نشطاء يدافعون عن أميركي ـ مصري متهم بمساعدة الإرهاب ويؤكدون أن أفكاره معتدلة

TT

يعد مازن مختار، وهو خبير كومبيوتر تدرب في جامعة جونز هوبكينز في مدينة بلتيمور بولاية ميريلاند، شخصية معروفة في اوساط الشباب الاسلامي الناشط في نيوجيرسي، وكثيرا ما يلقي، كما يصف معارفه بخطب معتدلة تحث الشباب على الزواج والتقوى. ولكن مختار، وهو اميركي الجنسية مصري المولد، وجد نفسه مضطرا لاصدار بيان ينفي فيه الاتهامات الحكومية بأنه ساعد ارهابيين. واعرب بعض الذين يعرفونه عن دهشتهم للاتهامات التي تشير الى انه كان يعمل مع رجل بريطاني متهم بجمع الاموال من اجل الارهاب في ادارة موقع أصولي.

وقال مختار، 36 عاما، في بيان صادر عن محاميه: «أنا لا اؤيد ولم اؤيد اية تصرفات يمكن ان تؤذي الابرياء. ولم اساعد عن علم اية جماعة ارهابية». ومن المعروف ان مختار يلقي محاضرات للشباب في المساجد، كما القى كلمة في تجمعات نظمتها جامعة رتغرز، وهي الجامعة الحكومية الرئيسية في ولاية نيوجيرسي، دعما للقضية الفلسطينية، كما تلقى دعوة للحديث في اواخر الشهر الحالي في معسكر صيفي تديره جمعية الشباب المسلم في اميركا الشمالية.

وقال عمر رانغينوالا، وهو مسؤول في جماعة الشباب المسلم المرتبطة بالمعسكر الصيفي: «من خبرتنا، هو شخص في غاية اللطف». واضاف رانغينوالا «ان مختار، وهو اب لثلاثة اولاد، شخص هادئ الطباع ولم يعرف عنه ارتباطه بالآراء المتطرفة او بالمواقع المتطرفة على الإنترنت».

واضاف «لقد دهشنا لهذا الامر. وتلك النقطة ليست لدينا معلومات عنها». وسيقام معسكر هذا العام في اكاديمية فيلانوفا وهي مدرسة اسلامية في بنسلفانيا وشعار المعسكر هذا العام هو «قلة من الرجال الصالحين/حياة الخلفاء الراشدين».

وقبل هجمات 11 سبتمبر، كان يطلق على تجمعات الشباب المسلم «معسكرات الجهاد». ومن بين الشخصيات التي تحدثت في معسكر اغسطس (اب) 2001 الامام سراج وهاج الذي وصفه الادعاء الفيدرالي في عام 1995 بأنه «شريك محتمل غير متهم» في القضية الارهابية ضد الشيخ عمر عبد الرحمن، وسافت كاتوفيتش وهو بوسني مرتبط بصندوق الاغاثة الدولة، وهي جمعية خيرية اسلامية توقف نشاطها، تتهمها الحكومة الاميركية بتمويل الارهاب.

وقال رانغينوالا ان المعسكر «يهدف الى مساعدتهم على فهم مفهوم الجهاد حقا». وقال ان الجهاد هو صراع من اجل الحياة، حياة مؤمنة، اكثر من كونه يتعلق بالحرب. واكد ياسر هلال، وهو محامي مختار، ان موكله كان رهن التحقيق من قبل السلطات الاميركية منذ شهر مارس (اذار) الماضي عندما صادرت عناصر وزارة أمن الوطن ملفات كومبيوتر وغيرها من السجلات لدى تفتيشها لمنزل مختار في نورث برنسويك. وقال هلال انه غير مستعد لمناقشة التحقيقات او التعليق على الاتهام بأن مختار عمل مع بابر احمد وهو مواطن بريطاني لاعداد نسخ عن موقع جهادي اسمه «عزام دوت كوم» عندما تم اغلاق الموقع بعد هجمات 2001 الارهابية.

وفي عريضة الدعوى، أشار عنصر في هيئة الهجرة والجمارك الى «وجود جهد متناسق بين المشرفين على موقع عزام بمن فيهم احمد وافراد في الولايات المتحدة... من اجل مزيد من دعم موقع عزام، والحصول على اموال لمنظمات محظورة، وبصفة خاصة طالبان والمجاهدين في الشيشان».

وكان قد تم القبض على بابر احمد وسط سلسلة دولية من عمليات القبض على عدد من عناصر القاعدة المشتبه فيهم، بعضهم متهم بالمشاركة في البحث عن اهداف مالية في الولايات المتحدة. وزعم ان احمد يحتفظ بخط سير سفينة قيادة اميركية.

وبالرغم من ان اسم مختار لم يذكر في الشكوى التي رفعتها السلطات الاميركية ضد بابر احمد، فإنه تم الاشارة الى موقع سجله مختار ويديره وهو موقع «منة دوت كوم».

وقال هلال ان مختار يريد التعاون مع التحقيق. وقال ان السلطات أعادت ملفات الكومبيوتر والسجلات اليه بعد اسبوعين من تفتيش منزله، ولكنه يعتقد انهم نسخوها. وقال الجيران في الحي الذي يعيش فيه مختار انهم شاهدوا السلطات تفتش منزله في اوائل العام ولكنهم لا يعرفون الا القليل عن نشاطاته. وقال احدهم ان مجمعات صغيرة من الرجال يرتدون الجلابيب يزورونه في الليل بعض الاحيان. ووصف اسرة مختار بأنها اسرة ودودة، ولكنهم يحتفظون بمسافة بينهم وبين الباقين.

وفي حي نيوبروسويك الشعبي، دخل اكثر من عشرين رجلا الى مسجد الهدى لأداء صلاة العصر. وقال الامام عبد البسيط، الذي قدم من باكستان قبل ثلاث سنوات، ان مختار كان يؤم المصلين يوم الجمعة في بعض الاحيان.

وقال عبد البسيط «كنا ندعوه في بعض الاحيان لإلقاء خطب. واذا ما شعرنا منذ البداية انه يشير الى اشياء سيئة، لكنا قد اوقفناه فورا. ولم اسمع أي شيء سيئ، فقط كيف يمكن ان نصبح مسلمين جيدين». وقال مجدي محمود رئيس فرع نيوجيرسي لمجلس العلاقات الاميركية الاسلامية، ان مختار هو واحد من بين الاشخاص الذين يلقون محاضرات، وهو «رجل يتسم بالحكمة والتواضع في اوساط الجالية». وقال محمود ان مختار ميز نفسه بـ «آراء متوازنة» قدمها الى مستمعيه. واضاف ان «اصحاب الآراء المتطرفة لا يجذبون اعدادا غفيرة».

بينما ذكر محمد يونس رئيس اتحاد الاميركيين المسلمين في باترسون بولاية نيوجيرسي، «ان محاضرات مختار جيدة. وبالمقارنة مع الاخرين، فإنه اكثر اعتدالا».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»