نائب الرئيس السوداني يحذر القوى الدولية: من يواجهنا بـ«العصا» سـنكسرها في وجهه

بعثة الاتحاد الأوروبي لتقصي الحقائق: لا دليل على وجود «إبادة جماعية» في دارفور

TT

وجه نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه تحذيرات قوية الى القوى الدولية التي تمارس الضغوط على الخرطوم حيال الازمة في دارفور قائلاً: «لا أحد يستطيع اخافتنا، والذي يرفع في وجهنا العصا نكسرها له في وجهه»، قبل ان يتعهد بإزالة كل العقبات التي تواجه تسوية الأزمة في الاقليم. فى وقت اجرى مسؤول كبير فى الاتحاد الافريقى مباحثات فى الخرطوم امس حول اعادة المفاوضات السياسية بين الحكومة ومقاتلي دارفور فى ابوجا بنيجيريا فى 23 اغسطس (اب) الحالى.

وقال الاتحاد الاوروبي امس ان بعثة تقصي الحقائق التابعة له في السودان لم تجد دليلا على حدوث ابادة جماعية في منطقة دارفور المضطربة ولو أن هناك عنفا واسع النطاق. وقال بيتر فيث وهو مستشار لخافيير سولانا منسق الشؤون الخارجية بالاتحاد الاوروبي في مؤتمر صحافي عقب عودته من زيارة للسودان «لسنا في وضع ابادة جماعية هناك». غير انه استطرد قائلا «لكن من الواضح أن هناك اعمال قتل واسعة النطاق تدور هناك في صمت وبطء واحراق للقري على نطاق كبير نسبيا».

وجدد طه وهو يخاطب جماهير حاشدة في مدينة بارا بولاية شمال كردفان (غرب البلاد)، التزام حكومته بمعالجة قضية دارفور وفق «منهج العدالة والتنمية والاستقرار وعبر الحوار»، واضاف: «هذا هو الاساس لحل قضية دارفور وكافة السودان»، وقال «نحن قادرون على ازالة الخصام وإعادة النسيج الاجتماعي وإعادة الأمن والسلام والاستقرار الى دارفور». وابدى استعداد حكومته للتفاوض مع كل الجهات التي تريد الخير للسودان»، ولكنه حذر من ان دارفور لن تكون مدخلاً لتفتيت السودان. واضاف:«من يظن ان دارفور ستكون مدخلاً لتركيع السودان فهو واهم»، ومضى قائلا: «ان دارفور لن تكون مدخلا للنيل من وحدة الشعب السوداني وطمس هويته وعقيدته، ولن ترهبه قرارات مجلس الامن المجحفة». وتابع «لن تستطيع اي دولة ارهابنا، كما لا يمكن لأحد ان يقود السودان بالعصا، الذي يرفع العصا سنكسرها في وجهه.. لان السودان لن يركع الا لله». ووجه طه حديثاً مباشراً للجماهير الحاشدة قائلا: «ان مجلس الامن لا يحكمنا وانما الذي يحكمنا هو ضميرنا، ولا يوجد احد يستطيع ان يخيفنا»، وقال: «اجعلو رؤوسكم مرفوعة وتكبيراتكم تصل عنان السماء».

الى ذلك، بدا الفا عمر كوناري رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، مباحثات حثيثة فى الخرطوم امس استهلها بلقاء مع الرئيس السودانى عمر البشير حول جهود الاتحاد الافريقى لحل ازمة دارفور، وجدد الرئيس البشير فى لقائه مع المسؤول الافريقي، ثقته في رعاية الاتحاد الافريقي للمفاوضات بين الحكومة وحاملي السلاح بدارفور، وقال ان حكومته حريصة على نجاح جولة المفاوضات المرتقبة مع حاملي السلاح في الثالث والعشرين من اغسطس الجاري بالعاصمة النيجيرية ابوجا، كما اعلن رفض السودان لأي تدخل اجنبي، وعدم رغبته في ارسال قوات اجنبية للسودان. وقال ان الحكومة تقوم بدورها كاملا تجاه حماية مواطنيها. وابدى كونارى رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الذى وصل الى الخرطوم امس من القاهرة حيث حضر اجتماع وزراء الخارجية العرب حول دارفور اول من امس، تمسك الاتحاد بضرورة انعقاد المفاوضات بين الحكومة وحاملي السلاح بدارفور من دون شروط مسبقة، ودعا متمردى دارفور بالذهاب الى المفاوضات برؤى واضحة وتفويض كامل ووفد عال المستوى، كما دعا كافة الدول الافريقية الى مساندة الجهود التي يبذلها الاتحاد الافريقي لانهاء مشكلة دارفور، واعرب عن ثقته في الخروج من الأزمة وطي صفحة الحرب والاقتتال في دارفور. من جهتها حركة أكدت تحرير السودان «دارفور» امس مشاركتها في المفاوضات التي دعا اليها الاتحاد الافريقي في الثالث والعشرين من الشهر الجاري في العاصمة ابوجا، لكنها اوضحت انها لم تتلق دعوة رسمية حتى الآن.

وقال القيادي بالحركة الدكتور شريف حرير «كان من الافضل توجيه الدعوة لنا قبل ان نتلقاها عبر وسائل الاعلام وسنستوضح الاتحاد الافريقي في ذلك».

في غضون ذلك نفى الدكتور شريف حرير المعلومات التي تحدثت عن استقالة خمسة من قيادات التحالف الفيدرالي بسبب زيارته لاسرائيل وتلقيه دعما عسكريا منها، ووصفها بأنها حملة منظمة من قبل اجهزة اعلامية عربية وسودانية.

وقال «هي اتهامات قديمة من وزير خارجية النظام واجهزته الامنية والدعائية بغرض تضليل العالم العربي، وتحميل الأمور أكثر مما تحتمل كلما ضاقت بهم الدنيا وألمت بهم الضغوطات».

وزاد مخاطبا وزير الخارجية السوداني «والذين اذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما».

وأوضح الدكتور شريف حرير انه لم يزر اسرائيل مطلقا. وقال «كل من حولي يعملون ذلك وان الادعاءات بأن هناك استقالات في صفوف قيادات التحالف الفيدرالي لغرب السودان عارية عن الصحة».

* فرنسا تستبعد حلا عسكريا من جهته اكد سفير فرنسا في السودان دومينيك رينو ان فرنسا تستبعد اي حل عسكري للازمة في دارفور. وفي تصريح صحافي، رحب رينو باستئناف الحوار بين مقاتلي دارفور والحكومة في في 23 اغسطس (اب) الجاري، في ابوجا في نيجيريا مشيرا الى ان فرنسا كانت قد دعت الطرفين للعودة الى طاولة المفاوضات. وقال الدبلوماسي الفرنسي ان «على الافارقة ان يبذلوا جهودا لحل المشاكل الافريقية في اطار افريقي».

واضاف «للاتحاد الافريقي الآن دور اساسي في حل ازمة دارفور بالسهر على احترام وفق اطلاق النار وتنظيم المفاوضات بين الطرفين السودانيين». واعتبر السفير ان السودان «اظهرت حسن ارادتها» في علاقاتها مع الامم المتحدة عبر الاتفاق الذي ابرمته مع الامين العام للمنظمة الدولية كوفي انان حول العمل لوصول المساعدات الانسانية الى المنطقة التي تعاني من حرب اهلية.

ومن جهة ثانية قال رينو ان لانتشار 200 عنصر من القوات الفرنسية في المنطقة الشرقية من تشاد اهدافا انسانية، وانه تم بناء لطلب من الامم المتحدة والمفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة. ونفى رينو ان تكون لهذه القوات الفرنسية مهمة عسكرية في هذه المنطقة. وصرحت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال آليو ماري الجمعة في أبيشي (شرق تشاد)، بأن على فرنسا ان تكون حاضرة «بالقدر الممكن وبكل الوسائل اللازمة» الى جانب لاجئي دارفور.