«وادي الموت» محاصر بالقنابل وسكانه يتهمون الحكومة بإغفال الأمر

TT

«وادي الموت» .. هكذا بدأ اهالي مدينة الصدر يطلقون هذه التسمية على مدينتهم التي زرعت بالعبوات الناسفة. وهكذا اغلقت المدينة منذ ايام عدّّّة، فلم يعد الخروج والدخول اليها بالأمر اليسير. تراشق النيران بين القوات الاميركية وقوات جيش المهدي وبعض العناصر الاخرى يبدو واضحا في هذه المنطقة اكثر من المناطق الباقية. على حافة «وادي الموت» وقفت «الشرق الاوسط» لتعرف ما يجرى داخل تلك البيوت القديمة التي قد تسقطها رصاصة واحدة لجدرانها العتيقة التي تآكلت من الفقر والعوز المادي عبر سنوات طوال.

«لم تشهد الراحة ولم تعرفها»، هكذا بدأ عباس جاسم حديثه معنا بعد ان حاول جاهدا الوصول الينا ليقول كلمته لكنه رفض التصوير. قال لنا انه لم ينم واطفاله منذ سبعة ايام. الليل يتحول الى نهار من شدة القصف وتراشق النيران والضحية دائما هو الانسان الفقير الذي يبحث عن الامان في بلد لاامان فيه.

ويقول عباس انه اخرج عائلته الى بيت في منطقة اخرى يعود لأحد اقاربه وهي منطقة (حي اور) ولكن اطلاقات النار لحقت بهم هناك ايضا.. «ولا اعرف اين اذهب باطفالي ولا ادري متى ستنتهي معاناتنا» . احد الاشخاص الملثمين اقترب منا وقال «انا من جيش المهدي وسأقاتل حتى الموت. اذكري ذلك ومعي شباب كثر. لن نصمت امام ما يحصل وسيكون لنا من يمثلنا في الحكومة المنتخبة». ما زلنا على مشارف «وادي الموت». احد ابناء ذلك الوادي يقول «ان ما يحصل هو الاختلاف حول من يمثل جيش المهدي والصدر في المؤتمر الوطني ولكن ما يحصل هو تخطيط واضح لتصفية الابرياء الذين اراهم يموتون امامنا بدون ان تفعل الحكومة أي شيء».

وطالبت المواطنة خيرية عبود الحكومة العراقية بالتدخل ورفع العبوات الناسفة من المدينة، فهي اصبحت قنبلة موقوتة تنفجر في أي لحظة على أي انسان. بعض الموظفين الساكنين في تلك المنطقة تخلفوا عن وجودهم في المؤسسات الحكومية للايام المنصرمة وما زال البعض الاخر لا يقوى على الخروج من بيته.

يقول حسين الزويني وهو من سكنة تلك المنطقة «ان ما يحصل قمة الارهاب من كل الجوانب المتصارعة. نحن نعرف ان الكرسي والثروة هما هدف الجميع ولكن ما ذنب المواطن البسيط في كل ذلك واين يهرب من هذا الصراع وهو لا يملك قوت يومه؟ لقد تعطلت المحلات التجارية واغلقت الابواب وصارت مدينة الموت تحاصرنا من كل مكان. حاولوا ان تنقلوا اصواتنا لكل من يهمه الامر.. حاولوا انقاذنا مما نحن فيه. ما ذنب هذه المدينة في كل الازمان والعصور، هل كتب عليها الموت؟ سؤال نوجهه الى الحكومة التي تقول ان همها سواد الشعب العراقي».

علاء ابراهيم، موظف في احدى الوزارات، خرج من مدينة الصدر قبل ايام ولا يستطيع دخولها الان للاوضاع الامنية المتردية ويتهم الحكومة العراقية بالتهاون في هذا الامر ويطالبها بالاسراع في انقاذ اهالي مدينة الصدر.