السعودية ترحب بخطوات الحكومة السودانية لتنفيذ تعهداتها في دارفور وتدعو العراقيين للعمل مع الحكومة العراقية للوصول إلى الاستقرار

مجلس الوزراء ينوه بجهود الأمن في ملاحقة أصحاب الفكر المنحرف ويقر منح ترخيص الجوال إلى «اتصالات»

TT

شدد الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي، الذي ترأس جلسة مجلس الوزراء السعودي امس، على أهمية اتخاذ موقف دولي واحد للوقوف في وجه الغطرسة الإسرائيلية التي استهانت بما اتخذته الشرعية الدولية من قرارات وجمدت وهمشت ما اتفقت عليه في معاهداتها مع الفلسطينيين بشأن كل ما يحقق الأمن والسلام والاستقرار، وتماديها في عدوانها على الشعب الفلسطيني تقتيلا وتشريدا وتنكيلا وتهديما للمنازل وتجريفا للمزارع وسعيها المستمر للقضاء على البنى الأساسية لفلسطين.

وفي الشأن العراقي دعا مجلس الوزراء السعودي العراقيين إلى تجاوز ما تمر بلادهم به من محن وقلاقل، والعمل يدا واحدة مع الحكومة العراقية للوصول إلى ما يتطلعون إليه من الأمن والأمان والاستقرار، والعمل على تفويت الفرص على كل من يسعى إلى زعزعة الأمن وقتل الأبرياء من المواطنين عامة.

وأطلع ولي العهد السعودي المجلس على نتائج الاتصالات والمشاورات والمباحثات التي أجراها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وولي عهده مع بعض قادة ومسؤولي الدول «الشقيقة والصديقة» التي تمحورت حول مختلف القضايا والموضوعات.

وحول الأوضاع في إقليم دارفور السوداني رحب المجلس ببيان مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بشأن تطورات الأوضاع في الإقليم وكذلك بالخطوات المتخذة من قبل الحكومة السودانية لتنفيذ تعهداتها بموجب الاتفاق الموقع مع أمين عام الأمم المتحدة بشأن تسوية الأزمة في دارفور، وأكد المجلس ما أشار إليه البيان من الالتزام والاحترام لسيادة السودان ووحدة أراضيه واستقلاله، كما رحب بالإعلان عن استئناف المفاوضات بين الحكومة السودانية وحركتي التمرد في العاصمة النيجرية (أبوجا) في 23 أغسطس الحالي. وأكد المجلس رفض أي تلويح بتدخل عسكري قسري في الإقليم أو فرض أي عقوبات على السودان وناشد المجتمع الدولي بإتاحة الزمن الكافي والمناسب للحكومة السودانية حتى تتمكن من القيام بتنفيذ تعهداتها المترتبة على اتفاقها مع الأمم المتحدة.

وعلى الصعيد المحلي أعرب المجلس عن تقديره للجهود الكبيرة التي تقوم بها قوات الأمن السعودية في متابعة المفسدين في الأرض من أصحاب الفكر المنحرف من المنتمين للفئة الضالة ونجاح هذه القوات بتوفيق من الله في القبض على العديد منهم، وشدد على أن الدولة ممثلة بقوات الأمن والقوات المسلحة كافة وتعاون المواطنين معها ستوالي بإذن الله وعونه ملاحقة كل مفسد منحرف يسعى إلى الإخلال بأمن الوطن وترويع الآمنين وقتل النفس المعصومة. وعرض المجلس نتائج الزيارة التفقدية الأخيرة التي قام بها ولي العهد السعودي إلى محافظة الطائف «التي حملت معها بشائر الخير لأهالي المحافظة والمراكز والقرى المحيطة بها بلقائه إخوانه وأبنائه المواطنين وتدشينه العديد من مشروعات الخير والنماء في الطائف وبما يعود عليها وعلى ساكنيها وقاصديها من المصطافين بالراحة والطمأنينة» وفي هذا السياق ثمن الأمير عبد الله ما أبداه المواطنون في محافظة الطائف من مشاعر الولاء والحب والتقدير لكل ما قدمته وتقدمه الدولة عبر مختلف أجهزتها للمواطن أينما كان في أي جزء من الوطن، مؤكدا أن الدولة ماضية بعون الله وتوفيقه في إيجاد المزيد من سبل التنمية والتطور في كل أنحاء المملكة.

من جهة اخرى أقر مجلس الوزراء السعودي منح الترخيص لمجموعة «اتحاد اتصالات» ـ وهي شركة جديدة أوصى المجلس الاقتصادي الأعلى بتأسيسها كشركة مساهمة سعودية ـ لتقديم خدمات الهاتف الجوال من الجيل الثاني بتقنية «جي إس ام» والجيل الثالث بتقنية «3 جي» في السعودية بمبلغ يقدر بنحو (3.225 مليار دولار)، وذلك خلال جلسة مجلس الوزراء التي رأسها الأمير عبد الله بن عبد العزيز أمس في جدة بناء على توصية المجلس الاقتصادي الأعلى التي تتضمنح المجموعة هذا الامتياز.

وتقوم مجموعة «اتحاد اتصالات» بموجب هذا الترخيص بتشغيل شبكة الهاتف الجوال من الجيل الثاني بتقنية «جي اس ام» بجميع عناصرها وتقديم خدماتها كافة على المستوى المحلي والداخلي والدولي من خلال شبكته الخاصة، وذلك بحسب ما ورد في العرض المقدم منه نظير مقابل مالي للحصول على هذا الترخيص قدره 12.210 مليار ريال (3.25 مليار دولار) يدفع للخزانة العامة مقدما على أن تستوفي هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات جميع شروط وإجراءات الترخيص المنصوص عليها نظاما.

كما يمنح الترخيص المجموعة الحق بإنشاء وتشغيل شبكة الهاتف الجوال من الجيل الثالث بتقنية «3 جي» بجميع عناصرها وتقديم خدماتها كافة على المستوى المحلي والداخلي والدولي من خلال شبكته الخاصة به بحسب ما ورد في العرض المقدم منه نظير مقابل مالي للحصول على هذا الترخيص بأكثر من 753 مليون ريال (200 مليون دولار) تدفع للخزانة العامة مقدما على أن تستوفي هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات جميع شروط وإجراءات الترخيص المنصوص عليها نظاما.

ومن الشروط أن يستوفى المقابل المالي لتقديم الخدمات تجاريا والمقابل المالي للترخيص ومقابل استخدام الترددات ومقابل تخصيص واستخدام الأرقام وغير ذلك من أنواع المقابل المالي من «اتحاد اتصالات» وفقا للأنظمة واللوائح والقرارات ذات الصلة. كذلك منح شركة الاتصالات السعودية إذا تقدمت بطلب لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات خلال سنة من تاريخ صدور هذا القرار ترخيصا بتقديم خدمات الهاتف الجوال من الجيل الثالث على أن يكون بالالتزامات الفنية والتشغيلية والتجارية نفسها كحد أدنى وبالمقابل المالي المدفوع مقدما للخزانة العامة للخدمة نفسها وذلك بحسب عرض «اتحاد اتصالات» المشار إليه في الفقرة 2 من هذا القرار على أن تستكمل هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات الإجراءات اللازمة لذلك. وكان المجلس قد وافق خلال الجلسة على تأسيس شركة مساهمة سعودية باسم شركة «اتحاد اتصالات» بناء على توصية المجلس الاقتصادي، ومن شروط التأسيس طرح نسبة 20 في المائة من أسهم رأس مال الشركة التي تبلغ 20 مليون سهم للاكتتاب العام خلال 30 يوما من تاريخ نشر المرسوم الملكي المرخص بتأسيس الشركة، ويتم إدراج نسبة 20 في المائة على الأقل من الأسهم المخصصة للمؤسسين في سوق الأسهم السعودية خلال السنة الثالثة من تاريخ تأسيس الشركة.

وتم إعداد مشروع مرسوم ملكي بذلك، فيما تقوم وزارة التجارة والصناعة وهيئة السوق المالية، كل فيما يخصه، بتنفيذ ما ورد في هذا القرار وذلك بعد التنسيق مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات.

من جهة أخرى وافق المجلس على تعيين كل من الأمير خالد بن سعود بن خالد آل سعود على وظيفة (سفير) بالمرتبة الخامسة عشرة بوزارة الخارجية، ورحاب بن محمد بن إبراهيم مسعود على وظيفة (وزير مفوض أ) بالمرتبة 14 في وزارة الخارجية.