المواجهات العنيفة تتواصل في النجف والقوات البريطانية تشتبك مع «جيش المهدي» في البصرة

TT

تواصلت المواجهات العنيفة في مدينة النجف أمس بين ميليشيا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر من جهة والقوات الاميركية وقوات الدفاع الوطني والشرطة من جهة ثانية. وأعلن الجيش الاميركي ان أكثر من 360 مسلحا من أنصار الصدر وأربعة جنود اميركيين قتلوا خلال الأيام الخمسة الأخيرة، في حين خاضت القوات البريطانية أمس اشتباكات مع ميليشيا «جيش المهدي» في شوارع البصرة أمس، وقالت متحدثة عسكرية ان الوضع في المدينة «بالغ التوتر» حيث تم إحراق عربتين عسكريتين من طراز لاندروفر. وفي بغداد سمع دوي سلسلة من الانفجارات القوية مصدرها مدينة الصدر التي تشهد مواجهات بين ميليشيا «جيش المهدي» والقوات الاميركية.

وقال متحدث باسم الجيش الاميركي انه «منذ بداية المعارك قتل اربعة جنود اميركيين من القوة الدولية المتعددة الجنسيات في مدينة النجف وجرح 19 آخرون». وقدر المتحدث عدد القتلى في صفوف «جيش المهدي» بأكثر من 360 شخصا، في حين لم تعلن ميليشيا الصدر إلا عن سقوط 15 قتيلا وجرح 35 في صفوفها. ويعود غياب حصيلة من المستشفيات او الجهات الرسمية العراقية الى استحالة وصول فرق الإنقاذ الى ساحة القتال بسبب المعارك العنيفة الدائرة في المدينة.

وأفاد شاهد عيان ان اثنين من عناصر الميليشيا قتلا وجرح اثنان آخران في هجوم شنه جنود اميركيون على مسلحين يتحصنون في مقبرة المدينة.

وقال عنصر في الميليشيا ان القوات الاميركية التي تدعمها طائرات الهليكوبتر شنت هجوما في محاولة للسيطرة على مقبرة النجف من القطاع الجنوبي الغربي للمدينة. وينتشر أنصار الصدر في شمال شرقي المدينة قرب المسجد حيث يقع ضريح الإمام علي. وتمكن صحافي من وكالة الصحافة الفرنسية من رؤية جثتي مقاتلين وجرحى في باحة الضريح في وسط المدينة.

وقال مقاتلون في «جيش المهدي» ان القتيل يدعى سعيد يوسف، موضحين ان الضحايا اصيبوا بشظايا قذيفة هاون.

وعرض المقاتلون رصاصا فارغا قالوا انه اطلق من رشاشات ثقيلة على الجانب الايمن الضريح. كما عرضوا في باحة الضريح شظايا اخرى. وسمع دوي قصف مدفعي من الدبابات الاميركية وانفجار قذائف هاون في المدينة المقدسة.

من جهة اخرى، سمع اطلاق قذائف هاون ونيران اسلحة آلية في شمال وغرب المدينة التي تحلق فوقها هليكوبترات اميركية. وخاضت القوات البريطانية اشتباكات ضد ميليشيات «جيش المهدي» في مدينة البصرة امس واشعل المقاتلون النار في عربتين عسكريتين بريطانيتين من طراز لاندروفر وجاب رجال الميليشيا الموالون للزعيم الصدر الشوارع مسلحين بالبنادق الآلية والقذائف الصاروخية. وقالت متحدثة باسم القوات البريطانية في البصرة «الاشتباكات مستمرة. انه صراع بالتأكيد. يمكنني ان اؤكد ان مركبتين دمرتا، اما غير ذلك فالموقف مشوش في هذه المرحلة». وأضافت انه لم ترد انباء فيما يخص وقوع خسائر في الأرواح في اي من الجانبين.

وقال مواطن من سكان البصرة طلب عدم الإفصاح عن اسمه ان افراد الميليشيا يقاتلون القوات البريطانية قرب مقرهم في المبنى الاولمبي السابق ويستخدمون القذائف الصاروخية في تصديهم للقوات الاجنبية. واضاف ان ميليشيا «جيش المهدي» تسيطر على عدة تقاطعات رئيسية في المدينة الا انه لم يتسن التأكد من ذلك من مصدر مستقل. وسمع دوي سلسلة من الانفجارات القوية في بغداد مصدرها مدينة الصدر الواقعة شمال شرقي العاصمة. وارتفعت اعمدة من الدخان من المدينة التي تشهد اشتباكات بين انصار الصدر والقوات الاميركية ادت الى سقوط عدد من الضحايا. وقال الجيش الاميركي ان اربع قذائف هاون سقطت على مبنى البلدية في المدينة.

في غضون ذلك أذاعت قناة «الجزيرة» الفضائية القطرية امس شريط فيديو ذكرت أنه من مقاتلين موالين للزعيم الشيعي مقتدى الصدر قالوا انهم خطفوا ضابط شرطة عراقيا. واعلن امس عن قيام مقاتلين من «جيش المهدي» بخطف اللواء رعد محمد خضر المدير السابق لشرطة حي الرصافة في بغداد وسيطلقون سراحه بمجرد أن تفرج وزارة الداخلية عن أعضاء من الميليشيا. وظهر بالشريط أربعة رجال ملثمين يقفون حول رجل جالس على مقعد يرتدي زي رجال الشرطة. من جهته، أكد متحدث باسم وزارة الداخلية صباح كاظم خطف شرطي من مركز الشرطة في مدينة الصدر، مشيرا الى ان المخطوف ليس من رتبة عالية.

وأعلن متحدث باسم الصدر في المدينة عبد الهادي الدراجي انه ليس على علم بمثل هذه العملية.