وفد من الكونغرس الأميركي في لبنان يأمل في «رؤية انسحاب الجيش السوري منه»

TT

جال امس وفد من الكونغرس الاميركي على عدد من المسؤولين اللبنانيين. والتقى في هذا الاطار رئيس الجمهورية العماد اميل لحود، الذي قال أمامه، ان «لبنان وسورية هما عامل استقرار في منطقة الشرق الأوسط». كما التقى نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي ووزير الخارجية جان عبيد.

وباسم الوفد تحدث رئيس لجنة الامن القومي في الكونغرس النائب كريستوفر تشايز، الذي اوضح انه سيزور سورية وسيناقش مع الرئيس السوري بشار الاسد «موضوع اسلحة الدمار الشامل والوضع على الحدود السورية ـ العراقية ودعم دمشق للمتطرفين، اضافة الى تدخلها في لبنان»، معرباً عن امله برؤية الجيش السوري «ينسحب من لبنان وان يُفسَح في المجال امام اللبنانيين لان يقوموا بدورهم بواسطة قواهم الذاتية».

وابلغ الرئيس اللبناني اعضاء الوفد الاميركي، الذين التقاهم في المقر الصيفي لرئاسة الجمهورية في قصر بيت الدين (الشوف اللبناني)، ان لبنان وسورية «عامل استقرار في منطقة الشرق الاوسط. وقد اثبتت الاحداث التي تحصل في فلسطين والعراق وعدد من الدول المجاورة، ان البلدين يساهمان في تعزيز هذا الاستقرار الذي يجب ان يترسخ، من خلال تحقيق السلام العادل والشامل والدائم المبني على تطبيق قرارات الامم المتحدة».

وشدد لحود امام الوفد الاميركي، الذي يقوم بجولة في عدد من دول المنطقة، على «ان لبنان وسورية يدينان الارهاب والتطرف بكل اشكالهما. وقد واجها معاً منظمات ارهابية ومتطرفة في ظروف وامكنة مختلفة. والبلدان يناديان باحترام ارادة الشرعية الدولية وترسيخ العدالة والحق».

ورداً على اسئلة الوفد الاميركي، عرض لحود ما واجهه لبنان في الماضي من احداث وصدامات، معتبراً «ان الاستقرار الذي ينعم به لبنان يعود الى الخيارات الاستراتيجية التي التزمها منذ سنوات، بالتنسيق مع سورية التي ساعدت لبنان في اعادة توحيد جيشه الوطني والمؤسسات الرسمية، وحافظت على وحدته ومنعت تقسيمه». وأكد لحود مجدداً موقف لبنان الداعي الى «ضمان حق عودة الفلسطينيين الى ارضهم، تنفيذاً لقرارات الامم المتحدة وخصوصاً منها القرار 194، ورفض توطينهم في لبنان». واشار الى دور المقاومة الوطنية في تحرير القسم الاكبر من الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي، مكرراً التأكيد «ان «حزب الله» ليس حزباً ارهابياً. وهو عمل منذ انطلاقته على تحقيق هدف واحد: تحرير الارض اللبنانية الجنوبية من الاحتلال الاسرائيلي. وهو يلقى لهذه الغاية دعم اللبنانيين وتأييدهم».

وقد ابدى تشايز، عقب لقاء الوفد الاميركي مع نائب رئيس مجلس النواب اللبناني ايلي الفرزلي، اعجابه بـ«لبنان وديمقراطيته الحية وبالحركة الاقتصادية الناشطة فيه». وابدى سروره لـ«الحوار الصريح والبناء» الذي اجراه الوفد في مقر المجلس النيابي، مشيراً الى ان الحوار «تركز بصورة خاصة على عملية السلام الشامل على صعيد العالم».

وكانت كلمات لأعضاء الوفد أكدت على اهمية الحوار ودوره وعلى العلاقات الاميركية ـ اللبنانية والسلام الشامل في الشرق الأوسط. كما جرى التأكيد على ان الزيارة «تأتي لإظهار اهمية لبنان بالنسبة الى اميركا ولتعزيز العلاقات الثنائية». وفي المقابل، شدد الفرزلي على «اهمية الحوار بين البرلمانات في اطار الدبلوماسية البرلمانية»، مشيراً الى «الدور الكبير الذي تلعبه الولايات المتحدة الاميركية في العالم، خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط»، معتبراً «ان اللقاء كان فرصة للتعبير عن وجهة نظر البرلمان اللبناني بالنسبة الى الثوابت المتعلقة بمسألة الصراع العربي ـ الاسرائيلي والمتعلقة بتثبيت دور لبنان القيادي والريادي في المنطقة بنظامه الديمقراطي البرلماني، وأيضاً بالنسبة لإعطاء البعد والمفهوم الحقيقي بالنسبة الى العلاقات اللبنانية ـ السورية وبالنسبة الى عمليات المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي الذي لا يزال يحتل اجزاء من جنوب لبنان».

وعقب لقاء الوفد الاميركي مع وزير الخارجية جان عبيد، قال تشايز: «هناك التزام من قبل الولايات المتحدة الاميركية تجاه هذا البلد الرائع (لبنان) ونحن نكن له احتراماً كبيراً». واضاف: «نحن نريد ان نكون فريقاً في عملية احراز التقدم، ولدينا علاقات جيدة ومتقدمة مع اللبنانيين. وسنغادر بيروت الى دمشق للاجتماع بالرئيس بشار الاسد. وسنناقش معه ما يقلقنا حول اسلحة الدمار في المنطقة والوضع على الحدود بين العراق وسورية. وسنناقش معه ايضاً دعم الحكومة السورية للمتطرفين. وسنتحادث معه ايضاً حول تدخلها في لبنان». وتابع «نحن نود ان نرى الجيش السوري ينسحب من هذا البلد وان يفسح في المجال امام اللبنانيين لان يقوموا بدورهم بواسطة قواهم الذاتية».

وسئل تشايز اذا كان الوفد الاميركي بحث مع الوزير عبيد موضوع التدخل السوري، فأجاب: «لقد اثرنا ذلك وبحثنا في هذا الوجود وعرضنا وجهة نظرنا. وهي انه منذ عشر سنوات ونحن مهتمون برؤية تطور ذلك. ونحن نعلم انهم دخلوا الى لبنان بعدد 30 الف جندي والآن انخفض عددهم الى 16 الفاً موجودين كجيش اجنبي في بلدكم. ونحن نأمل ان يرى اللبنانيون عددهم ينخفض الى الصفر». وسئل عن مبادرة الشرق الاوسط الكبير، فأجاب: «نحن جميعاً ندعم خريطة الطريق للسلام. ونعتقد، من وجهة نظرنا، انه من الصعب القول للاسرائيليين عليكم اجراء حوار في وقت يتم فيه تقطيع اصابع معظم الاطفال الصغار، نتيجة التفجيرات التي تنفذ وتتبناها حماس او حزب الله».