عام على اختفاء الصحافي المصري رضا هلال.. أسرته تعتقد أنه ما زال حيا ومسؤول أمني يتعهد بمواصلة البحث عنه

TT

دعت أسرة الصحافي المصري رضا هلال، مساعد رئيس تحرير صحيفة الأهرام القاهرية، المختفي منذ عام، السلطات المصرية للكشف عن مصيره. وأعرب أحد أشقائه عن اعتقاده بأن أجهزة الأمن والدولة تعرف كيف اختفي شقيقه.

ورغم مرورعام على إختفاء هلال، من شقته بوسط القاهرة في الحادي عشر من شهر أغسطس (آب) من العام الماضي، فإنه لم يكشف عن مصيره حتى الآن. ولم تتوقف أجهزة الأمن المصرية عن البحث عنه. ولكنها لم تتوصل الى شيء.

وأكد مسؤول أمني كبير لـ«الشرق الاوسط» أن عملية البحث عن هلال لن تتوقف إلا بالعثور عليه حياً أو ميتاً وأن ملفه لم يغلق ولا يزال مفتوحاً. وأشار المسؤول إلى أن فريق البحث عن هلال، والذي يضم عدداً كبيراً من ضباط المباحث المحترفين في مختلف المجالات الأمنية، يوسع كل يوم دائرة البحث الى أقصى مدى ممكن. وأضاف أنه تم البحث عنه في كل شبر بأرض مصر وجرى السؤال عنه عدة مرات لدى كل من كانوا يعرفونه سواء في المناطق التي كان يسكن فيها أو يرتادها أو في مسقط رأسه بمحافظة الدقهلية أو في مكان عمله بالأهرام وصحف مستقلة وعربية أخرى كان يتعامل معها بشكل غير منتظم.

وعما تردد بشأن احتمال غياب هلال لأسباب سياسية أو لارتباطه بإحدى أجهزة المخابرات الأجنبية، قال المسؤول الأمني إنه لا يوجد ما يؤكد السبب الحقيقي لاختفائه، وهل هو على قيد الحياة أم لا. وأشار إلى أن كل الاحتمالات حتى الآن مفتوحة. وزاد من صعوبة القضية ما توصلت إليه أجهزة الأمن من معلومات عن شخصه بأنه يميل للعزلة وعدم الاختلاط بزملائه أو جيرانه أو أسرته.

وقامت «الشرق الاوسط» بزيارة شقة رضا هلال التي كان يقيم فيها حتى اختفائه في قلب القاهرة والتي يتناوب أشقاء هلال الخمسة (سيدتان وثلاثة رجال) على الاقامة فيها. ولا تزال شقة هلال كما هي عندما زرناها في المرة الأولى بعد أيام من اختفائه قبل عام. والفارق الوحيد هو اختفاء الكمية الكبيرة من الصحف والمجلات والكتب التي كانت متناثرة في أرجاء الشقة المكونة من ثلاث غرف وصالة استقبال.

واتهم سيد المدرس الأكثر تواجدا بالشقة ومتابعة لمجريات البحث عن شقيقه الصحافي المختفي كل من كانوا يعرفونه بأنهم لم يهتموا بتحريك قضية اختفائه وفضلوا الصمت. وحول البلاغات التي أدلى بها بعض الاشخاص عن انهم رأوا هلال خلال العام الفائت قال شقيقه ان كل هذه الاتصالات والخطابات لم تسفر عن شيء. وقال «يقيني هو أن شقيقي لم يمت وأنه محتجز في مكان ما ولا أعلم السبب ولدي يقين بأن ربنا حافظه وسيعود. ويقين كثيرين انه كما اختفى فجأة سيظهر فجأة».

وأضاف سيد أنه لا يظن أن أجهزة الأمن وكل أجهزة الدولة لا تعرف كيف اختفى صحافي كبير مثل رضا في وضح النهار. وأعتقد انه محتجز في مكان ما لأسباب لا أعرفها ولم يعلن عنها.

وحول من يتابع ملف هلال من أصدقائه قال سيد هلال للأسف عندما غاب رضا غاب كل من كانوا يدعون انهم زملاؤه واصدقاؤه. ولا أعرف أين الليبراليون الذين كان منهم وأين الاسلاميون حماة الحق؟ وأين نقابة الصحافيين؟ وأين الاهرام المؤسسة التي كان يعمل بها ويعد واحدا من أبنائها؟ ولماذا لم تتقدم ببلاغ للنائب العام عن اختفائه؟ ولماذا توقفت الكتابة عنه من يناير الماضي وحتى الآن؟ وأين الضمير المهني والأخلاقي؟ وكيف سمح بعض الصحافيين لأنفسهم بكتابة شائعات عنه بدلا من أن يجعلوا قضية اختفائه قضيتهم جميعا؟ ولمصلحة من تعلن صحيفة صفراء أنه في اسرائيل؟ وأشار سيد إلى أنه لجأ للقضاء لإنصاف سمعة شقيقه والقصاص من هذه الصحيفة. وسأقاضي أية صحيفة أو أي شخص يقول عنه كلمة سوء. وأعرب في ذكرى مرور عام على اختفاء أخيه أن يترك كل واحد من زملائه الصحافيين مساحة بيضاء من المساحة المخصصة له في صحيفته لا يكتب فيها شيئا سوى «أين رضا هلال؟». فمجرد السؤال عنه يجعل قضية غيابه حية ومستمرة الى أن يعود إلينا بإذن الله.