لبنان سيطالب في لقاء وزراء الخارجية العرب باتخاذ إجراءات عملية لـ«ترتيب» موضوع الصدر

عمرو موسى بعد لقاء عبيد في القاهرة: كل خلافات لبنان وليبيا «قابلة للحل»

TT

أعلن وزير الخارجية اللبناني جان عبيد، لدى عودته الى بيروت من القاهرة امس، انه وفي اطار الاجتماع الذي عقده وزراء الخارجية العرب لمناقشة قضية دارفور، تم البحث في «ضرورة اتخاذ اجراءات عملية وشاملة لترتيب موضوع الإمام موسى الصدر ورفيقيه»، الذين فقدوا خلال زيارة قاموا بها الى ليبيا في اغسطس (آب) 1978.

واشار عبيد الى انه أثار مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، قضية منع فرنسا تلفزيون «المنار» من البث في اوروبا. وقال: «نحن لا يمكن ان نتساهل بموضوع حرية «المنار» في ان تعبر عن رأيه».

وأوضح عبيد في حديث الى الصحافيين في مطار بيروت ان اللقاءات التي حصلت في جامعة الدول العربية «حصلت ضمن اللقاء العام. وفي مجلس الجامعة لم يكن هناك لقاء خاص (لبحث قضية الصدر) ولكن ضمن اللقاء العام، حصل قدر من التبادل للآراء تركز حول ضرورة اتخاذ اجراءات عملية وشاملة في سبيل «ترتيب» الموضوع الذي يهم لبنان، وهو موضوع الإمام موسى الصدر ورفيقيه». وقال: «هذا الموضوع يجب ان يتم الأمر فيه على نحو مُرضٍ للبنان وللعدالة وللحق ايضا»ً.

وسئل عبيد اذا كانت لبيا اوقفت استيرادها من لبنان فأجاب: «لم نبلغ هذا الامر اطلاقاً». واستطرد قائلاً: «ان هذا الموضوع قضائي في جانب منه وسياسي في جانب آخر، وعلى من يتعامل مع هذا الموضوع في الجانب السياسي ان يفهم ويعرف مدى اهمية هذا الموضوع بالنسبة الى لبنان».

وعن موضوع تلفزيون «المنار» قال الوزير عبيد: «الامر الذي اريد ان اشير اليه هو ما اثرناه مع الامين العام للجامعة العربية في موضوع «المنار»، وهو موضوع الحرية. والحرية اذا كانت لها مشاكل في دول لا تعرف النظام الديمقراطي الامثل فإنها في بلد كلبنان في طريق الديمقراطية الفعلي. ونحن لا يمكن ان نتساهل بموضوع حرية «المنار» في ان تقول رأيها وتعبر عن رأيها... إن انتقاد السياسات الاسرائيلية ليس انتقاداً لليهود كشعب ولا انتقاداً للدين اليهودي. ونحن نعتقد ان هناك قيماً مشتركة بين جميع الاديان تدمرها وتقضي عليها هذه السياسات المتطرفة المقيتة التي تتبعها حكومة اسرائيل. واذا سلط الضوء على ممارسات هذه الحكومة التي تدمر الجسور والقيم المشتركة بين الاديان وبين الشعوب، فذلك ليس انتهاكاً لشعب او لدين، بل هو انتهاك لنظرية سياسية تقوم بها فئة صهيونية تنظر الى الامور نظرة سياسية».

وتابع الوزير عبيد: "لقد طلبنا من الجامعة العربية ان تكون لها مداخلة مع الاخوان سواء في الدول العربية المعنية بـ "عربسات"، او على المستوى الاوروبي ايضاً والفرنسي ليكون موقفها مسانداً لنا في عملية تكثيف وتحصين فكرة الحرية". واكد عبيد انه ستكون للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى "متابعة لهذا الموضوع. واعتقد ان متابعته لا تخلو لا من الجدية ولا من الفعالية في المرحلة المقبلة". من ناحية اخرى أعرب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عن اعتقاده بأن كل الخلافات بين ليبيا ولبنان قابلة للحل. ورفض موسى، في تصريحات للصحافيين أمس عقب لقائه وزير الخارجية اللبناني جان عبيد بمقر الأمانة العامة للجامعة، التعليق على ما اذا كانت الجامعة العربية تقوم بوساطة لتسوية الخلافات بين البلدين، وقال: «لن نعلق على كل ما تطرحه الصحف».

من جانبه أشار وزير الخارجية اللبناني الى أن الحوار مستمر ومتواصل مع الأمين العام للجامعة العربية حول قضايا المنطقة سواء في فلسطين والعراق وموضوع دارفور بالسودان بوجه خاص في هذه المرحلة التي اسماها بـ«السودانية». وحول سبل تسوية الخلافات بين ليبيا ولبنان بشأن قضية موسى الصدر، قال جان عبيد «الموضوع لم يتفجر فجأة، وهو في طور العلاج»، معربا عن أمله في أن «يعالج بالطريقة التي تؤدى الى الخاتمة التي يرجوها لبنان والتي تحفظ ماء وجه جميع الأطراف وتحقق أيضا ما هو حق في هذا الموضوع». وعما اذا كان قد التقى وزير خارجية ليبيا أمس خلال الاجتماع الطارئ، قال وزير الخارجية اللبناني «ان لقاءنا كان في رحاب الجامعة العريبة.. ولكن لم يكن هناك لقاء خاص منفرد بيننا وبين وزير خارجية ليبيا». وأضاف «ارجو ان يقال خاصة في هذه المرحلة ان الأمور مركزة على كيفية مساعدة أشقائنا في العراق وفلسطين والسودان». وعما اذا كانت هناك نية لتسوية الخلاف اللبناني الليبي والعمل على تسويته، قال وزير خارجية لبنان «اعتقد انه لا يمكن تسوية هذه الامور على الشاشات. واذا كان هناك من تسوية فلتدر في مكان اخر». وأضاف ان «الكلام لم ينقطع بيننا وبين الأشقاء، لكننا نعتقد ان المجهود الذي يجب ان يبذل لمعالجة هذا الموضوع هو في طور التكوين ولم يتم حتى الان. ويجب ان يكون هناك مجهود اكبر لإحقاق الحق وانهاء هذا الموضوع على نحو يحقق للبنان ما يرجوه من اثارة هذا الموضوع». وقال ان «موسى الصدر ليس مرجعية مذهبية أو طائفية بل مرجعية دينية وأخلاقية وثقافية واعتبارية هائلة في لبنان وفى المنطقة العربية». ولفت الى ان موضوع الخلاف حول الصادرات السلعية بين لبنان وليبيا لم يطرح للنقاش خلال لقائه أمس مع الأمين العام للجامعة العربية.