البولنديون يعتذرون للعرب عن محاولتهم الاستيلاء على جدول الأحرف العربية على الإنترنت

TT

وجه أندريدزج بارتوسوفيتش، رئيس قسم نظام أسماء نطاقات الإنترنت «دي إن إس» في هيئة «ناسك» البولدنية، رسالة اعتذار للعرب عما قامت به «ناسك» من التنسيق مع هيئة الأرقام المعينة للإنترنت المعروفة باسم «آيكان» ICANN وهيئة الأرقام المعينة للإنترنت «أيانا» IANA، لتسجيل جدول أحرف اللغة العربية باسم هذه الهيئة البولندية. وكانت «الشرق الأوسط» قد نشرت خبر هذا الخطوة على صفحتها الأولى في السادس من يونيو (حزيران) الماضي، حيث وصفها خبراء عرب بأنها سلب لحق آخر من الحقوق العربية الخالصة، لأنها تفقدهم السيطرة على أسماء نطاقات الإنترنت التي يمكن أن تسجل بلغتهم، وتسجيل أسماء مواقع تنافي حقوقهم الوطنية وما يتعلق بهم من عادات وقيم ودين.

وجاء هذا الاعتذار نتيجة لجهود قام بها خالد فتال، الرئيس والمدير التنفيذي لائتلاف أسماء الإنترنت المتعددة اللغات «مينك« (MINC)، الذي قام بالتحرك العاجل ومخاطبة جميع الهيئات العالمية المختصة لتبيان خطورة هذا العمل، بالإضافة إلى عرضه الأمر على مؤتمر عالمي متخصص أقيم الشهر الماضي في العاصمة الماليزية كوالالمبور. وجاء في الرسالة التي وجهها بارتوسوفيتش إلى خالد فتال قوله «أود أن أطمئنكم وأطمئن منظمة «مينك» والجالية العربية بأنه لم يكن قصدنا توجيه الإهانة لأية جالية بأي شكل كان»، وأضاف «والأكثر من ذلك فإننا نطالب أيكان وأيانا بسحب ما نشر على مواقع الإنترنت الخاصة بهما، احتراما منا للجاليات المحلية ولغاتها». وأبدى بارتوسوفيتش استعداده للتعاون مع «مينك» وإعجابه بخطة عملها حول كيفية قيام الإنترنت العالمية المتعددة اللغات من خلال تأهيل الجاليات المحلية، والتي كان فتال قد قدمها إلى مؤتمر كوالالمبور. والجدير بالذكر أن هذه الجهود العربية قد انعكست إيجابيا على لغات أخرى من بينها الإغريقية والعبرية، التي تنازل عنها البولنديون، حتى قبل أن يتحرك الناطقون بهذه اللغات أصلا للمطالبة بحقوقهم. وبرر بارتوسوفيتش خطوتهم السابقة بأنها كانت محاولة لدعم تقاليد وثقافة المجموعات الإثنية المحلية والأقليات القاطنة في بولندا، وأكد قائلا في رسالته «نحن نعتبر «مين» المنظمة الرائدة في مجال دعم وقيادة عملية التطوير في مجال تسجيل أسماء النطاق العالمية وتعدد اللغات على الإنترنت، من خلال التأهيل المحلي والمشاركة المباشرة من الأسفل إلى الأعلى للغات الجاليات المحلية في جميع مناطق العالم».

وتعليقا على هذا النجاح قال خالد فتال «إننا نعتبر هذا الإنجاز قصة نجاح عربية، خاصة مع الاستفادة التي حققتها في الوقت نفسه لغات أخرى. كما أنها تمهد الطريق لظهور نظام جديد يحدد قواعد التعامل بين الهيئات المختلفة على مستوى الإنترنت، قائم على احترام متبادل بين أصحاب اللغات المختلفة، وهو ما ستعمل «مينك» على تعزيزه في الفترة المقبلة من أجل تعديل أنظمة «آيكان» و«أيانا» التي لا تحترم حاليا خصوصيات المجتمعات المختلفة».