اليمين المتطرف بمشاركة جمعية المسيحيين الصهاينة ينقلان المعركة ضد شارون للولايات المتحدة

TT

بعد نجاح اليمين الاسرائيلي في تقويض كرسي زعيمه رئيس الوزراء ارييل شارون، ينوي قادته المتطرفون نقل المعركة الى الساحة الاميركية بالتعاون مع جمعية المسيحيين الصهيونيين في خطة ترمي الى افشال خطة الفصل وانتخاب وزير المالية، بنيامين نتنياهو، رئيسا للحكومة مكان شارون.

وسيغادر وزير السياحة السابق، بيني الون، زعيم حزب موليدت العنصري اسرائيل في الاسبوع المقبل، متوجها الى الولايات المتحدة لهذا الغرض. حيث سيسعى لتجنيد اوساط اميركية متطرفة تضغط على السياسيين في واشنطن والقدس للتراجع عن هذه الخطة، بدعوى انها تكرس العودة الى حدود ما قبل حرب 1967 و«اقامة دولة ارهاب فلسطينية تهدد مصالح اسرائيل والولايات المتحدة في المنطقة». وسيحاول الاقناع بأن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية هو باقامة الدولة في الاردن.

وقال الون، عشية سفره، انه يعتمد في خطته على القناعة السائدة في الولايات المتحدة بان السلطة الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات هي سلطة ارهاب وفساد. وبان أي تغيير فيها سيكون شكليا ولن يغير من طبيعتها الجوهرية. ولذلك، فان الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية، سيضع الاسس لدولة الارهاب والفساد. ولن تستطيع اسرائيل التراجع عن هذه الخطة في حالة تنفيذها. وعندئذ، ستكون مصالح الولايات المتحدة في المنطقة مهددة. بينما اقامة الدولة الفلسطينية في المملكة الاردنية، ذات القيادة المعتدلة، ستحل كل مشاكل الفلسطينيين بما في ذلك قضية اللاجئين وتضمن وجود حكم معتدل حليف لاسرائيل وللولايات المتحدة.

واكد ان هناك اوساطا عديدة في الولايات المتحدة تؤيد اهدافه هذه، وليس فقط المسيحيين الصهيونيين. فاذا تحركت كما يجب ستؤثر على الادارة الاميركية وموقفها المساند لشارون، «فنحن نعالج الوضع داخل اسرائيل. وبامكاننا التخلص من شارون واستبداله بقائد مخلص اكثر للولايات المتحدة، (يقصد نتنياهو) الذي يدير باصرار مذهل سياسة اقتصادية ملائمة لسياسة الولايات المتحدة، رغم الضغوط والطعنات التي يتعرض لها». واعرب الون عن اعتقاده بان فشل خطة الفصل سيجعل حزب العمل مستعدا لاسقاط حكومة شارون. فهو بحاجة الى 61 صوتا في الكنيست، يوقع اصحابها على بيان يرشح رئيسا آخر للحكومة مكانه.. «ونحن في احزاب اليمين مستعدون لترشيح شيمعون بيريس للرئاسة. فعندها يكلفه رئيس الدولة لتشكيل الحكومة القادمة. ويمهله 45 يوما. وبما انه لن ينجح في تشكيل حكومة، فان رئيس الدولة سيلقي المهمة على نتنياهو. وهذا سيتمكن من ذلك بسهولة».

ومع ان المتابعين للتطورات الحزبية في اسرائيل يعتبرون هذه الخطة مجرد وهم، حيث ان حزب العمل لن يقع في حبائل اليمين المتطرف بهذه السهولة، فان المفاجئ فيها هو ان الون ورفاقه يجدون آذانا صاغية في عدة اوساط في الولايات المتحدة. والملفت فيها انها تعتمد على دعم اوساط داخل حزب الليكود.

من جهته، يهاجم اليسار شارون ويؤكد انه غير جاد في خطة الفصل هذه، بل يخدع الادارة الاميركية والجمهور في اسرائيل.

وكما قال النائب «ران كوهن، من حزب «ياحد» اليساري، فان هذه الخطة «هي المخدر الذي يدخله شارون في عروق الجميع، حتى لا يبحثوا في خطة سلام حقيقية وجدية». ولمح كوهن الى ان احد اسباب نجاح شارون في هذا الخداع، يكمن في الدعم الاميركي اللامحدود لسياسته.

وقال النائب الان فيلان من نفس الحزب ان حكومة شارون لم تف حتى الآن بأي التزام قطعته على نفسها للادارة الاميركية بخصوص مسيرة السلام. فقد اجهضت «خريطة الطريق». وجعلت حياة الفلسطينيين جحيما، حتى يواصلوا اعمال الارهاب، فتبرر لنفسها عدم التفاوض معهم وبالتالي اتهامهم بالابتعاد عن مسيرة السلام.