علاوي يرفض التفاوض مع الصدر ويؤكد: حوار التيار الصدري مع المؤسسات المدنية والمؤتمر الوطني وليس مع الحكومة

TT

أكد الدكتور اياد علاوي رئيس الوزراء العراقي موقف حكومته الثابت والرافض للتفاوض مع مقتدى الصدر، موضحا أنه إذا ما أراد التيار الصدري الحوار، فالحكومة ليست طرفا، وانما «حواره مع المؤسسات المدنية ومنها المؤتمر الوطني سواء كان التيار الصدري او غيره»، ومن كانت له مشكلة مع القوات متعددة الجنسيات «نطلب منه خوض الانتخابات العامة بداية السنة المقبلة، وخلال الانتخابات فإن الشارع هو الذي يقرر ينتخب من، فاذا رشحته الجماهير لرئاسة الدولة او الحكومة فليطلب آنذاك من الأمم المتحدة عدم رغبته ببقاء تلك القوات في العراق، والتي ستغادر بعد أسبوع من طلبه حسب ما نص عليه قرار مجلس الأمن». وأشار الى ان «الحكومة ترحب بكل من يعمل ضمن القانون في العراق سواء كان التيار الصدري أو غيره ويساهم في الحياة السياسية عبر المؤتمر الوطني والانتخابات العامة، وهذه ليست منّة من قبل الحكومة، بل هو حق لكل التيارات السياسية». جاء ذلك في رده على سؤال «الشرق الأوسط» حول إمكانية إجراء حوار مع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر والتيار الصدري أثناء اجتماع الطاولة المستديرة الذي حضره وزير الدفاع حازم الشعلان ووزير الداخلية فلاح النقيب ووزير الدولة لشؤون المحافظات عدنان الجنابي حيث قدم علاوي عرضا لمجمل الأحداث السياسية والعسكرية التي تشهدها الساحة العراقية.

وتحدث علاوي عن أحداث النجف وقال «ان العمليات المسلحة التي قامت بها فئات مسلحة منذ ثمانية أيام لا تتناسب وسمعة المدينة العريقة وقدسيتها»، وطالب هذه المجاميع بترك السلاح، مؤكدا ان «موقف الحكومة العراقية واضح وصريح وهو رفض وجود فئات مسلحة»، وأبدى في الوقت نفسه «ترحيب الحكومة بمن يلتزم بقراراتها ويتخذ من العمل السياسي نشاطا له بدلا من العمل المسلح». وقال علاوي ان «مدينة النجف الأشرف تشهد عمليات عسكرية محدودة جدا، على عكس ما يشاع عنها بالقرب من الصحن الشريف، والحكومة العراقية طلبت من القوات متعددة الجنسيات مراعاة عدم المساس بأرواح المواطنين، وهو موقف رسمي ثابت للحكومة العراقية تم توجيهه للقوات متعددة الجنسيات».

وتطرق علاوي الى المؤتمر الوطني العراقي وامكانية انعقاده في ظل الظروف الراهنة، وقال «ان المؤتمر الوطني العراقي سيعقد في موعده منتصف الشهر الجاري، وقد جرت اجتماعات اليوم مع الدكتور فؤاد معصوم رئيس الهيئـة التحضيريـة بهذا الصدد، ونحن هنا ومن هذا المنبر نوجه الدعوة لكل الفئات المسلحة ترك السلاح والمشاركة في المؤتمر الوطني».

وتحدث الدكتور علاوي عن برنامج حكومته للفترة الحالية على خلفية المعلومات المتمثلة في التهديد بالانفصال وتأسيس إدارات فيدرالية في مناطق الانبار والفلوجه وجنوب العراق، وقال ان حكومته «ورثت تركة ثقيلة وآثارا سلبية مضاعفة مما خلفه النظام العراقي السابق فضلا عما أضافته إدارة قوات التحالف في زمن الحاكم المدني بول بريمر»، وقال «لقد ورثنا من سلطة التحالف العديد من المشاكل منها قوانين المحافظات، في كل محافظة خمس جمهوريات، فضلا عن ان الحكومة لا تمتلك وسائل إعلام مثل الإذاعة والتلفزيون لتسخرها في شرح أهدافها ومشاريعها المختلفة، فالحكومة العراقية تحاول منذ شهرين مجابهة الأخطار وتراكم المشاكل، وبناء ما تستطيع بناءه، ورغم الفترة القصيرة من تسلمنا السيادة فقد عملنا على تشكيل وحدات عسكرية وقوات شرطة عراقية، وتشكيل جهاز مخابرات، فضلا عن تقليص حجـم الديون، والسير بشكل منتظم لمعالجة الإشكاليات في كركوك والفلوجة وسامراء وغيرها من المناطق، فقد عقدنا اجتماعات مع العشائر اكثر من مرة، وكذلك مع من يحسبون زورا على المقاومة وقد هدأت هذه اللقاءات الكثير من الأمور». وأثنى رئيس الوزراء العراقي على موقف وجهاء ورؤساء عشائر النجف، وقال ان موقفهم ثابت مع الحكومة من خلال زيارته الأخيرة للمدينة ولقائه بهم، إذ عبروا له عن معارضتهم بوجود فئات مسلحة داخل المدينة تعيق الحياة الطبيعية بالمدينة المقدسة.

وقال رئيس الوزراء العراقي ان «الفئات المسلحة تكبد البلاد خسائر جسيمة من خلال مهاجمة دوائر الدولة بالقنابل وتدمير المرافق الاقتصادية للبلاد، في الوقت الذي نحن فيه بأمس الحاجة لها في عملية البناء، لذا فان العنف حالة مرفوضة، وقد شاهدت شخصيا مسلحين باسم جيش المهدي قاموا بتقطيع جثث الشرطة العراقية والتمثيل بها، لذا فان احترام القانون وسيادة البلد والحفاظ على أرواح الناس ومؤسسات الدولة هدف أساسي في برنامج حكومتنا»، مضيفا «على هذا الأساس يجب ان يكون الحوار حضاريا وبعيدا عن دخان البنادق». وأكد علاوي انه «يجب ان يعلم الشعب العراقي بأننا نعمل وليست لدينا قناة تلفزيونية، ونؤمن بحرية المواطن في متابعته للقنوات التلفزيونيـة المختلفة، لكن بعض هذه القنوات تحاول تضخيم الأمور من خلال مختلف المصطلحات المستخدمة، مثل المثلث السني، والمثلث الشيعي، والمثلث الكردي، ووجود الموساد في بغداد، كل ذلك يحصل من قبل القنوات الإعلامية، وعندما قررنا غلق مكتب الجزيرة في بغداد، هنالك الكثير ممن تحدث عن حرية الصحافة، لكننا نتساءل عندما قامت الحكومة الفرنسية وهي ام الديمقراطية في أوروبا بغلق مكتب قناة العالم قبل شهر لماذا لم يطالبها أحد بالعدول عن قرارها».

وأوضح ان «هناك انفتاحا على الإعلام في العراق، الذي هو رسالة لنقل الواقع والحقيقة بدون مبالغة وكما هي.. ونتقبل من يشتمنا شخصيا. ونحن نسعى لتشكيل هيئة إعلام عليا خلال الأسبوع المقبل تأخذ على عاتقها توجيه الإعلام في البلاد».

وقال علاوي ان «الكيانات المسلحة في المجتمع العراقي تعيق عملية البناء، وقد ناقشنا وضعية الكيانات المسلحة للتنظيمات السياسية في العراق وتم الاتفاق على حلها لانتفاء الحاجة لها، فكيف نسمح بفئات تمارس العنف والإرهاب، وهي تمتلك إمكانيات عسكرية أفضل من وحدات الجيش والشرطة العراقية، وهذه من ضمن المعوقات التي خلفتها لنا قوات التحالف، وقد انتقدت هذا اليوم قوات التحالف خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء البريطاني على موقفها من الجيش العراقي». وفي مداخلة لعدنان الجابي وزير الدولة لشؤون المحافظات قال ان الأغلبية الساحقة هي مع الدعوة لوحدة شعب العراق، وان ما يشاع عن حركات تهدد بالانفصال ما هي الا تركيب إعلامي معاد للشعب العراقي، فقد أكد الجميع في المحافظات المختلفة عدم صحة هذه المعلومات، معربين عن تضامنهم في وحدة العراق. وقال حازم الشعلان وزير الدفاع إن عشائر الجنوب والأهالي قد عبروا خلال المواجهات الحالية مع الفئات المسلحة عن تضامنهم الفعلي مع الحكومة متمثلا بالوقفة الرائعة الرافضة لوجود الفئات المسلحة داخل المجتمع العراقي.