واشنطن تصعد من لهجة انتقاداتها لإيران وتلوح بقيادة حملة دبلوماسية لعزلها عالميا

TT

صعدت الولايات المتحدة من لهجتها ضد إيران وقالت انها تنوي تكثيف جهودها الدبلوماسية العالمية لعزل إيران ومعاقبتها على استمرارها في برنامجها النووي.

وجاءت تلك التصريحات على لسان وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الحد من الأسلحة والأمن الدولي جون بولتون، المعروف عنه انتماؤه لحركة المحافظين الجدد اليمينية والموالية لإسرائيل والتي تعتمد القوة العسكرية كأحد أهم أساليب التعامل مع الدول الأخرى.

وقال بولتون في مؤتمر عن العلاقات الأميركية ـ الإيرانية في «معهد هدسون» اليميني المحـــافظ بالاشتراك مع مجلة «ذا نيو ريبابلك» اليمينية أيضا: «ان الولايات المتحدة سوف تستمر في طريق الدبلوماسية في كل مناسبة دولية وفي كل اجتماع عالمي من اجل الضغط على إيران لإيقاف برنامجها النووي».

واعتبر بولتون ان «إيران تسعى وراء طريقين مختلفين للأسلحة النووية; واحد يمكن فيه استخدام يورانيوم مشبع، وواحد يتم استخدام البلوتونيوم فيه. ان الكلفة الغالية للبنية الأساسية في إيران لهذه الأنشطة تتخطى اي برنامج نووي سلمي يمكن تخيله». وقال: «لم تنخرط اي دولة نفطية أخرى مشابهة او يمكن ان تنخرط في مثل هذه الأنشطة ولن تسعى وراءها لمدة عقدين من الزمان خلف سحابة من السرية والكذب على مفتشي المنظمة الدولية للطاقة والمجتمع الدولي الا اذا كانت مصرة إصرارا أكيدا على بناء أسلحة نووية».

وتؤكد إيران إن برنامجها النووي سلمي، ويهدف فقط إلى تلبية حاجات الطاقة المحلية، وأعلنت أخيرا أنها ستستأنف إنتاج واختبار أجهزة الطرد المركزية لتخصيب اليورانيوم.

وقال بولتون ان أميركا تعمل على كافة الأصعدة ضد هذا البرنامج وانها على اتصال بدول الاتحاد الأوروبي ومن خلال اجتماعات الدول الصناعية الثماني الصناعية ومن خلال الوكالة الدولية للطاقة ومع روسيا والصين ودول آسيوية أخرى.

وأكد أنه «لا يمكننا ان ندع ايران، وهي دولة رئيسية في رعاية الإرهاب، تحصل على أسلحة نووية او طرق قذفها على أوروبا ومعظم آسيا الوسطى والشرق الأوسط وحتى أماكن ابعد من ذلك». وأوضح ان الجهود الأميركية ضد برنامج إيران تتركز الآن على الأمم المتحدة حيث أن بوسع مجلس الأمن فرض عقوبات ضد إيران وطلب الدعم من دول أخرى ضد ايران.

وادعى بولتون ان بوسع إيران تخصيب اليورانيوم في مدى عام واحد فقط، مضيفا أن الإيرانيين ابلغوا بريطانيا وفرنسا والمانيا بذلك.

ومن المعروف ان الدول الأوروبية مترددة في نقل المسألة الإيرانية الى مجلس الأمن خشية عدم وصول النفط الإيراني لها وتعتمد الدول الاوروبية استراتيجية الحوار والنقاش وهو ما تقول أميركا وصقور الإدارة انها مسألة غير مجدية. وكانت الوكالة الدولية للطاقة قد فتحت ملف إيران بضغوط من أميركا وإسرائيل وذلك بعد أن قالت جماعة إيرانية معارضة في الخارج في أغسطس (آب) 2002 إن طهران تخفي منشأة ضخمة لتخصيب اليورانيوم في ناتانز ومواقع أخرى عن مفتشي الأمم المتحدة.