لندن تراقب قيادي جماعة «الجهاد» المصرية بـ«حلقة إلكترونية» وتمنع عنه زيارات الأصوليين

المتهم في تفجيرات أفريقيا ممنوع بالقانون من لمس الهواتف الجوالة أو الاقتراب من الإنترنت

TT

فيما دافعت بريطانيا امس عن اعتقالها من دون محاكمة لمن تشتبه في أنهم «ارهابيون» بموجب قانون «الاحتجاز من دون ادلة»، قائلة انها ضرورية لتجنب احتمال وقوع «مأساة كبيرة»، ورفضت تشبيه وسائل الاعلام لهذه الاعتقالات بمعسكر غوانتانامو بكوبا، تأجلت في لندن تهنئة الاسلاميين الى زميلهم القيادي الاصولي المصري الذي يرمز له بـ«x» المتهم في تفجيرات افريقيا، الذي افرجت عنه السلطات البريطانية لظروفه الصحية الصعبة منتصف الشهر الماضي، بسبب القيود المشددة المفروضة على عائلته. وكشف اسلاميون في لندن لـ«الشرق الأوسط» انهم تقدموا بطلبات الى عائلة القيادي الاصولي الضابط السابق بالجيش المصري المتهم بالارتباط بـ«القاعدة» وتزعم خلية «الجهاد» المصري بلندن، لزيارته في منزله بغرب العاصمة لندن، التي ارسلت بدورها تلك الطلبات الى الداخلية البريطانية للحصول على موافقة مكتوبة تسمح بزيارة هؤلاء الاشخاص. وقال اصولي مصري لـ«الشرق الأوسط» طلب عدم الكشف عن اسمه، ان عائلة الاصولي «x» باتت تعيش بأكملها قيد الاقامة الجبرية، مشيرا الى ان اطفاله السبعة (اكبرهم في العشرين من العمر) محرومون من استخدام الهواتف الجوالة والخطوط الارضية بأوامر مباشرة من الداخلية البريطانية. واضاف ان الاصولي المصري الذي اعتقل في سجون ومستشفيات شديدة الحراسة ببريطانيا، منذ عام 1998 وحتى منتصف الشهر الماضي، ممنوع من لمس الهواتف الجوالة او الاقتراب من الإنترنت او مغادرة منزله لأي سبب. ومن جهته أشار متحدث باسم الداخلية البريطانية في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» الى قيود مفروضة على الاصولي المصري الذي رفض تسميته ورمز اليه بـ«اكس»، منها وضع «حلقة إلكترونية» في كاحل احدى قدميه، مشيرا الى ان تلك القيود لتحديد اقامته ومنع اتصاله بمحسوبين على «القاعدة». ومن جهته قال المحامي المصري الدكتور هاني السباعي مدير مركز «المقريزي» للدراسات بلندن في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط»، ان المفرج عنهم من سجن بيل مارش شديد الحراسة بجنوب غربي لندن بينهما اصوليان، ليبي وجزائري، تطبق عليهما نفس القيود الجبرية. وأشار الى ان الافراج عن الأصولي المصري وضع عائلته كلها في «الحبس الاحتياطي»، لان اولاده لا يستطيعون استخدام الهواتف الجوالة، وممنوعون من استقبال زملائهم في المنزل، وليس امامهم الا استخدام الهواتف العمومية في الشارع، مع الاخذ في الاعتبار الظروف الانسانية لتلك العائلة بوجود اطفال صغار قد تستدعي حالتهم الاتصال ليلا بالمستشفى.

والى ذلك كشف اصوليون مقربون من «x»، ان عائلته بصدد التقدم بطلب الى المحكمة البريطانية الاسبوع المقبل، لتخفيف القيود المفروضة على العائلة، ومنها حق استخدام الهاتف الأرضي في حالات الطوارئ، لوجود اطفال صغار في المنزل.

وقالت مصادر الداخلية البريطانية لـ«الشرق الأوسط» ان نفس الشروط والقيود، ما زالت تطبق على قيادي اصولي جزائري افرج عنه من مستشفى يرودمور شديدة الحراسة الذي كان يحتجز فيه ايضا الاصولي المصري، قبل خمسة شهور. وكان الاصولي الجزائري، الذي اصيب بهستيريا عصبية وعدد من الامراض النفسية ابان فترة احتجازه في سجن بيل مارش، محتجزا بموجب قانون «الاحتجاز من دون أدلة» الصادر بعد هجمات سبتمبر (ايلول) 2001 بشهرين، الذي يحتجز بموجبه عدد كبير من الاصوليين ابرزهم أبو قتادة «الزعيم الروحي» لـ«القاعدة» في اوروبا. يذكر ان «x» اتهمته السلطات الاميركية مع الاسلامي المصري عادل عبد المجيد عبد الباري في قضية الاعتداءين اللذين استهدفا سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا في وقت واحد تقريبا في السابع من اغسطس (آب) 1998، وقد اسفر الاعتداءان عن مقتل 224 شخصا بينهم 12 اميركيا. وقد اتهم «x» وعبد الباري بانهما توليا في مراحل مختلفة قيادة خلية منظمة «الجهاد» المصري في لندن المرتبطة بتنظيم «القاعدة» الذي يقوده أسامة بن لادن. وهناك متهم ثالث موقوف في بريطانيا يدعى خالد الفواز «سعودي» محتجز على ذمة الطلب الاميركي لترحيله الى الولايات المتحدة. وعثر في مكتب الرجلين على ما يبدو على نسخة من اعلان للجهاد الاسلامي مؤرخ في الرابع من اغسطس 1998، يؤكد فيه التنظيم انه سيشن عمليات انتقامية ضد الولايات المتحدة لأنها اوقفت بعض اعضاء هذا التنظيم.

و«x» متهم ايضا بانه سلم جوازات سفر مزورة الى اعضاء في تنظيم «الجهاد» وقدم لهم دعما لوجستيا.

وكانت «الشرق الأوسط» نشرت نسخا من تقارير طبية صادرة عن مختصين في مستشفى هيثر وود ان ويكسهام بارك العام الماضي، عن اصابة «x»، وهو ضابط سابق في سلاح المدفعية بالجيش المصري، بحالة متقدمة من سرطان العظام، فيما ارسلت زوجته الى ديفيد بلانكيت، وزير الداخلية البريطاني، نداءات استغاثة متكررة، تطالبه فيها بالتدخل بصفة انسانية لنقل زوجها من مصحة الامراض النفسية الى مستشفى آخر به وحدة لعلاج سرطان نخاع العظم، لان حالته الصحية تتدهور يوما بعد آخر.