مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط»: وفد الكونغرس لم يثر مع الأسد قضية توطين الفلسطينيين

TT

علمت «الشرق الأوسط» ان وفد الكونغرس الأميركي الذي زار دمشق السبت الماضي، بعد بيروت، والتقى الرئيس السوري بشار الأسد لم يتطرق الى موضوع توطين اللاجئين الفلسطينيين، وذلك خلافاً لما أثاره مع المسؤولين اللبنانيين بهذا الشأن، حيث طالب مباشرة بتجنيس الفلسطينيين ومنحهم جوازات سفر لبنانية ورفض الاعتراف بحق العودة، واصفاً هذا الحق بأنه معيق لعملية السلام، داعياً الى التمثل في هذا المجال بالأردن. وكانت أوساط سياسية لبنانية قد توقعت ان يكون لقاء الوفد الاميركي مع الرئيس السوري عاصفاً، نظراً لما اثاره هذا الوفد خلال زيارته لبنان من مواقف متشنجة ضد سورية، وصلت الى حد قول رئيس الوفد كريستوفر شايس المنتمي الى الحزب الجمهوري وعضو لجنة الكونغرس للاستخبارات والارهاب العالمي في لقاء ضيق مع نواب وشخصيات سياسية بأن «النظام في سورية دكتاتوري ومعاد لاميركا». كما اعلن بعد لقائه وزير الخارجية جان عبيد انه سيناقش مع الأسد الوجود السوري في لبنان قائلاً: «نحن نأمل بعد مرور 10 سنوات على الاتفاق (اتفاق الطائف) وعدم وجود لاسرائيل في لبنان، ان نرى الجيش السوري ينسحب من هذا البلد، وافساح المجال امام اللبنانيين لأن يقوموا بدورهم بواسطة قواهم الذاتية». كما ان السفير الاميركي السابق في لبنان فنسنت باتل عاد وكرر هذا «التمني» في حديث صحافي أدلى به قبل مغادرته بيروت أمس قال فيه: «انه حان الوقت لأن تنسحب القوات السورية من لبنان».

إلا أن مصدراً مطلعاً على أجواء المباحثات التي جرت في العاصمة السورية أكد لـ«الشرق الأوسط» ان لقاء الأسد مع وفد الكونغرس الأميركي كان ايجابياً جداً وقد طرحت خلاله مواضيع عدة أبرزها عملية السلام في الشرق الأوسط، والوضع في العراق والاصلاحات التي تقوم بها سورية حيث أكد الرئيس الاسد على ان سورية تنشد المزيد من الانفتاح.

وفي مسألة الوجود السوري في لبنان التي تطرق اليها وفد الكونغرس، ذكر المصدر ان الرئيس الاسد قدم شرحاً وافياً حول هذا الموضوع، منذ دخول هذه القوات الى لبنان في السبعينات بمبادرة من الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد استجابة لطلب من رئيس الجمهورية اللبنانية الراحل سليمان فرنجية والحكومة اللبنانية، وما قامت به من جهود لوقف الحرب في لبنان والحفاظ على وحدته ومنع تقسيمه. وفيما كرر الأسد التأكيد على ان وجود هذه القوات يكرسه اتفاق بين الدولتين اللبنانية والسورية هو اتفاق الطائف لفت الى ان عدد هذه القوات آخذ بالتقلص منذ سنوات، اذ تم تنفيذ عدة انسحابات، وأعيد تموضع بعض الوحدات. واوضح انه لم يعد هناك من وجود للقوات السورية في المدن ومعظم المناطق اللبنانية باستثناء بعض المراكز وذلك لضرورات أمنية بحتة.

هذا وذكر المصدر المطلع ان وفد الكونغرس الاميركي وافق الرئيس السوري على قوله أن يكون الحوار هو الاساس في تقريب وجهات النظر بين سورية والولايات المتحدة في ما يتعلق بالقضايا على الساحتين الاقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.