لندن تمدد احتجاز أصولي باكستاني الأصل تطلبه أميركا حتى 10 سبتمبر

TT

مددت محكمة بو ستريت بوسط لندن أمس احتجاز الأصولي البريطاني )الباكستاني الأصل بابار احمد، 30 عاما، حتى يوم 10 سبتمبر (ايلول) المقبل للنظر في طلب ترحيله الى اميركا.

ومثل بابار أمام جون برات قاضي محكمة بو ستريت امس، والذي رفض طلبا من ممثل الادعاء بتكبيل احمد الارهابي المفترض داخل المحكمة البريطانية. وجلس بابار في قفص الاتهام محاطا باثنين من الحراس وعدد اخر من ضباط المباحث داخل جلسة المحكمة. وتطالب السلطات الاميركية بتسليم الارهابي البريطاني المفترض بابار بتهمة تمويل جماعات مسلحة في الشيشان وافغانستان. وقالت جوانا ايفانز ممثلة الدفاع ان موكلها بابار يعاني من ضغوط عصبية بسبب تعرضه للضرب في السجن البريطاني عقب اعتقاله في ديسمبر (كانون الاول) الماضي قبل الإفراج عنه بدون توجيه اتهام، وطالبت بالافراج عنه بكفالة، لحين الانتهاء من جمع الأدلة ضد موكلها. وتحدث بابار في الجلسة امس ليؤكد اسمه وتاريخ ميلاده. وقالت مصادر الادعاء البريطاني ان بابار عثر معه على خرائط استراتيجية عن وحدة قتالية للبحرية الاميركية كانت موجودة في الخليج عام 2001 .

من جهة أخرى، جاء في مذكرة طلب تسليم المتهم ان بابار طلب بين 1998 والتاسع عشر من فبراير (شباط) 2001 تبرعات عن طريق مواقع على شبكة الإنترنت في الولايات المتحدة وبريد إلكتروني تهدف الى تمويل عمليات إرهابية في الشيشان وأفغانستان.

وقالت ممثلة الحكومة الاميركية ان «الوثائق تصف سهولة تعرض الوحدة لهجوم إرهابي وتعطي أمثلة محددة حول طريقة مهاجمة السفن».

كما اتهمت مندوبة الحكومة الاميركية بابار بأنه «يتبنى الآيديولوجيا الانتحارية»، وانه أقام علاقة من خلال البريد الإلكتروني مع مسؤولين شيشان بشأن احتجاز رهائن في احد مسارح موسكو في أكتوبر (تشرين الاول) 2002. الى ذلك، قالت مصادر من الشرطة البريطانية ان ضباط فرقة مكافحة الارهاب البريطانية يبحثون ما تردد من تقارير عن وجود قرابة بين بابار ومهندس اتصالات «القاعدة» محمد نعيم نور خان المعتقل في باكستان. وكانت العملية التي تبناها زعيم الحرب الشيشاني شامل باساييف قد أسفرت عن سقوط 129 رهينة و41 من عناصر الكوماندوس بعد ان اقتحمت قوات الأمن الروسية الخاصة المسرح.

وأوضحت المذكرة ان هذه الأعمال تتضمن «استخدام العنف غير المشروع بما في ذلك القتل في هذه البلدان لأغراض سياسية». وبين التاسع عشر من فبراير 2001 ونهاية 2003، قام بابار بنفس المبادرة الرامية هذه المرة الى ارتكاب أعمال عنف بحق أشخاص او إلحاق أضرار بممتلكات او ارتكاب جرائم قتل في سبيل قضية سياسية دينية او آيديولوجية» في الشيشان او أفغانستان. وفي الحالتين، قالت السلطات الاميركية انه تحرك بمشاركة مواطنين اميركيين يقيمون في الولايات المتحدة وأشخاص آخرين.

ويواجه بابار بناء على كافة الاتهامات الموجهة اليه، حكما بالسجن يتراوح بين عشرين سنة والسجن المؤبد حسبما أفادت مندوبة واشنطن.

واعتقل بابار الذي يحمل الجنسية البريطانية يوم 4 اغسطس (آب) الجاري في لندن في إطار تطبيق قوانين مكافحة الارهاب.

واعتقلت شرطة اسكوتلنديارد بابار لأول مرة في ديسمبر عام 2003، لكنها أفرجت عنه بكفالة قبل أن تعيد اعتقاله أول من امس. ويعمل بابار مهندس كومبيوتر في كلية «امبريال كوليدج» بلندن. وأوضحت السلطات الاميركية ان بابار قام بجمع التبرعات بمساعدة مواطنين اميركيين يعيشون في الولايات المتحدة وكذلك مع أشخاص آخرين. وقامت عناصر من الشرطة البريطانية أول من أمس بمداهمة ثلاثة منازل ومكتب في جنوب غربي لندن بطلب من السلطات الأميركية. وجاء اعتقال بابار بعد 48 ساعة عن اعتقال اثني عشر شخصا في بريطانيا في إطار قانون مكافحة الإرهاب.

مع ذلك، أوضحت الشرطة البريطانية ان طلب تسليم بابار ليس مرتبطا بعملية المداهمات التي نفذتها عناصر شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية وأدت الى اعتقال 12 مشتبها يجري استجواب تسعة منهم حاليا في مركز شرطة بادنغتون غرين وسط لندن.