المخطوف اللبناني العائد من العراق ناصر الجندي يدعو الخاطفين «لإكمال معروفهم» بإطلاق شقيقه ورفيقه

والدة مخطوف سوري تناشد الخارجية اللبنانية العمل لإطلاق ابنها

TT

«لا نستطيع الخوض في اي تفاصيل اخرى قبل الافراج عن شقيقي طه ورفيقه خلدون».

بهذه الكلمات أنهى ناصر الجندي سائق الشاحنة اللبناني الذي عاد الى منزله العائلي في بلدة خريبة الجندي في عكار (شمال لبنان) ليل اول من امس، بعدما افرج عنه محتجزوه الذين اختطفوه في العراق في وقت سابق، لقاءه مع عدد من الاعلاميين في بلدة حلبا (مركز قضاء عكار).

ففي ساعات الفجر الاولى من يوم امس كان اللقاء بين الاعلاميين وناصر الجندي الذي كان قد وصل قبل ساعات قليلة الى لبنان عن طريق الاردن ـ سورية. وبدا في وضع صحي مقبول. وقد توجه فوراً الى منزل والديه في بلدة خريبة الجندي في قضاء عكار حيث التقاهما وعانقهما وقبَّل اياديهما وطمأنهما على صحته وصحة شقيقه طه الذي لا يزال محتجزاً لدى خاطفيه في العراق مع سائق لبناني آخر يدعى خلدون عثمان، اضافة الى مواطن سوري من ام لبنانية يدعى اسامة منير عيسى. وقد سادت منزل عائلة الجندي اجواء من الفرح الممزوج بالحزن بسبب عدم الافراج عن طه ورفيقه الآخر خلدون من قرية كروم عرب القريبة. ولم يتمالك ناصر نفسه فأجهش بالبكاء وبدا شديد التأثر، معرباً عن قلقه على مصير شقيقه رغم ان الذين يحتجزونه «يراعون شعوره»، على حد قوله.

وقد شرح ناصر ظروف اختطافه مع رفاقه، فقال: «لا أملك الا ان اشكر الشعب العراقي الذي تربطنا به روابط الاخوة والصداقة. وليس ذهابنا الى العراق بجديد. وعلاقتنا به كانت على الدوام حسنة واتسمت بالمحبة وترابط المصير». واضاف: «في فترة الاختطاف لم يظهر من الخاطفين الا كل حسن معاملة، فكنا ننام معاً، ويقدمون الينا الطعام الجيد الذي نتناوله معاً. وقدموا الينا الدواء عند اللزوم. ونظراً الى ما نعرفه من شهامة وكبر نفس لدى العراقيين، نتمنى عليهم اكمال معروفهم واطلاق بقية المخطوفين. وان من شأن ذلك ان يحافظ على حسن العلاقة بين الاشقاء العرب. فجرح العراق جرح لبنان. وما يصيب هذا الشعب والبلد يصيبنا».

وعلى الصعيد نفسه، ناشدت اللبنانية خالدية عبود حمد، والدة السوري اسامة منير عيسى، وزارة الخارجية اللبنانية «وكل القوى العراقية المؤثرة»، العمل على اطلاق سراح ابنها اسامة (25 سنة)، وهو خامس المخطوفين في قافلة الشاحنات التي ضمت الاخوين ناصر وطه الجندي، وخلدون عثمان، وقاسم المرقباوي (أفرج عنه في وقت سابق).

واستغربت خالدية تجاهل وسائل الاعلام لاختطاف ابنها. وقالت لدى زيارتها ناصر الجندي للاستفسار منه على ابنها: «لماذا لم يذكر اسم ولدي اسامة في وسائل الاعلام؟ هذا امر مستغرب جداً»، واضافت: «لكنني عرفت من ناصر انه موقوف مع الشباب الباقين. وهو بخير، كما قال ناصر، وانهم يلقون معاملة حسنة جميعاً. وكل ما يمكنني قوله انني آمل ان يعيدوه هو وامثاله من المخطوفين. واتمنى عليهم ان يضعوا انفسهم (الخاطفون) مكاني، فإذا حصل مع امهاتهم ما حصل معي، فماذا سيكون شعورهم؟ لقد ذهب ابني الى العراق لكي يعمل ويؤمن مستقبله. ولو كان معه من المال ما يكفيه ليعيش لما كان سافر الى العراق».