مقتدى الصدر يتعهد بالقتال «حتى آخر قطرة من دمي» ووفد وساطة يؤكد إمكانية التوصل إلى حل سلمي

نائب محافظ البصرة يطالب علاوي بالاعتذار ويهدد بانفصال «إقليم الجنوب» ويأمر بوقف صادرات النفط

TT

تعهد مقتدى الصدر زعيم مليشيا «جيش المهدي»، الذي يتحصن في مرقد الامام علي بن ابي طالب في النجف، بمواصلة القتال حتى آخر قطرة من دمه، ورفض عرض العفو الذي قدمه رئيس الحكومة العراقية المؤقتة اياد علاوي، وطالب قوات الاحتلال بمغادرة العراق، في حين هدد ممثله سلام المالكي، نائب محافظ البصرة، بفصل ما اسماه بـ«اقليم الجنوب» عن باقي العراق ما لم تنفذ مطالب الصدر، وقال انه اصدر امرا الى شركة نفط الجنوب بأن توقف الصادرات النفطية.

وفي مسعى لوقف المعارك والتوصل الى حل سلمي للأزمة قال وفد وساطة يمثل عددا من الشخصيات العراقية المستقلة وشيوخ عشائر ورجال دين امس ان هناك تطورا كبيرا في المفاوضات الجارية بين الحكومة العراقية وبين مكتب «الشهيد الصدر» في النجف. وقال الشيخ فاتح كاشف الغطاء عضو الوفد «نحن نحاول من خلال هذا الوفد ان نصلح ما أفسدته الحرب والعنف والمصالح الأميركية والشخصية». واضاف «هناك تطور كبير في المفاوضات الجارية الان بين الحكومة العراقية من جهة وبين مكتب الشهيد الصدر في النجف». وقال علي الياسري، ممثل مكتب الشهيد الصدر في النجف، «في حالة وقف العمليات العسكرية الجارية الان في النجف فان جيش المهدي سيتحول الى مؤسسة خدمية او الى تيار سياسي». واضاف «ننطلق من هذا ليس من اساس الضعف بل اساس الشعور بالمسؤولية والعودة الى اجواء الهدنة... اننا من خلال هذا نريد التأكيد ان ما نطلبه هو السلام وما يطلبه الاخرون هو الحرب والدمار». وقال متحدث باسم الوفد ان اعضاءه «يطالبون بايقاف اطلاق النار في مدينة النجف وباقي مدن العراق.. والسماح للمساعدات الانسانية بالوصول الى المناطق المنكوبة... ومطالبة اطراف النزاع بالجلوس الى طاولة المفاوضات لاحتواء الازمة وحلها بشكل سلمي». وقالت سلامة الخفاجي، عضو الوفد، ان قوات «جيش المهدي» أعلنت منذ البداية انها تأخذ مواقع الدفاع لكن القوات الاميركية استمرت بالقصف «لمحاولة النيل من جيش المهدي». واضافت «نطالب وبشدة بوقف نزيف الدم وان تجلس جميع الاطراف الى طاولة المفاوضات لوضع حد لهذا الازمة الكبيرة». وقال الصدر في مؤتمر صحافي عقده في ضريح الامام علي امس انه يريد محاربة قوات الاحتلال في النجف حتى «آخر قطرة من دمه». واكد انه «مستمر على المقاومة وباق في النجف الاشرف». وقال «لن اخرج منها، وبقائي هنا مدافعا عن المدينة لانها اشرف المدن وسأبقى فيها حتى اخر قطرة دم من حياتي». واضاف «من يريد (من جيش المهدي) ان يبقى فأهلا وسهلا به والذي يريد الذهاب فأهلا وسهلا به ايضا». وتابع «لا تدعوا انصاري بمقاتلي جيش المهدي بعد اليوم بل ادعوهم بالمدافعين عن المدينة».

وحول الوضع السياسي في العراق، قال الصدر «يجب على المحتلين (الاميركيين) ان يغادروا، وبعد ذلك من الممكن البدء بعملية ديمقراطية» في العراق.. لا نريد الا الاستقلال وتحرير بلدنا، فإذا كان محررا ومستقلا فيمكن بعد ذلك ان يكون هناك مشروع سياسي، اما اي سياسات في الوضع الحالي مع وجود المحتل فلا سياسة اصلا». ورأى الصدر انه «لا يمكن الجمع بين الديمقراطية والاحتلال، ولا يمكن الجمع بين الحرية والاحتلال. ارفعوا الاحتلال لتكون هناك حرية وتكون هناك ديمقراطية، والا مع وجود المحتلين فلا حرية ولا ديمقراطية».

ووجه الصدر انتقادات للحكومة العراقية المؤقتة وقال انه سمع ان «ما يسمى بالحكومة العراقية المنصبة من قبل المحتل على العراق مع شديد الاسف تقول ان هناك مقاومة شديدة في النجف الاشرف وان هنالك عناصر مندسة في النجف». وتابع ان «ما هو موجود حقا في النجف هو مقاومة شريفة تدافع عن الاسلام وتدافع عن الدين وعن المذهب وعن المقدسات».

ورفض الصدر دعوة علاوي لانصار الصدر بالقاء السلاح مقابل العفو وقال «انهم يدعون المقاومة الى وضع السلاح والاستسلام ان صح التعبير. لن ارد على اي شخص بشأن المقاومة انما هم انفسهم (الاميركيون) اعترفوا بأن المقاومة رد فعل طبيعي على الاحتلال وبلدنا بلد محتل، فإذاً لا بد من المقاومة». واكد انه «باق هنا من اجل دعم المقاتلين»، داعيا «كل رجال الدين الى أن يفعلوا الشيء نفسه».

وردا على سؤال حول ما اذا كان يعني بذلك المرجع الشيعي آية الله العظمى علي السيستاني، قال الصدر انه يتمنى للسيستاني «الشفاء العاجل والرجوع السريع الى مدينته النجف».

وحول التقارير التي تحدثت عن وجود دعم ايراني قال الصدر «انا مدعوم فقط من الله سبحانه وتعالى وهو ناصري». وحول رده على دعوة رئيس الوزراء اياد علاوي للمشاركة في الانتخابات، المقررة مطلع العام المقبل، قال الصدر «اتصور كشيء مبدئي ان ما تقوم به قوات الاحتلال هو بمساعدة وموافقة من اياد علاوي». واضاف «عندما اقول اني في خدمتك يا اميركا، وانا تحت امرتك، وأدخل الانتخابات ففي ذلك الوقت سيتوقفون عن الهجوم ولكن لا انا، اعلنت اني عدو لاميركا واميركا عدوة لي الى يوم الدين».

من ناحية اخرى، هدد سلام المالكي نائب محافظ البصرة، وممثل الصدر في البصرة، بانفصال المحافظات الجنوبية الثلاث في العراق (البصرة والعمارة والناصرية) واقامة ما اسماه «اقليم الجنوب» العراقي المنفصل. وقال المالكي «ندعو الى انسحاب القوات الاميركية من النجف والاعتذار الرسمي من قبل (رئيس الوزراء) اياد علاوي وحكومته للصدر والتيار الصدري وتعويض الشهداء والمتضررين من جيش المهدي». واضاف «اذا لم تتم الاستجابة لهذه المطالب فاننا نهدد بانفصال البصرة والعمارة والناصرية واقامة اقليم الجنوب»، موضحا انه «يجري اتصالات مع المسؤولين في التيار الصدري في هذه المحافظات لاقامة هذا الاقليم». واكد المالكي «اعطينا امرا لشركة نفط الجنوب بأن توقف الصادرات النفطية العراقية حتى تتم الاستجابة لمطالبنا بينما قررت المحافظة القيام باضراب عام (امس واليوم)».

وقال شهود عيان ان العشرات من انصار الصدر ينتشرون منذ الصباح في كافة ارجاء المدينة وهم يحملون الاسلحة الرشاشة والقذائف المضادة للدروع (آر بي جي). واحتشد العديد منهم حول مبنى المحافظة وسط المدينة. وقام حوالي 500 من انصار الصدر بتظاهرة امام مبنى المحافظة. وقال اسعد البصري احد المقربين من الصدر ان «البصرة ستكون مثل النجف اذا لم تنفذ المطالب الرئيسية للمتظاهرين والمتمثلة بايقاف القتال في النجف وانسحاب القوات الاميركية والاعتذار الرسمي من قبل اياد علاوي وحكومته وتعويض الشهداء والمتضررين من جيش المهدي».