موقعان بالإنترنت يعيدان بث صور مزعومة لجماعة الزرقاوي تؤكد ذبح مصري

أسرة متولي لـ«الشرق الأوسط»: آخر رسالة وصلت إلينا منه كانت بعد الغزو بـ5 أشهر.. وما نزال نأمل عودته

TT

لم يتأكد من الروايات المتضاربة حول مصير المصري محمد فوزي عبد العال متولي سوى اسمه، وأنه موجود في العراق منذ عام 1984كما تقول أسرته أو عام 1986 كما تقول الشرطة المصرية. وزادت حالة الغموض حول مصيره بعد أن بث موقع، يقول إنه إسلامي، على الإنترنت مرة ثانية صورا قيل إنها لمتولي قبل وبعد ذبحه بتهمة «التجسس لصالح القوات الأميركية في العراق».

ففي القاهرة، قال مسؤولو الشرطة في تصريحات صحافية إن المعلومات المتوفرة لديهم تشير إلى أن متولي، 45 عاما، هو من أهالي قرية صقر التابعة لمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية. وغادر متولي، حسب المسؤولين الذين رفضوا الكشف عن اسمائهم، مصر عام 1986 إلى العراق للعمل ميكانيكي سيارات. اما الخارجية المصرية فقالت، حسب تقارير صحافية أخرى، إنها لم تتلق أية معلومات سواء عن اختطاف متولي في العراق أو قتله.

أسرة المصري، مفقود الأُثر حتى الآن، كانت حتى أول من أمس تأمل، كما قالت لـ«الشرق الأوسط» في أن يكون ابنها على قيد الحياة رغم انقطاع اخباره.

غير أن موقعا يقول إنه إسلامي (وآخر باللغة الإنجليزية) بثا أمس للمرة الثانية خلال ثلاثة أيام، صورا، وما وصف باعترافات للمصري متهما بالجاسوسية ومساعدة القوات الأميركية على ترتيب هجمات على «المجاهدين» في العراق. وظهر في الصور ملثمون وخلفهم شعار «جماعة التوحيد والجهاد» يزعامة أبو مصعب الزرقاوي بعد أن ذبحوا الرهينة ووضعوا رأسه فوق ظهر جثته. ورافق الصور بيان يقول «هذه قصة الجاسوس المصري الخائن». وزعم الموقع أن متولي اعترف «بأنه حصل على أجهزة الكترونية من الأميركيين لإلقائها في مواقع ما يسمى بالمجاهدين كي يتمكن الأميركيون من تحديد أهدافهم والإغارة عليها بالطائرات والصواريخ».

من ناحيتها، أكدت أسرة المفقود المصري أنها لم تتلق أية اتصالات من السلطات المصرية بشأن ابنها. وكشفت عن أن آخر مرة طمأن فيها الابن اسرته بمصر على أحواله كانت بعد مرور 5 أشهر عن الحرب في العراق. ومنذ ذلك الوقت لم تتلق الأسرة أية اتصالات أو رسائل منه.

وعلى الرغم من خبر بث صور ذبح المختطف المصري الذي لم يتأكد إلى الآن، فإن أيا من الجيران لم يملك القدرة على إبلاغ الأسرة بأمر هذه الصور. وما زال أفراد الأسرة الفقيرة المُعدمة التي تعيش في منزل متهالك متعلقة بأهداب الأمل في عودة الابن المغترب. وما زالت الأم العجوز المريضة سعاد ابراهيم، 65 عاما، تعيش على أمل أن يعود إليها ابنها ليحقق لها حلمها الذي وعدها به منذ عشرين عاماً عندما غادر مصر إلى العراق بحثاً عن فرصة عمل، وهو أن يبني منزلاً يلم فيه شمل الأسرة.

ومحمد هو أكبر إخوته ويليه شقيقه عاطف، 40 عاما، ويعمل سروجي سيارات، وهو متزوج ثم جمال، 38 عاما، وهو غير متزوج حتى الآن، وصبحي الشقيق الأصغر وهو متزوج حديثا. ولا يكاد المنزل يؤوي الأشقاء الثلاثة بينما يعيش والداه في غرفة بإحدى ورش النجارة وسط مدينة السنبلاوين حيث يعمل الأب العجوز، 69 عاما.