مقتدى الصدر «المصاب» يحدد 10 شروط لوقف إطلاق النار والانسحاب من النجف

بين الشروط وضع المدينة القديمة تحت حماية المرجعية «إلا إذا رفضت» والاعتراف بجيش المهدي «تيارا عقائديا»

TT

فيما شكك مسؤولون عراقيون باعلان مساعدي الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر بان زعيمهم المتحصن في النجف اصيب في قصف اميركي امس، افاد المتحدث باسمه انه حدد عشرة شروط لوقف اطلاق النار في مدينة النجف.

وقال الشيخ اكرم الكعبي، وهو احد قادة ميليشيا «جيش المهدي» ومقرب من الصدر، ان الحالة الصحية لهذا الاخير «مستقرة». واضاف ان جروحه طفيفة وقد اصيب خلال جولة له بين المقاتلين لكنه لم يوضح كيف اصيب. وتابع متحدثا من مرقد الامام علي في النجف ان «الاطباء الذين تولوا معالجته متفائلين».

وحسبما اوضح الشيخ علي سميسم الناطق الرسمي باسم الصدر في بيان موقع من قبل الصدر تلاه على الصحافيين في مرقد الامام علي فان «مقتدى الصدر يرى في النقاط العشرة التالية حلا لازمة النجف».

وأضاف ان «اولى هذه النقاط تتضمن سحب قوات الاحتلال والشرطة والجيش من المدينة المقدسة» وثاني هذه النقاط ان «تكون النجف الاشرف القديمة محمية من قبل المرجعية شأنها بذلك شأن كل الاديان الا في حال رفضت المرجعية ذلك ببيان رسمي». وتابع سميسم ان النقطة الثالثة تتضمن دعوة «لارجاع كافة الخدمات الى مدينة النجف الاشرف وتشكيل هيئة مشرفة على المدينة».

وأوضح ان النقطة الرابعة تتضمن «الاعلان عن ان جيش المهدي تيار عقائدي ونعلن عدم حمل السلاح الشخصي لجيش المهدي الا في حالة الدفاع عن النفس كالحمايات الشخصية والعامة». اما النقطة الخامسة فتنص على «سحب قوات جيش المهدي من المدينة بعد تسلم المرجعية لها الا اذا رفضت المرجعية ذلك ببيان رسمي». وأكد سميسم ان النقطة السادسة تنص على ضرورة «الافراج عن المقاومين وعلماء الدين والسجناء»، فيما تنص النقطة السابعة على «ضرورة عدم ملاحقة المقاومين الشرفاء سواء اكانوا من التيار الصدري ام غيره». وقال ان النقطة الثامنة تنص على ضرورة ان «يكون للتيار الصدري حرية العمل السياسي او عدمه». وأضاف اما النقطة التاسعة فتنص على «خضوع كافة التيار الصدري للدستور الشرعي للحكومة المنتخبة الحرة النزيهة».

وخلص سميسم الى القول ان النقطة العاشرة والاخيرة تنص على ضرورة «تضافر كل الجهود الخيرة لبناء عراق حر مستقل موحد».

وبالتزامن مع ذلك أعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية جورجيس سادة عن اتفاق وشيك لوقف المواجهات في النجف، مؤكدا ان عددا من الوزراء ينشطون انطلاقا من المدينة لإنهاء القتال.

ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قوله ان «العديد من المجموعات تصل الى النجف لانهاء الوضع بطريقة سلمية فنحن اخر من يريد قتل الناس». وأضاف «هناك عدد من الوزراء في النجف» الا انه رفض ذكر اسماء.

وردا على سؤال حول موعد الاتفاق، اجاب «آمل ان تهدأ الأمور في غضون ساعة من الزمن».

وترفض الحكومة العراقية اجراء مفاوضات مع ميليشيا «جيش المهدي».

وفي كربلاء اكد الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل آية الله العظمى علي السيستاني اكبر مرجع شيعي في العالم، ان السيستاني يبذل جهودا شخصية من اجل تطويق ازمة النجف.

وقال الكربلائي في خطبة الجمعة من ضريح الامام الحسين وسط كربلاء امام مئات المصلين ان «المعلومات الواردة الينا من المشفى أن سماحة السيد علي السيستاني ورغم اعتلال صحته يبذل جهودا شخصية طيبة لتطويق هذه الازمة وايقاف نزيف الدم». وأضاف ان «سماحته يقوم باتصالات واسعة من اجل تحقيق لقاء مباشر مع السيد مقتدى الصدر وقد كلف شخصية سياسية مرموقة للتوصل الى حل». وأوضح الكربلائي ان «هذه الشخصية وصلت يوم امس (اول من امس) الى مدينة النجف وتعرضت الى اطلاق نار كثيف لذلك فإنها لم تتمكن من لقاء السيد مقتدى الصدر مباشرة وغادرت النجف وعادت الى كربلاء حيث التقيت بها وسنحاول اليوم تحقيق اللقاء مع السيد مقتدى الصدر». ونفى ممثل السيستاني التقارير التي تحدثت عن توقيت مغادرة السيستاني مع الاحداث الجارية حاليا في مدينة النجف، وقال ان «بعض الشخصيات ذات النوايا المشبوهة تقوم باطلاق تكهنات حول مغادرة السيد علي السيستاني الى لندن وهي تكهنات باطلة وهدفها ايجاد شرخ بين الجماهير والمرجعية الحكيمة». واكد الكربلائي ان «هذه الرحلة تم الاعداد لها قبل اسبوعين بعد ان تم تشخيص حالته السريرية بأنه يحتاج الى فحوصات طبية خارج العراق». ودعا رجل الدين الى تقديم العون والمساعدة لاهالي مدينة النجف النازحين الى كربلاء بسبب احتدام المعارك.

وعلى صعيد الضحايا افاد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية ان سبعة جرحى من ميليشيا الصدر اصيبوا في المعارك مع القوات الاميركية والعراقية تم اجلاؤهم صباح امس بسيارات الاسعاف بعد التوصل الى اتفاق بين الميليشيا ومحافظة النجف. ونقلت اربع سيارات اسعاف تقدمتها سيارة رفعت العلم الابيض، الجرحى من النجف الى مدينة الكوفة المجاورة.

وقال احد مسؤولي الاجهزة الصحية في النجف ابو احمد العامري ان «محافظ النجف اصدر امرا لتجلي سيارات الاسعاف القتلى والجرحى من وسط المدينة التاريخي».

وذكر مصدر طبي اخر ان سبعة عراقيين قتلوا وجرح 34 اخرون عندما قصفت القوات الاميركية مواقع يشتبه بايوائها عناصر من ميليشيا جيش المهدي ومقرا للحرس الوطني العراقي بطريق الخطأ في الكوت جنوب بغداد.

وقال الطبيب عبد القادر عرار مدير مستشفى الكوت ان «ستة عراقيين قتلوا بينهم امرأة واصيب عشرون آخرون بجروح عندما قامت قوات اميركية بمهاجمة حي عزت علي المطل على ضفاف نهر دجلة». وفي السماوة التي تبعد 250 كيلومترا جنوب بغداد اكد مصدر في الشرطة المحلية ان عناصر من ميليشيا جيش المهدي هاجمت ليل الخميس ـ الجمعة مقرين للشرطة في وسط المدينة مما ادى الى سقوط قتيل وثلاثة جرحى.