انتخابات الرئاسة الأميركية: كيري يسعى إلى منافسة الرئيس بوش على أصوات المسيحيين المحافظين

TT

واشنطن: رويترز: بدأ السناتور جون كيري، المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الاميركية يتحدث بصراحة وشفافية أكبر عن عقيدته الدينية في خطوة يراها المحللون السياسيون ضرورية ليلحق بالشعبية التي يتمتع بها الرئيس الجمهوري جورج بوش بين المسيحيين المحافظين.

مما يلفت ان كيري، الكاثوليكي المذهب، لم يتطرق الى عقيدته النادرة الا نادراً طوال المرحلة الاولى من حملة الانتخابات الرئاسية، غير انه منذ الخطاب الذي القاه الشهر الماضي في المؤتمر العام للحزب الديمقراطي بمدينة بوسطن والذي قبل فيه ترشيح الحزب لينافس بوش في معركة الرئاسة يوم 2 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وما تلاه من زيارات منتظمة الى كنائس السود والكنائس غير التابعة لطائفة بعينها، بدأ يتحدث أكثر عن «دور الله في حياته».

فيوم الاحد الماضي قال كيري أمام مئات المصلين «لكن ما من سبيل للمرء الا التأثر بمبدئه الاساس.. أي الايمان». وأردف ان ايمانه بالله ساعده على مواجهة مأساة شخصية. وفي عودة الى سيرته القتالية في فيتنام قال كيري، الحاصل على اوسمة في الحرب الفيتنامية، «لقد خضت الحرب وفقدت أعز اصدقائي، من نشأت معهم وحاربت معهم وسألت نفسي لماذا يحدث هذا وماذا يجري. كلنا نتساءل ونتعلم انه رغم المعاناة ومن خلال الفقد نتواصل مع الكون .. مع الله».

وكان كيري، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ماساتشوستس التي تعد احدى أكثر الولايات الأميركية انفتاحاً وابتعاداً عن الاصولية الدينية، في خطاب قبول ترشيح الحزب الديمقراطي له «أنا لا أضع ايماني شارة على ذراعي، لكن الايمان هو الذي شكل قيمي وأعطاني أملا أعيش به من وقت فيتنام حتى يومنا هذا ... من الاحد الى الاحد».

من ناحية ثانية ترى الكاتبة امي سوليفان، التي كتبت كثيرا عن الدين والسياسة، ان مساعدة الفقراء والاقتراب من الله ساعد كيري كثيرا في حرب فيتنام ويمكن ان يساعده في كسب اصوات المسيحيين المحافظين بطريقة لم يستطع المرشحون الديمقراطيون الآخرون من قبله ان يفعلوها، مضيفة ان المتدينين (المسيحيين) «عادة ما يعتبرون الدين مقياساً لاختبار الاساس الاخلاقي للمرشح. ان ذلك يساعدهم على معرفة أصله». وللعلم، يحضر كيري ـ الذي تحول ابوه من اليهودية الى المسيحية ـ قداس الاحد في الكنائس الكاثوليكية بانتظام غير انه تحفظ حتى الآن عن التحدث علناً عن عقيدته الدينية، بخلاف بوش الذي جعل من الدين جانباً رئيسياً من شخصيته، والذي يحظى بدعم قوي من الأصوليين المسيحيين المتشددين.

ويجمع المحللون على أن كيري يواجه تحدياً كبيراً في سعيه لسد الفجوة القائمة بينه وبين بوش بين الناخبين المسيحيين المحافظين. فوفقا لاستطلاع اراء الناخبين في انتخابات عام 2000 حصل بوش على أصوات 63 في المئة من الناخبين الذين يترددون على الكنائس أكثر من مرة في الاسبوع. اما المرشح الديمقراطي آل غور فحصل على اصوات 61 في المئة ممن قالوا انهم لا يذهبون الى الكنيسة قط. ويشرح جون غرين استاذ العلوم السياسية في جامعة اكرون بولاية أوهايو، الذي يدرس انماط التصويت للجماعات الدينية «ان هذه الفجوة الدينية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي بدأت تظهر لاول مرة في السبعينات حين أخذ الحزبان يتبنيان مواقف مختلفة في قضايا منها الاجهاض وحقوق المثليين جنسياً».