كبير خبراء صدام في المجال النووي للـ«بي بي سي»: تخلينا عن الأسلحة قبيل حرب الخليج الثانية

TT

قال الدكتور جعفر ضياء جعفر، وهو كبير خبراء النظام العراقي السابق في الاسلحة النووية، إن بغداد قررت التخلي نهائياً عن قدراتها الكيماوية والجرثومية قبل غزو الكويت. وسخر من المزاعم التي اطلقتها واشنطن ولندن عن مواصلة العراق تطوير اسلحة دمار شامل، موضحا أن اصحاب هذه الادعاءات «كانوا يكذبون» على شعوبهم، مع انهم يدركون الحقيقة. وقال إنه كان بوسع بغداد استخدام اسلحتها الكيماوية والجرثومية خلال حرب الخليج الثانية، بيد انها لم تشأ ذلك. ونفى بشدة صحة ما قاله البريطانيون، ولا يزالون، عن مساع بذلها العراق لشراء يورانيوم مخصب من النيجر اواخر التسعينات. وتساءل لماذا تحاول بغداد شراء كميات جديدة مع انها كانت تملك وقتذاك «500 طناً» من هذه المواد؟

وكان المشرف الاول السابق على البرنامج النووي العراقي يتحدث ليل اول من أمس في مقابلة مع برنامج «نيوز نايت»، الذي تبثه القناة التلفزيونية الثانية التابعة لهيئة الاذاعة البريطانية ( بي بي سي).

ويُذكر ان المقابلة قد اجريت في باريس مع جعفر، الذي لم يتحدث من قبل للاعلام البريطاني. ويُشار الى ان العالم قد درس في بريطانيا، غير انه لم ينجح بالحصول على تاشيرة دخول اليها قبيل بدء الحرب على العراق. ولم يستبعد ان السلطات رفضت منحه التاشيرة لانها كانت لا تريد افساح المجال امامه لاجراء مقابلات صحافية يفضح فيها حقيقة المزاعم حول الاسلحة العراقية. وقال انه غادر العراق عن طريق سورية عشية الغزو، كما اشار الى ان الاستخبارت الاميركية سعت الى استمالته، بيد أنه رفض عروضها.

وقال الدكتور جعفر عن «صدام اتخذ قرارًا في يوليو 1991 بالتخلي عن البرنامج وتدمير ما بقي من المعدات». واضاف «تلقينا أوامر بتسليم المعدات للحرس الجمهوري الخاص، وهم تلقوا اوامر بتدمير المعدات التي سلمت اليهم». وشدد على ان «العراق لم يكن يملك» اسلحة دمار شامل وقت الغزو، مضيفاً «ولم يكن بوسعه في ظل العقوبات الاستمرار في البرنامج». وعن مزاعم زعماء، لم يسمهم، بان العراق كان مستمراً بتطوير اسلحة الدمار الشامل، قال العالم: إن هذه التصريحات كانت تثير اشمئزازه. وقال «كنت اعرف انهم يكذبون، واعرف انهم كانوا يعرفون انهم يكذبون».