مصادر عسكرية : تايوان قادرة على التصدي لمدة أسبوعين ...لأي هجوم تشنه الصين

TT

تايبيه ـ بكين ـ وكالات الأنباء : أبلغت مصادر عسكرية صحيفة «تشاينا تايمز» ان تايوان تستطيع الصمود في وجه أي هجوم تشنه عليها الصين لمدة اسبوعين، وجاء هذا الكلام في سياق تعليقات ينظر اليها على انها تستهدف تبديد مخاوف اثارها تدريب على الكومبيوتر أظهر ان الصين قد تتمكن من اجتياح تايوان خلال ستة أيام. وعلى صعيد آخر، احتجت الولايات المتحدة لدى السلطات الصينية على ما وصفته بـ«المعاملة السيئة» التي لقيها اكاديمي أميركي الجنسية من أصل صيني، تقول واشنطن انه اعتقل بدون ان يسمح له بالاتصال بأحد منذ عدة أيام للاشتباه بتورطه باعمال تجسس.

التوتر ازداد في مضيق تايوان وسط ما يقال عن إعداد بكين العدة لاحتمال حدوث مواجهة عسكرية مع تايوان لاعتقادها بأن الرئيس التايواني، شين شوي بيان، سيمضي قدماً نحو اعلان الدولة الجزيرة ـ التي تعتبرها بكين اقليماً متمرداً على الوطن الصيني ـ دولة مستقلة رسمياً خلال ولايته الرئاسية الثانية. والمعروف ان كلاً من الجانبين يجري مناورات حربية سنوية، ولكن الصين باشرت أخيراً تدريبات على غزو وهمي، بينما تجري تايوان تدريبات على صد هجوم قوات غازية.

ويوم أول من أمس ذكرت وسائل الاعلام التايوانية ان تدريباً تشبيهياً باستخدام الكومبيوتر أظهر ان «جيش تحرير الشعب» الصيني قادر على الاستيلاء على العاصمة التايوانية تايبيه في غضون ستة أيام فقط. غير أن صحيفة «تشاينا تايمز» الواسعة الانتشار نقلت عمن وصفتها بـ«مصادر عسكرية عليمة» قولها ان لدى الكومبيوتر افتراضات معينة، مثل انعدام المساعدة الأميركية وغير ذلك، ولا يعني ان تايوان ستهزم بسرعة. وتابعت الصحيفة ان «المصادر تشير الى انه في حالة حدوث الضربة الاولى فان القوات الجوية والبحرية قادرة على الاحتفاظ بثلاثة أرباع قدراتها القتالية بينما سيحتفظ الجيش بنسبة 80 في المائة من قدراته القتالية ... وفي ضوء هذه الظروف تستطيع تايوان الصمود لمدة اسبوعين في حالة نشوب حرب في مضيق تايوان».

من جانب آخر، يرى الخبراء العسكريون انه بالرغم من ان الصين تعزز حشد الاسلحة تأهباً للحرب فان الجيش الصيني ما زال يفتقر الى السفن البرمائية المتطورة التي تحول جيشه المؤلف من 2.5 مليون مجند الى قوة غزو فعالة. وبالاضافة الى ذلك قال محللون ان التوقع الأغلب هو ان تفي واشنطن بالتزاماتها بموجب المعاهدة الدفاعية التي تربطها بتايوان وان تهب لنجدتها سواء عن طريق ممارسة ضغوط دبلوماسية على الصين أو تقديم معلومات استخباراتية أو مساعدة قتالية فعلية. غير ان المصادر قالت للصحيفة ان الولايات المتحدة، وهي المورد الرئيسي للسلاح، أبلغت الجزيرة بأن عليها ان تكون جاهزة «للقتال وحدها» لمدة شهر. ومن دون التعقيب مباشرة على احتمال الاستيلاء على تايبيه، قالت وزارة الدفاع ان تدريب الكومبيوتر أظهر ان القوات الصينية اذا غزت بالفعل ستعاني من خسائر هائلة.

في هذه الاثناء، في العاصمة الصينية بكين، قالت السفارة الاميركية أمس واشنطن احتجت لدى لدى السلطات الصينية على «المعاملة السيئة» التي لقيها البروفسور في لينغ وانغ، وهو مواطن أميركي من أصل صيني، اذ اعتقل من دون ان يسمح له بالاتصال بأحد منذ عدة أيام للاشتباه في تورطه باعمال تجسس. كذلك احتجت القنصلية الاميركية في مدينة شانغهاي حيث اعتقل ضباطُ امن الدولة الاكاديميَ الأميركي يوم 25 يوليو (تموز) الماضي. وتشير واشنطن الى ان سماح السلطات الصينية مرور عشرة أيام على الاعتقال قبل ابلاغها به يشكل انتهاكاً لاتفاقية عام 1980 الموقعة بين البلدين والتي تقضي بتقديم اشعار بشأن مثل هذه الاعتقالات خلال فترة أربعة ايام.

وأوضح ناطق باسم السفارة الأميركية في بكين ان السلطات الصينية عادت وأفرجت عن في، وهو استاذ مساعد بكلية سام نان للشؤون الدولية بمعهد جورجيا للتكنولوجيا، في مدينة اتلانتا بولاية جورجيا الأميركية، في الثامن من أغسطس (آب) الجاري وسمحت له بالعودة الى الولايات المتحدة.