مصدر نجفي: القتال يتركز وسط المدينة ومرقد الإمام علي تحول إلى ترسانة للأسلحة

TT

قال أحد وجهاء مدينة النجف، ان القتال بين قوات الشرطة والحرس الوطني العراقية المدعومة بالقوات متعددة الجنسيات و«جيش المهدي» دار أمس على مسافة 200 متر من مرقد الامام علي، وبالذات في أحياء المشراق والعمارة والحويش وفي شوارع الرسول وزين العابدين والصادق. وأضاف الوجيه، وهو من أهالي النجف الاصليين وفضل عدم نشر اسمه والاكتفاء بكنيته، أبو محمد، لأسباب أمنية، ان الدبابات الاميركية تجوب شوارع مركز مدينة النجف للمرة الاولى منذ دخول القوات الاجنبية للعراق، ملقيا اللوم على مقتدى الصدر وميلشياته «التي أجبرت القوات الاجنبية على الدخول الى مركز المدينة الشيعية المقدسة ووصولها قرب الحضرة الحيدرية».

وقال ابو محمد لـ «الشرق الاوسط» في اتصال هاتفي معه من بيته في مدينة النجف أمس ان «غالبية سكان مركز المدينة تركوا بيوتهم وتوجهوا الى الاطراف والمناطق الريفية المحيطة بالمدينة خشية من اتساع المعارك والاشتباكات»، واضاف: «أنا من سكان حي المشراق لكنني تركت بيتي مع عائلتي الى حي الحنانة وهو احد الاحياء الحديثة ويقع عند المدخل الشمالي للمدينة»، مضيفا: «منذ يومين عاد التيار الكهربائي فهذا الحي كان ايضا مسرحا للعمليات خلال سيطرة القوات الاميركية على مقبرة وادي السلام وما تزال هناك قذيفة غير منفجرة فوق سطح بيتي».

ووصف القتال الذي يدور بين قوات الأمن العراقية والقوات متعددة الجنسيات و«جيش المهدي» بـ«الشرس». وافاد ان القوات الاميركية شكلت مظلة جوية متكونة من الهليكوبترات والمقاتلات التي تقدم الدعم الناري للقوات البرية. وأشار الى ان اسواق المواد الغذائية وسط النجف «تعرضت للسرقة من قبل انصار مقتدى الصدر بينما نقل تجار المواد الكهربائية والسجاد والذهب بضاعتهم الى بيوتهم منذ وقت مبكر من الاسبوع الماضي، وان الناس تخرج للتسوق من اطراف المدينة عندما تسمح الظروف بذلك».

وأضاف ابو محمد ان ضريح الامام علي تحول الى ترسانة لأسلحة «جيش المهدي» حيث اتخذوا منه مركزا لعملياتهم وإيواء جرحاهم وان ابواب الضريح مغلقة منذ ثلاثة ايام». وأشار الى ان اهالي النجف يتمنون حسم موضوع جيش المهدي الذي هدد حياتهم وعرض اموالهم للسرقات و«نتمنى ان تتم محاكمتهم ليكشفوا عن هوياتهم الحقيقية اذ ان غالبيتهم من انصار النظام السابق وفدائيي صدام»، وذكر ان اهالي النجف «يعثرون يوميا على جثث قتلى مرمية قرب اسوار مقبرة وادي السلام، وهؤلاء هم ضحايا المحاكم الشرعية التي أسسها جيش المهدي في أقبية المقابر».