السفارة الأميركية تضغط لإجبار صحيفة مصرية على الاعتذار عن مقال يشكك بالهولوكوست

TT

علمت «الشرق الأوسط« من مصادر مصرية وأميركية أن وفدا من السفارة الأميركية أجرى سلسله من اللقاءات من أجل إرغام أحد الصحافيين المصريين على الاعتذار علنا وبشكل رسمي واضح عن مقال نشر بجريدة «اللواء الإسلامي» يشكك في مصداقية المحارق النازية ضد اليهود (الهولوكوست). وحسب المصادر، فإن السفارة تلقت أمرا من الخارجية الأميركية بضروة القيام باتصالات على أعلى مستوى مع مسؤوليين بالخارجية المصرية والجهات التي تملك وتدير صحيفه «اللواء الإسلامي» وتطلب منها أن تقوم الجريده بالاعتذار رسميا وعلى صدر صفحتها الأولى عن مقال نشره بها رفعت سيد أحمد رئيس «مركز يافا للدراسات« تناول فيه التشكيك في مصداقية الهولوكست ومذابح اليهود على أيدي النازييين.

وتعود بداية القصة إلى الأسبوع الماضي عندما تلقت السفارة ملفا من الخارجية الأميركية يطالبها بضرورة العمل على الاتصال بالصحافي المصري محمد الزرقاني رئيس تحرير «اللواء الإسلامي» التي تصدرها مؤسسة «مايو للنشر« التابعة للحزب الوطني الحاكم في مصر ويرأس مجلس إدارتها إبراهيم سعدة. وقالت المصادر إن الخارجية أبلغت السفارة بأن مؤسسة «ميموري« اليهودية رفعت تقريرا مرفقا به نسخة من جريدة «اللواء الإسلامي» إلى الكونغرس الأميركي والبيت الأبيض.

وعلمت »الشرق الأوسط« أن السفير المصري بواشنطن نبيل فهمي تلقى شكوى من عدد من أعضاء الكونجرس لذين أعربوا عن غضبهم الشديد من الحكومة المصرية التي تسمح بنشر تقارير معادية للسامية، كما قال الأعضاء، في صحف تابعة للحزب الحاكم. في نفس الوقت، دافعت نقابة الصحافيين المصريين في بيان لها أمس عن د. رفعت سيد أحمد كاتب المقال. وأدانت الابتزاز الإسرائيلي للصحافة المصرية. وطالب البيان بالوقوف بقوة ضد ما سماه بالعدوان على حرية الصحافة في مصر.