فنزويلا: هوغو شافيز دحر خصومه في الاستفتاء على رئاسته

TT

كراكاس ـ وكالات الأنباء: نزل الفنزويليون الى شوارع العاصمة كاراكاس منذ صباح امس للاحتفال بنتيجة الاستفتاء الذي اعلن المجلس الانتخابي الوطني الفنزويلي فوز الرئيس هوغو شافيز فيه بينما رفضت المعارضة هذه النتائج الجزئية.

وبعد فرز معظم الاصوات، ابدى 58.25 في المائة من الناخبين تأييدهم لبقاء شافيز في السلطة بينما صوت 41.74 في المائة لإنهاء ولايته، كما اعلن فرانشيسكو كاراسيكيرو رئيس المجلس الانتخابي الوطني. ومن جهتها اعلنت المعارضة ان ممثليها الاثنين في المجلس الانتخابي المؤلف من خمسة اعضاء غير موافقين على النتائج.

وهتف مئات من مؤيدي شافيز وهم يرتدون قمصانا حمراء اللون: «لن يتنحى»، وهم يتوجهون لمركز وسط كاراكاس للاحتفال. وكان المتحدث باسم المعارضة خيسوس تورابل قد توقع ان تصبح الحكومة الحالية قريبا في المعارضة.

وشكل الاقبال الكبير للفنزويليين للادلاء بأصواتهم وعملية التصويت بحد ذاتها مفاجأة للمسؤولين عن الاستفتاء الذين مددوا التصويت، مرتين كما قرروا منتصف ليل الاحد الاثنين (الرابعة بتوقيت غرينتش) ابقاء مكاتب الاقتراع مفتوحة بينما كان الناخبون يصطفون خارج المكاتب بانتظار الادلاء بأصواتهم.

وكانت هناك مخاوف من ان يؤدي تعادل في الاستفتاء الى اعمال عنف واشتباكات بين مؤيدي شافيز ومعارضيه والذين ادت المواجهات بينهم الى مقتل عشرات منهم خلال العامين الماضيين.

من جانبه رحب شافيز ـ وقد بدا مبتسما بابتهاج في تصريحات للتلفزيون الرسمي ـ باقبال الفنزويليين بحشود كبيرة العدد للادلاء باصواتهم. وقال «انه مهرجان ديمقراطي فعلا». كما شكل الاستفتاء اختبارا لمدى الصبر الذي يتمتع فيه الناخبون الذين وقفوا في طوابير لمدة زادت عن عشر ساعات.

وكان معارضو شافيز قد دعوا الى هذا الاستفتاء متهمين الرئيس الفنزويلي بتبديد ثروات البلاد النفطية والسعي للتقرب من صديقه الزعيم الكوبي الشيوعي فيديل كاسترو. ورد شافيز بالقول ان المعارضة «تسعى فقط الى استعادة الامتيازات التي كانت تتمتع بها» قبل قيامه بثورته، والتي يقول انها «انتزعت ملايين الفنزويليين من الفقر». وحظيت شعبيته بدفعة قوية بزيادة الانفاق على البرامج الصحية التي تتمتع بشعبية كبيرة واصبحت ممكنة مع ارتفاع اسعار النفظ لمستويات قياسية.

وحذر شافيز ان فوزه في الاستفتاء فقط هو الذي سيضمن استمرار شحنات النفط من بلاده التي تصنف خامس دولة مصدرة للنفط في العالم. واضاف ان فوز المعارضة سيؤدي الى نقل ملكية الشركة الحكومية الضخمة للنفط للقطاع الخاص مما سيدفع العاملين في ذلك القطاع الى تنظيم اضراب يشل حركة القطاع النفطي.

وسادت الاسواق مخاوف من ان يؤثر فوز المعارضة التي نظمت في العام الماضي اضرابا لمدة شهرين شمل قطاع النفط، على صادرات النفط، خصوصا للولايات المتحدة. وتبلغ نسبة الواردات النفطية من فنزويلا 15 في المائة من واردات الولايات المتحدة النفطية.

يذكر ان المعارضة الفنزويلية، وهي تحالف يضم احزابا يمينية ويسارية ومديري ورؤساء الاتحادات النقابية وعسكريين سابقين وجماعات مدنية، تجتمع على كراهية شافيز لكن قضايا اخرى عديدة تفرقها. ولانهاء الولاية الرئاسية لشافيز كان يتعين على المعارضة الحصول على غالبية الاصوات وان يتساوى عدد الاصوات التي تحصل عليها مع 3.75 مليون صوت حصل عليها شافيز في انتخابات 2000 الرئاسية. وجرت تلك الانتخابات بعد عامين من انتخابه للمرة الاولى وبعد نحو ثماني سنوات من محاولته بلوغ السلطة في انقلاب عسكري فاشل.