعادي الذي أبداه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من عودة ما يسمى بـ«الحركي»، وقعٌ سيئ لدى المهتمين بالقضية.

واحتج عدد من نواب الاتحاد من أجل الأغلبية الرئاسية وحزب الأقدام السوداء (فرنسيون ولدوا في الجزائر وغادروها بعد الاستقلال)، على دعوة جاك شيراك، الرئيس الجزائري في الاحتفال بالذكرى الـ60 للإنزال. وكان بوتفليقة، قد ذكر للقناة التلفزيونية «فرانس2» لدى زيارته باريس في سنة 2000، أن «الحركي غير مرغوب فيهم بالجزائر»، وذكر «هل يمكن أن تغفر فرنسا للمتعاونين مع حكومة فيشي؟!»، وذلك ردا على سؤال حول مدى استعداد الجزائر لطي صفحة الماضي بخصوص الذين كان لهم نشاط معاد للثورة.