معارك عنيفة متقطعة في محيط مرقد الإمام علي وتدمير دبابة أميركية في مدينة الصدر

الفاتيكان يعرب عن استعداده للتوسط لإنقاذ النجف .. ومقتل 3 من المارينز في مواجهات المدينة

TT

جرت معارك متقطعة ولكن عنيفة جدا ظهر أمس بين الجيش الاميركي والقوات العراقية من جهة وعناصر ميليشيا «جيش المهدي» التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر المتحصنين في محيط مرقد الإمام علي بوسط النجف من جهة أخرى، في حين أسفرت الاشتباكات في مدينة الصدر بين الجانبين أمس عن إحراق دبابة اميركية من طراز «برادلي» وقصفت الطائرات الاميركية الشارع الذي دمرت فيه الدبابة. وفي الفاتيكان قال سكرتير الدولة الكاردينال انجيلو سودانو ان البابا يوحنا بولس الثاني على استعداد للتوسط لإنقاذ مدينة النجف المقدسة.

وسمع دوي إطلاق مدافع من دبابات ورشقات بالأسلحة الرشاشة في النجف بالمدينة القديمة التي تصاعدت منها سحب الدخان. وسقط عدد من قذائف مدافع الدبابات بالقرب من المدخل الشمالي لضريح الإمام علي في المدينة القديمة وسط النجف.

وبحسب مقاتلي «جيش المهدي» فان حوالي اربع دبابات اميركية من طراز «برادلي» موجودة حاليا على بعد 500 متر من ضريح الإمام علي كما وقعت اشتباكات في ساحة الميدان.

وقال شهود ان مصادمات عنيفة اندلعت أمس في مدينة الصدر الشيعية بالعاصمة بغداد دمر خلالها مسلحون من ميليشيا «جيش المهدي» دبابة أميركية. وأضاف الشهود ان مسلحين من أنصار الصدر قصفوا دبابة بقذيفة صاروخية واشعلوا فيها النيران. وأظهرت لقطات لمصور «رويترز» الدبابة الأميركية وقد اشتعلت فيها النيران.

وقصفت طائرة هليكوبتر أميركية الشارع الذي دمرت في الدبابة في وقت لاحق.

وعزلت القوات الأميركية مدينة الصدر التي يقطنها مليونا نسمة.

وأعلن الجيش الاميركي أمس ان ثلاثة جنود من مشاة البحرية الاميركية (المارينز) قتلوا في محافظة النجف أول من أمس خلال المواجهات.

وقال بيان عسكري ان «ثلاثة جنود من الفيلق الحادي عشر للمارينز قتلوا خلال عمل معاد في النجف».

وقال مصدر في وزارة الصحة أمس ان حصيلة المواجهات التي جرت في النجف في الأسبوع الأخير بلغت «25 قتيلا وإصابة 222». وأضاف المصدر ان هذا الرقم لا يمثل العدد الكلي لان الكثيرين من الذين يصابون او يقتلون لا ينقلون الى المستشفى.

وقتل عراقي وأصيب اثنان آخران في هجوم شنته عناصر ميليشيا «جيش المهدي» امس على مبنى محافظة العمارة.

وقال الضابط اوراس عزيز الزركاني ان «عناصر من ميليشيا الصدر طوقت مبنى المحافظة الواقع في حي السرية وسط العمارة مما استدعى تدخل القوات البريطانية». وأضاف ان «اشتباكا حصل بين الطرفين لاكثر من ساعة استخدمت خلاله قذائف (آر. بي.جي) المضادة للدروع وقذائف الهاون والأسلحة الرشاشة مما ادى الى مقتل مدني وإصابة امرأة وطفل كانوا مارين قرب المبنى».

الى ذلك قال الكاردينال انجيلو سودانو سكرتير الدولة في الفاتيكان امس ان البابا يوحنا بولس الثاني على استعداد للتوسط من اجل إنقاذ مدينة النجف المقدسة.

وأوضح سودانو في مقابلة مع الإذاعة الرسمية الإيطالية «اذا ما طلب منه ذلك فان البابا يوافق بطيب خاطر على هذه الوساطة، المهم ان يلتقي جميع الاطراف حول طاولة المفاوضات». وأضاف «ان تحرك البابا هو دائما للوساطة وان القانون الدولي ينص على ان تطلب مثل هذه الوساطة من قبل دول».

ووصف الكاردينال الجرائم التي تتصاعد وتيرتها في العراق منذ اشهر بانها «تسيء الى الإسلام والى الشعب العراقي النبيل برمته». وقال «اننا نطالب باحترام الطابع المقدس لمدينة النجف في الوقت الذي ندين فيه كل أشكال العنف».