محكمة أميركية تنظر قضية أميركي معتقل في السعودية بطلب واشنطن

TT

من المتوقع ان تنظر محكمة أميركية في قضية مواطن أميركي مسلم من أصل أردني قيد الاحتجاز في السعودية، قالت عائلته انه اعتقل بغير وجه حق ومن دون تهم محددة وذلك بتحريض من الحكومة الأميركية.

وكان الشاب الأميركي احمد ابو علي، 23 عاما، قد اعتقل في 11 يونيو (حزيران) الفائت في السعودية التي ذهب اليها بقصد الدراسة. ويُذكر ان الشاب الذي ولد في ولاية تكساس، كان يعيش في مدينة «فلز تشرش» القريبة من واشنطن العاصمة بولاية فيرجينيا.

وقالت منظمة «ماس فريدم» التي تتخذ من واشنطن مقراً لها والمعنية بالدفاع عن حقوق الجالية الاسلامية في أميركا، ان أبو علي لا يواجه اية تهم في السعودية او حتى في الولايات المتحدة. غير ان عائلته ذكرت انه احتجز في المملكة بتحريض من واشنطن بغرض انتزاع اعترافات ومعلومات عن صلات محتملة بمنظمات ارهابية. وأشارت العائلة والمنظمة الاسلامية الى ان الخارجية الأميركية ترفض التقدم بطلب لتسليم ابو علي على الرغم من كونه مواطنا أميركيا. وقال مورتون سكالار، وهو محامي الشاب الاردني الاصل، في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط» ان الحكومة الأميركية تخشى من احتمال ارتباط ابو علي بشبكة ارهابية تسعى لتدبير اعتداءات ضد الولايات المتحدة، الامر الذي يدفع واشنطن الى رفض عودته الى اميركا. وأضاف ان واشنطن تشك في وجود صلة لأبو علي بقضية «رجال فيرجينيا السبعة» التي تمخضت مطلع العام الحالي عن ادانة سبعة من الشباب الأميركيين المسلمين بمنطقة شمال فيرجينيا بتهم التدريب والاعداد للانضمام الى «الجهاد». واعتبر المحامي أنه «من الافضل والاكثر حكمة ان تقوم واشنطن بطلب ترحيله الى أميركا والتحقيق معه لاثبات اذا ما كانت له صلة بالارهاب أم لا، بدلاً من ان تتركه هكذا وان تطلب من السعوديين اعتقاله بلا تهم». وكان والدي أبو علي قد طالب المحكمة الفيدرالية بإلزام الخارجية الأميركية وجهات تنفيذية اخرى بالعمل على تسليم ابنهما والتحقيق معه في الولايات المتحدة بدلا من السعودية. هذا ويحمل الابوان السلطات الأميركية مسؤولية اعتقال نجلهما لمدة طويلة.

غير ان سكالار رأى ان الحكومة الأميركية ردت على ذلك بالطلب من السعودية توجيه تهم جنائية للمعتقل. وقال «ان الحكومة تهدف من ذلك الى جعل النظر في القضية صعبا امام المحاكم الأميركية اذ لو كانت هناك تهم جنائية في دولة اجنبية فان سلطة المحاكم الأميركية على القضية تقل».

واعتبر المحامي ان الحكومة السعودية لم تبد اهتماما باعتقاله اساساً ولم تتحرك الا بعد ورود طلبات من واشنطن. وأعرب عن اعتقاده بعدم وجود شكاوى ضد موكله في السعودية وأن المملكة لا تتهمه بشيء. وكانت السفارة السعودية في واشنطن قد قالت ان اعتقال أبو علي تم بمعرفة كاملة ودعم صريح من الحكومة الأميركية وان التحقيق معه لا يزال مستمراً، وأوضحت انها لم تتلق حتى الآن طلبا بتسليمه من أية جهة.

هذا وتنكر وزارة العدل الأميركية وعلى رأسها جون اشكروفت، الذي يوصف باليميني المتشدد، محاولة التأثير على المملكة، موضحة ان السعودية تصرفت من تلقاء نفسها على الرغم من ان محققين من المباحث الفيدرالية قد استجوبوا ابو علي في سجنه بالسعودية مرتين.