مصر: الإخوان المسلمون يرتبون للقاء تقارب مفاجئ مع الشيوعيين

TT

بعد ثلاث جولات خاضتها جماعة الاخوان المسلمين المحظورة للتقارب وتفعيل التنسيق مع أحزاب المعارضة الرئيسية في مصر، فجر النائب الأول للمرشد العام للجماعة الدكتور محمد حبيب مفاجأة بأن كشف لـ«الشرق الاوسط» عن أن الجماعة سوف ترتب للقاء مع الشيوعيين باعتبارهم أحد فصائل المعارضة الموجودة على الساحة ولا يمكن تجاهلهم.

وقال حبيب سيكون لنا اتصال مع الشيوعيين لترتيب هذا اللقاء لأننا نرفض مسألة الاستبعاد أو الإقصاء لأي فصيل أو قوى سياسية موجودة على الساحة، خاصة أن هناك ملفات مشتركة تحظى باتفاق معلن بين معظم الأحزاب والقوى السياسية لاسيما في مسألة الإصلاح السياسي والحريات العامة.

وأضاف حبيب «ان هذه التحركات لتوحيد صف الأحزاب والقوى السياسية تأتي لتجاوز تعامل السلطة معنا حيث تعتمد على محورين; الأول التفرقة بين الأحزاب والقوى السياسية وتجعلها في حالة تشرذم، والثاني اللامبالاة وعدم الايجابية وعدم الاستعداد للمشاركة من جانب الشارع والشعب».

وأوضح حبيب ان جماعته تسعى لتقوية صف المعارضة قدر الإمكان حتى لو كان ذلك على حساب الإخوان لأن المهم أن تكون للأحزاب كلمة واحدة وأرضية مشتركة لأن ذلك يقوي الحياة السياسية، وفي نفس الوقت يلقي بثقل كبير وثقة لدى الشعب تجاه هذه القوى.

وأكد ان تحركات الاخوان لن تستثني أحداً وستمتد للتقارب مع الجميع وكافة الأحزاب الأخرى، ومنها حزب العمل رغم تجميده وحزب الأحرار رغم النزاع على رئاسته من أجل تجميع كل القوى في خندق عمل واحد، خاصة ان الدولة تسعى لوضع أصابع ديناميت في كل حزب لتفجيره للحفاظ على ضعف الأحزاب والقوى. وأوضح نائب مرشد الإخوان المسلمين ان الحوار مع الأطراف الأخرى يصب في خانة تحريك الحياة السياسية من الجمود والركود الذي تعانيه الآن بسبب الأزمات والمشكلات التي يعاني منها الجميع.

ونفى ما تردد عن فشل تحركات جماعته ولقاءاتها الأخيرة مع أحزاب الوفد والناصري والتجمع خاصة الأخيرة. وقال إنه «بطبيعة الحال لا يمكن ان نجني الثمار بعد خطوة واحدة ولا يمكن ان نحقق النتائج الايجابية في أيام قليلة، فنحن نطرح ما لدينا ونترك للآخرين مساحة للمناقشة والنقد والاتفاق لأننا لسنا جامدين أو متصلبين في أفكارنا».

وتأتي تصريحات نائب مرشد الإخوان عقب سلسلة من التحركات بدأتها الجماعة مع أحزاب المعارضة لكسر حالة الحصار التي خضعت لها من جانب الدولة والقوى السياسية الأخرى.

وكان وفد اخواني برئاسة حبيب قد زار حزب الوفد، ثم الحزب الناصري، ثم حزب التجمع طرح خلالها الإخوان أفكاراً بالدعوة لتشكيل لجنة تسمى «لجنة الخمسين للاصلاح» غرضها أن تكون قوة ضاغطة من أجل تحقيق الإصلاح السياسي في مصر، في وقت أثارت فيه هذه التحركات ردود فعل متباينة من جانب أطراف أخرى. واعتبرها البعض محاولة اخوانية لإعادة التسلل داخل دروب العمل السياسي لإيجاد دور فاعل بعد فترة تحجيم دورها.