اجتماعات في ليبيا حول دارفور وخلافات بين الحركات المسلحة تهدد مفاوضات السلام بالانهيار

الجامعة العربية تشارك في مفاوضات أبوجا * الخرطوم: لن نسمح بقوات أفريقية لحفظ السلام في دارفور

TT

في وقت يقترب فيه موعد انطلاقة مفاوضات سياسية حاسمة حول دارفور، في ابوجا بنيجيريا في 23 اغسطس (اب) الجاري، قالت مصادر دبلوماسية ان الخلافات الداخلية وتضارب الاهداف وغياب التنسيق بين الجماعات المسلحة في دارفور باتت تعطل الجهود الدولية الساعية للتوصل لاتفاق سلام في دارفور مع الحكومة السودانية. وعقد اجتماع تمهيدي لاطلاق المفاوضات السياسية في سرت بليبيا (شرق طرابلس) تمحور حول ازمة دارفور وضم رئيس الاتحاد الافريقي ومسؤولين في ليبيا والسودان وتشاد. واوضحت وكالة الانباء الليبية ان رئيس الاتحاد الافريقي الفا عمر كونري اجتمع الى وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم ووزير الزراعة والغابات السوداني مجذوب الخليفة ووزير خارجية تشاد ناغوم ياماسو. وذكرت ان المشاركين في الاجتماع استعرضوا «القرارات المتخذة بشأن مشكلة دارفور اثناء قمة الاتحاد الافريقي الاخيرة والاليات المطروحة لمواصلة الجهود لحل هذه المشكلة». وقال الوزير السوداني «ان جهود القذافي والقادة الافارقة قطعت خطوات جادة لطي ازمة دارفور وسنصل الى نتيجة عاجلة». ومن جهته ناشد الوزير التشادي الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي «لمواصلة دوره في تحقيق الامن وايجاد حل نهائي لمشكلة دارفور». واكدت الوكالة ان القذافي استقبل رئيس الاتحاد الافريقي وبحث معه «جهود الاتحاد الافريقي لحل ازمة دارفور». واعلن في القاهرة ان جامعة الدول العربية سترسل وفدا برئاسة سمير حسني مدير ادارة افريقيا والتعاون العربي الافريقي بالجامعة لحضور مفاوضات أبوجا بنيجيريا بصفة مراقب. وقال سمير حسني في تصريحات صحافية أمس ان مشاركة وفد الجامعة في المفاوضات تأتي في اطار تحركات جامعة الدول العربية وأمينها العام السيد عمرو موسى مع مختلف الاطراف المعنية بأزمة دارفور.

من جهة ثانية قال مسؤول في الاتحاد الافريقي ان «الانقسامات داخل قيادة المتمردين هي تقريبا التي اخرجت محادثات نجامينا عن مسارها واصابت محادثات اديس ابابا بانتكاسة» وتهدد مفاوضات ابوجا بنيجيريا المقررة في 23 اغسطس الجاري. وقال دبلوماسي غربي في الخرطوم مرددا نفس الرأي «أشك في انهما يقرآن من نفس الورقة».

ويرى محللون اخرون انه مع تزايد الضغوط الدولية على الخرطوم يشعر المسؤولون في حركتي تحرير السودان، والعدل والمساواة بارتياح لتباطؤ التحرك نحو محادثات السلام املا في الحصول على مزيد من التنازلات من الخرطوم. وقالت الجماعتان اول من امس انهما ستحضران المحادثات الا ان مسؤولا من حركة العدل والمساواة قال ان تاريخ المحادثات غير مناسب.

وقال مسؤول في الاتحاد الافريقي «انها معضلة مع اقتراب موعد محادثات ابوجا اتوقع ان تزداد الاحوال سوءا.. يتعلق هذا الامر بشكل خاص بحركة العدل والمساواة.. من السهل التعامل مع حركة تحرير السودان لان المشكلة معها اقل حدة.. اما بالنسبة لحركة العدل والمساواة فهناك جماعات مختلفة تدعي انها تتحدث باسم الجماعة ككل.. ومن الصعب ان نعرف من يتحدث باسم الجماعة». ويقول زعماء الحركتين الذين يتحركون دوما لينتهي الامر بتدخل اجنبي في دارفور ان التقارير التي تتحدث عن صراع على مستوى قيادتهم هي جزء من مؤامرة حكومية للاساءة لمصداقيتهم.

ويقول عبد الواحد محمد أحمد النور رئيس حركة تحرير السودان «هناك اخطاء يرتكبها احيانا بعض المسؤولين الذين يقولون اشياء لا تتفق مع سياسيتنا» وأرجع السبب في ذلك الى صعوبة الاتصال. وصرح بانه هو الرئيس العام للحركة وانه هو الذي يتخذ القرارات النهائية في الامور السياسية، الا ان زعيما اخر في الحركة وهو ميني اركو ميناوي قال في السابق انه هو زعيم الحركة التي تعرف ايضا باسم جيش تحرير السودان.

وقال مسؤول اغاثة يتعامل مع زعماء حركة تحرير السودان بشكل مستمر «عادة لا يتضح من يتحدث باسم الجماعة او عن اي قسم من الجماعة يتحدث. ولا يتضح ايضا من يتحدث باسم الجماعة ككل ومن لا يتحدث». ويقول جون برندرجاست خبير شؤون السودان في واشنطن انه «اذا توفرت لدى الخرطوم الارادة لتقديم تنازلات من اجل السلام بما في ذلك تنفيذ مطالب المتمردين الخاصة بتقاسم السلطة والثروة فان توافق الاراء بين المتمردين سيصبح الامر الاكثر اهمية». واضاف برندرجاست المستشار الخاص لرئيس مجموعة العمل الدولية الخاصة بافريقيا انه «اذا فشل المتمردون في تحقيق تناغم داخلي فيما بينهم لن يتمكنوا من التفاوض مع الحكومة حول امور مهمة، الا ان برندرجاست القى المسؤولية الاولى في التوصل لحل سياسي على عاتق الحكومة السودانية. من جهته أعلن وزير الدولة السوداني نجيب الخير عبد الوهاب ان مهمة قوة الاتحاد الافريقي في دارفور يجب ان تقتصر على مراقبة التزامات «المتمردين والحكومة» الواردة في اتفاق وقف اطلاق النار المبرم في نجامينا. واكد عبد الوهاب ذلك في رد على «تحذير» اصدرته نيجيريا اول من امس عندما اكدت ان السودان سيواجه ضغوطا دولية اكثر صرامة اذا لم يسمح لقوة الاتحاد الافريقي ودبلوماسيين بالمساهمة في تسوية ازمة دارفور (غرب). وقال عبد الوهاب «ان قرار قمة الاتحاد الافريقي حدد دور قواته في الاشراف والتحقق من ان الطرفين يحترمان الالتزامات التي تبنياها في اتفاق نجامينا الموقع في ابريل (نيسان) الماضي، والقرارات المتتالية للاتحاد الافريقي». واكد «نعتقد ان مهمة حفظ السلام وحماية المدنيين (في دارفور) من مسؤولية السودان وحده، اننا نتمسك بهذا الموقف ونقدر مساعدة اشقائنا الافارقة للسماح للحكومة بالقيام بمسؤولياتها».