الشرع نقل رسالة من الأسد إلى لحود وامتنع عن الكشف عن مضمونها

TT

امتنع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية السوري فاروق الشرع عن الادلاء بأي تصريح لدى مغادرته القصر الجمهوري امس بعد محادثات اجراها مع الرئيس اميل لحود استمرت ساعتين، سلم في مستهلها الرئيس اللبناني رسالة من نظيره السوري بشار الاسد.

وفيما اعتبرت اوساط سياسية هذا الامتناع تفادياً للخوض في الاستحقاق الرئاسي، خصوصاً بعد المعلومات التي تحدثت اول من امس عن بدء الرئيس الاسد جولة جديدة من اللقاءات مع قيادات ومسؤولين وشخصيات سياسية لبنانية للاستماع الى آرائهم وافكارهم حول الاستحقاق الرئاسي، افاد بيان مقتضب صادر عن رئاسة الجمهورية، بأن الوزير الشرع «نقل تقدير القيادة السورية للمواقف التي عبّر عنها أخيرا الرئيس لحود لا سيما لجهة الاوضاع التي تشهدها الاراضي الفلسطينية المحتلة والساحة العراقية، والتأكيد على مسيرة السلام العادل والشامل في المنطقة وتعزيز دور الشرعية الدولية المتمثلة بالأمم المتحدة».

وجاء في البيان ان رسالة الرئيس السوري «اكدت على التضامن السوري ـ اللبناني في مواجهة التحديات الراهنة على المستوى الاقليمي، وعلى دعم سورية للبنان وشعبه في مسيرة البناء والأمن والاستقرار التي يرعاها الرئيس لحود».

واعتبر الوزير الشرع كما افاد البيان «ان الامن والاستقرار اللذين يشهدهما لبنان وسورية ينبعان من الاستراتيجية الحكيمة التي اعتمدها الرئيسان الأسد ولحود، والتي من شأنها توفير المناخات الملائمة للاستثمار والتطوير الاقتصادي في البلدين، وتعزيز مسيرة البناء المؤسساتي الداخلي في كل منهما».

وعلمت «الشرق الأوسط» ان من بين اهداف زيارة الشرع الخاطفة الى بيروت ما املته تطورات الاحداث في العراق وخصوصاً ما يجري في النجف مع الاعلان عن بدء العد العكسي للحسم العسكري. كما تردد ان مواقف وفد الكونغرس الاميركي التي اطلقها في بيروت اخيراً لجهة المطالبة بتوطين اللاجئين الفلسطينيين واستخدام «عبارات عدائية» ضد سورية من قبل بعض اعضائه لم تكن بعيدة عن هذه الزيارة.

هذا وقد بحث لحود والشرع في الاوضاع المستجدة في المنطقة لا سيما في العراق وكيفية مواجهة اية انعكاسات لها، كما تم التشديد على ضرورة تحصين الساحة الداخلية اللبنانية وتجنب كل ما من شأنه اثارة الخلافات الداخلية خصوصاً في هذه المرحلة.

ولوحظ ان اللقاء بين الرئيس لحود والوزير الشرع اقتصر عليهما من دون ان ينضم اليهما رئيس مجلس النواب نبيه بري، مع الاشارة الى ان رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري موجود خارج لبنان في اجازة خاصة. كما ان الوزير الشرع الذي قصد بعبدا مباشرة بعد عبوره منطقة المصنع على الحدود السورية ـ اللبنانية، لم يكن في استقباله اي مسؤول او دبلوماسي لبناني في غياب وزير الخارجية اللبناني جان عبيد الذي غادر بيروت صباحاً متوجهاً الى باريس في زيارة خاصة. وقد استقبل على مدخل القصر الجمهوري بصفته موفداً رئاسياً حيث قام بعرض حرس الشرف.