سحب القوات الأميركية من أوروبا يرجح فرضية إرسال المزيد منها إلى العراق

TT

عزز الرئيس الاميركي جورج بوش فرضية ارسال المزيد من القوات الى العراق عندما اعلن اول من امس عن اوسع عملية تغيير في الوجود العسكري الاميركي في الخارج منذ انتهاء الحرب البادرة عبر سحب بين سبعين ومائة الف جندي من اوروبا وآسيا، حيث يتوقع ان يرسل قسم منهم لاستبدال قوات في العراق.

ويتابع الجيش الاميركي منذ عدة اشهر عمليات استبدال القوات في العراق بعد ان امضت فيه اكثر من عام ونصف العام، وهو ما يعتبر اجراء طبيعيا، في اطار التنقلات بين وحدات الجيش العاملة في الخارج.

وقال وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد «سيجري سحب قوات من المانيا. تحدثنا مع الالمان في هذا الشأن وذكرنا ارقاما»، موضحا انه بحث في هذه المبادرة ايضا مع نظيره الروسي سيرغي ايفانوف الذي التقاه في عطلة نهائة الاسبوع في سان بطرسبورغ. وحرص رامسفيلد على التأكيد ان الولايات المتحدة ستبقي على قواعد لها في المانيا وستقوم في اطار هذه الخطة الجديدة بعمليات تبديل لقوات اخف واكثر قدرة على التحرك في قواعد متقدمة.

وقال «نريد استخدام قواتنا بشكل اكبر وهذا سيدفعنا الى ابقاء مزيد من القوات في الولايات المتحدة، لكننا نريد ان تكون اكثر ليونة لتتمكن من المشاركة في عمليات التبديل والتدريبات في مختلف الدول». الا ان الوزير الاميركي امتنع عن ذكر ارقام محددة لهذا الانسحاب، وكان من المنتظر ان يعلنها الرئيس بوش في سينسيناتي في كلمة امام المؤتمر السنوي للمحاربين القدماء. واكد رامسفيلد ان هذه المبادرة لن تؤدي الى مشاكل مع روسيا التي تنظر بحساسية كبيرة الى اي عملية اعادة انتشار لقوات قرب حدودها الشمالية. واوضح ان الولايات المتحدة لا تعتزم الحصول على قواعد دائمة في الجمهوريات السوفياتية السابقة، بل مجرد «مواقع لعمليات متقدمة» تستخدم لتبديل القوات او تزويد الطائرات بالوقود مثلا. وقال «لدينا الآن واقع من هذا النوع في بعض الجمهوريات السوفياتية السابقة». واضاف ان «الحكومة الروسية تدرك تماما قيمة ومنطق ما نفعله في علاقاتنا مع الجمهوريات السوفياتية السابقة في اطار الحرب الشاملة على الارهاب والعمليات الجارية في افغانستان والعراق». وصرح مسؤول في ادارة بوش طلب عدم كشف هويته ان «هذه المبادرة ستسمح بتعزيز قدرتنا على التصدي للتهديدات في الخارج وتحسين حماية اميركا وحلفائنا وستخفف العبء الذي يثقل كاهل عسكريينا واسرهم». واوضح مسؤولون ان الجزء الاكبر من القوات التي سيتم سحبها من اوروبا وآسيا سيرسل الى قواعد اميركية في الولايات المتحدة، موضحين ان العملية يمكن ان تتم على مراحل في السنوات الثلاث او الاربع المقبلة. وتنشر الولايات المتحدة حاليا مائة الف جندي في اوروبا ومثل هذا العدد في آسيا، الى جانب قواتها المنتشرة حاليا في افغانستان والعراق.