أميركا توافق على بيع مدمرات متقدمة لتايوان

TT

تايبيه ـ رويترز: نقلت صحيفة «تشاينا تايمز» الواسعة الانتشار عن مصادر لم تسمها امس ان الولايات المتحدة ستعلن بيع اربع مدمرات عالية التقنية من طراز «ايجيس» لتايوان العام المقبل مع احتمال ان يبدأ تسليمها عام 2011. وتسعى تايوان منذ فترة طويلة للحصول على مدمرات تمثل دفاعا مهما في مواجهة نحو 500 صاروخ ذاتي الدفع توجهها الصين نحو تايوان. لكن واشنطن لم تعرض حتى الان سوى مدمرات من طراز «كيد» الأقل تقنية على تايبيه.

وقالت الصحيفة ان الولايات المتحدة وافقت على بيع اربع مدمرات من طراز «ايجيس» لتايوان في صفقة تبلغ تكاليفها 120 مليار دولار تايواني (3.5 مليار دولار اميركي). وقالت وزارة الدفاع الوطني التايوانية انها لم تتلق ردا من واشنطن بشأن هذه المدمرات. وقال متحدث باسم الوزارة انهم لم يتلقوا اخطارا من الولايات المتحدة حتى الان. وأضاف: «مدمرات ايجيس بالطبع سلاح تسعى بحريتنا للحصول عليه. اذا وافقت الولايات المتحدة على بيعها فاننا نعتزم شراءها». وتعتبر الصين تايوان اقليما منشقا لابد من اعادة توحيده مع الصين بالقوة اذا دعت الحاجة لذلك. وتعارض بكين بيع أي اسلحة لتايوان ولكنها تعارض بشكل خاص بيع سفن «ايجيس» بسبب احتمال استخدامها كدرع اقليمي مضاد للصواريخ الذاتية الدفع. وتفكر تايون ايضا في شراء شبكات صواريخ مضادة للصواريخ من طراز «باتريوت» وغواصات وطائرات مضادة للغواصات بمبلغ 18 مليار دولار في ما سيكون اكبر صفقة سلاح بين واشنطن وتايوان. ويأتي الحديث عن صفقات الاسلحة وسط تزايد التوترات عبر مضيق تايوان مع استعداد الصين لمواجهة عسكرية مقتنعة بأن الرئيس التايواني شين شوي بيان سيحث على اقامة دولة مستقلة خلال فترة رئاسته الثانية التي تبدأ في مايو (ايار) المقبل.

وقال رئيس وزراء تايوان، يو شي كون، ان الصين تتدرب على شن هجوم على العاصمة التايوانية تايبيه بهدف قتل او اعتقال زعماء الجزيرة في عمل يحاكي ما قامت به الولايات المتحدة في العراق ضد صدام حسين.

على صعيد آخر اتهمت بكين اميركيا من اصل صيني، اعتقل لتجسسه لحساب تايوان، ببناء شبكة تجسس في الولايات المتحدة وقالت انه قد يحاكم قريبا جدا. ويذكر ان ديفيد دونغ، 52 عاما، المعروف ايضا باسم دونغ وي، هو احدث اميركي ضمن سلسلة من المواطنين الاميركيين والمقيمين هناك بصفة دائمة الذين يتم اعتقالهم في الصين بتهمة التجسس لحساب تايوان.

ونقلت صحيفة «تشاينا ديلي» عن مصدر لم تكشف النقاب عنه قوله ان دونغ اقام شبكة ضخمة من الجواسيس التايوانيين في شرق الولايات المتحدة. وكان شهود قد كشفوا النقاب عن ان شخصين من المدرجين على رواتب وكالة المخابرات التايوانية، من بينهم دونغ، نقلا كمية ضخمة من المعلومات الى تايوان.

وقال محللون ان كشف الصين النقاب عن مثل هذه الشكوك قد يكون خطوة من جانب بكين في محاولة لدق اسفين بين تايوان والولايات المتحدة التي نقلت اعترافها الدبلوماسي من تايبيه الى بكين عام 1979 ولكنها مازالت اكبر حليف لتايوان واكبر مزود لها بالسلاح.

وقالت الصحيفة ان تفاصيل شبكة التجسس الاميركية جاءت من شخصين ادينا بالتجسس عام 2001 ولكن افرج عنهما بعد ذلك لاسباب طبية او طردا. واعتقل الصحافي الصيني السابق في سبتمبر (ايلول) الماضي بعد فترة وجيزة من دخوله الصين في رحلة عمل واحتجز في مدينة جوانغو الواقعة في جنوب الصين.

واوضحت اجهزة الاعلام الصينية ان بيتر وانغ، مسؤول المخابرات العسكرية التايوانية، جند عام 1990 دونغ الذي اصبح مواطنا اميركيا عام 1995 وانه كان يحصل على راتب شهري يبلغ ثلاثة آلاف دولار لسرقة اسرار الدولة. وقالت اجهزة الاعلام الصينية ان تايوان اعطت دونغ منزلا في نيويورك ثمنه 268 ألف دولار ونفقات شهرية تبلغ سبعة آلاف دولار. واضافت انه سرق اسرار دولة من بينها الخطب الخاصة بكبار زعماء الصين ومعلومات عن الاوضاع السياسية والاقتصادية وسياسات بكين تجاه تايوان والولايات المتحدة.

وقد يحكم على دونغ بالسجن ما بين عشرة اعوام ومدى الحياة اذا ادين بتهمة التجسس بما يعرض الامن الوطني للخطر. وفي ديسمبر (كانون الاول) الماضي اعلنت الصين اعتقال 24 تايوانيا و19 صينيا بتهمة التجسس.