الخارجية الأميركية تنفي اتهامات الرئيس السوداني باستغلال قضية دارفور للحصول على البترول والذهب

TT

نفت وزارة الخارجية الاميركية التصريحات التي ادلى بها الرئيس السوداني عمر البشير، وقال فيها ان الولايات المتحدة تريد استغلال مشاكل السودان للحصول على البترول والذهب. لكن الوزارة أكدت موقفها السابق بأن على السودان ان ينفذ قرار مجلس الأمن بنزع سلاح ميليشيا الجنجويد، وإعادة اللاجئين، وعدم وضع عراقيل امام منظمات الإغاثة الدولية. وقال متحدث باسم الوزارة: «البترول والذهب ليسا قضية هنا. القضية هي إنقاذ المواطنين من المرض والمجاعة والقتل والاغتصاب.. هذه هي القضية، وهي سبب الدور الذي نقوم به في دارفور». وأضاف المتحدث: «هذا هو سبب الحملة الدولية من اجل دارفور، وسبب التركيز في وضوح وتكرار على أهمية دور حكومة السودان لاتخاذ إجراءات حقيقية وواضحة». من جهته اقترح السيناتور بيل فريست، زعيم الاغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، إرسال قوات من الجيش الشعبي لتحرير السودان، الذي يقوده العقيد جون قرنق، الى دارفور للاشتراك في «حماية شعب دارفور» مع قوات الحكومة السودانية. وقال في بيان صدر من مكتبه في الكونغرس، ان «الجيش الشعبي حارب قوات الحكومة لأكثر من عشرين سنة، وفي النهاية وقع معها اتفاقية للاشتراك في حكم السودان، ولتأسيس قوات مشتركة من الجانبين. ولهذا فان إرسال قوات من الجانبين الى دارفور ستكون تجربة مفيدة، وتساعد على التنسيق بين الجانبين في المستقبل». وقال البيان: «السودانيون الجنوبيون كانوا ضحايا سياسات خاطئة من قبل حكومة الخرطوم، ولهذا يعرفون المعاناة التي يواجهها زملاؤهم في دارفور. ولأن حكومة السودان قالت انها لا تملك الإمكانيات لحماية شعب دارفور، فان الجنوبيين مستعدون وتواقون للاشتراك في تلك المهمة». وأشار السيناتور فريست، وهو طبيب وينتمي الى عائلة تملك مستشفيات وشركات تأمين صحية، انه زار السودان، قبل ان يصبح سياسيا، وساهم في حملات صحية هناك. وقال: «كسيناتور وطبيب زار السودان، أعلن ان الوقت ليس في صالح اللاجئين من شعب دارفور، وانه لا بد من حملة سريعة ومكثفة لإنقاذهم». وقال ان مشكلة دارفور إقليمية، وان حلها لا بد ان يكون أفريقياً، ودعا الى مشاركة فعالة من الدول الافريقية ومن الامم المتحدة. وكان السيناتور زار تشاد في الأسبوع الماضي، حيث تفقد معسكرات اللاجئين من دارفور.

إلى ذلك دعا المرشح الديمقراطي الى البيت الأبيض جون كيري وقد أقلقه الوضع في دارفور، ادارة جورج بوش الجمهورية الى ممارسة مزيد من الضغوط على الخرطوم لوقف العنف في الإقليم الذي يشهد حربا أهلية، وتقديم المساعدة للمدنيين. وتساءل كيري في بيان نشر إثناء جولة انتخابية في كاليفورنيا (غرب) «كم من الأبرياء سيقتلون قبل ان تقوم إدارة بوش بتحرك على رأس المجتمع الدولي لوقف أعمال العنف وإجبار منظمي عمليات الابادة على ان يحاسبوا»؟

وقال «ان التزاما اميركيا فعالا من شأنه ان ينقذ حياة مئات الآلاف من الأشخاص وعلى الولايات المتحدة ان تستخدم كامل قوة دبلوماسيتها» لهذه الغاية.

وأكد ان «على الولايات المتحدة ان لا تترك للخرطوم اي شك في ما ينتظرها بعد انتهاء مهلة الثلاثين يوما» التي منحتها الأمم المتحدة للحكومة السودانية كي تنفذ التزاماتها في ما يتعلق بنزع أسلحة الميليشيات.

واعتبرت الولايات المتحدة أول من أمس ان مشاكل خطيرة ما زالت قائمة في دارفور (غرب السودان) إن على صعيد الأمن أو على صعيد المساعدات الإنسانية بالرغم من التعهدات التي قطعتها الحكومة لاحترام ما كانت وعدت به وخصوصا نزع سلاح الميليشيات.