حملة لعائلات الجنود القتلى تثير قلق الجيش الإسرائيلي

TT

تستعد مجموعة من عشرات العائلات الاسرائيلية التي فقدت ابناءها في الاراضي الفلسطينية للقيام بحملة واسعة بين الشباب لثنيهم عن التطوع للخدمة في الوحدات القتالية في الجيش. وقبل ان تبدأ هذه الحملة تسربت المعلومات عن مضمونها. واخذت تقلق قادته الذين تحركوا للعمل بكل قوة على وقف الحملة والغائها.

وذكرت مصادر اعلامية مطلعة ان رئيس اركان الجيش، الجنرال موشيه يعلون، كلف عددا من الجنرالات بالاجتماع فورا مع مندوبي هذه العائلات وسماع مطالبها. ومنحهم صلاحية الاتفاق معهم حول رفع قيمة التعويض الذي تحصل عليه هذه العائلات من الجيش شهريا (هو الآن بقيمة 266 دولارا) من اجل اسكانهم. لكن ناطقا بلسان هذه العائلات اعتبر هذا التوجه مهينا لهم. وقال ان هدف الحملة ليس زيادة التعويضات، بل زعزعة اركان الجيش، حتى يتوقف الكذب الذاتي ويفهموا ان اهالي الجنود لم يعودوا يؤمنون بالاسطورة حول البطولات العسكرية. لان هذه البطولات لا تعيد لهم الابناء القتلى. ويجب التفتيش عن وسائل اخرى: فاما التوصل الى سلام بحيث لا تعود هناك حاجة للوحدات القتالية، واما التعامل مع الوحدات القتالية بالاحترام اللازم وتقدير حياة كل فرد ووقف التعامل معها باهمال واستخفاف كما هو الحال اليوم.

وكانت هذه العائلات (وعددها 30) قد بادرت لادارة هذه الحملة بأسلوب حاد، لم يسبق ان استخدم في اسرائيل. فقد اعدت كراسة، تنوي توزيعها على طلاب المدارس الثانوية، تحضهم فيها على طرد ضباط الجيش الذين يأتون اليهم لاقناعهم بالتطوع للوحدات القتالية خلال خدمتهم العسكرية. فالمعروف ان الخدمة العسكرية إلزامية. لكن الجنود يتطوعون عادة للوحدات الصعبة. ويفعلون ذلك من خلال تأثير البيئة او تشجيع اولئك الضباط.

وهكذا تكتب هذه العائلات في الكراسة، التي لم توزع بعد: «في هذه السنة سيصل اليكم ضباط من الجيش وغيرهم لاقناعكم بالتطوع في الوحدات القتالية. اعلم ان هذا ليس في مصلحتك. لا تكن غبيا وتصدق كل ما يقولونه لك. فكر جيدا. استخدم عقلك. لا تقبض الاساطير التي يروونها لك حول البطولات. انهم يخدعونك. فهناك حقيقة يخفونها عنك، وهي انك قد لا تعود. فملاك الموت سيكون بانتظارك في الوحدات القتالية، بسبب اهمال الجيش. والمقابر ملأى بالشباب امثالك الذين صدقوا ما يقال لهم. واقتنعوا بالقول الكاذب «من ان تموت من اجل الوطن». فهم يريدونك ان تموت وتكون بمثابة لحم للمدافع. ويخدعونك. انهم يرسلونك الى مأساة كبرى لك ولعائلتك. الشباب في جيلك يتجولون في العالم ويتمتعون، بينما انت تكون في القبر وعائلتك تحصل على 1200 شيكل (266 دولارا) في الشهر ثمنا لك. ستكون بطلا لبرهة قصيرة جدا. وبسرعة سينساك الجميع. اصدقاؤك المقربون سيأتون في زيارة مرة في السنة لإحياء ذكراك، بالقوة. وبعدها لن يأتوا. ان كانت لك صديقة، ستنساك وتتعرف الى شاب آخر. واذا جاء موتك خلال حادثة عمل، فإن الجيش سيقيم لجنة تحقيق ستتوصل الى النتيجة بأنك المذنب في موتك. فأنت ميت. والمهم هم الاحياء. قادتك يهتمون بكراسيهم فقط. وانت بالنسبة لهم اداة، وسيلة لخدمة اهدافهم الذاتية. لا يهمهم سوى الكرسي والراتب. اما انت، فانك عبد يقبض في اليوم 15 شيكلا (3 دولارات و33 سنتا)، لكي تكون لحما لمدافعهم».

واكد ناطق بلسان هذه العائلات ان الحملة لا تستهدف الدعوة الى رفض الخدمة العسكرية، «فنحن لسنا اقوياء لدرجة الدخول في مواجهة مع مؤسسة مثل الجيش، خصوصا وان وراءها مجموعة من كبار المليونيريين المنتفعين من هذه الحرب». لكنه قال «نريد زعزعة الجيش، وهز الكثير من القناعات والمسلمات الغبية في المجتمع الاسرائيلي».