بريطانيا تمدد احتجاز المتهمين بالانتماء لـ«القاعدة» حتى يوم 25 أغسطس

سبع سيارات شرطة وطائرة هليكوبتر شاركت في تأمين نقل المشتبهين التسعة إلى المحكمة

TT

مددت محكمة بريطانية احتجاز ثمانية رجال، بينهم ابو عيسى الهندي مسؤول «القاعدة» في بريطانيا، اوقفوا في الثالث من اغسطس (آب) في اطار قانون مكافحة الارهاب البريطاني بنشاطات اجرامية وارهابية حتى يوم 25 اغسطس الجاري. ومثل المتهم التاسع ماثيو مونكس امام محكمة بو ستريت التي عقدت جلستها في سجن بيل مارش شديد الحراسة بتهمة حيازة اسلحة، الا ان المحكمة افرجت عنه بكفالة. ومثل المتهمون الثمانية لدقائق معدودة امام القاضي تيموثي وركمان حيث اكدوا اسماءهم وعناوين سكنهم. ووجهت السلطات القضائية امس الاتهام رسميا إلى ثمانية من المشتبهين في انتمائهم إلى تنظيم «القاعدة»، وتشمل التهم التآمر لارتكاب جرائم قتل والتآمر بهدف الإساءة إلى النظام العام عبر استخدام مواد مشعة وغازات سامة ومواد كيميائية ومتفجرات، لبث الرعب أو احداث إصابات.

وشاركت سبع سيارات شرطة وطائرة هليكوبتر في تأمين نقل المشتبهين التسعة الى محكمة سجن بيل مارش بجنوب غرب لندن. ووصل المتهمون الذين كانوا يرتدون ملابس رياضية الى المحكمة على دفعتين، الاولى في التاسعة من صباح امس ثم الدفعة الثانية بعد ساعتين. وكانت شرطة اسكوتلنديارد قد اعتقلت الثمانية في الثالث من أغسطس الجاري إبان حملة مداهمات نفذتها في العديد من أنحاء البلاد أسفرت عن اعتقال زعيم خلية «القاعدة» في بريطانيا وهو هندي الاصل، ويكنى ابو عيسى الهندي، الذي تتهمه السلطات الأميركية بإعداد مخططات استكشافية لعدد من المؤسسات المالية في نيويورك وواشنطن فضلاً عن نيوجيرسي.

وقالت الشرطة البريطانية في بيان، «ان الرجال الثمانية الذين تتراوح اعمارهم بين 20 و32 عاما تآمروا بين الاول من يناير (كانون الثاني) 2000 والرابع من اغسطس 2004 مع بعضهم ومع اشخاص آخرين غير معروفين بهدف قتل آخرين». واضاف محضر الاتهام الذي قرأه ممثل الادعاء في المحكمة امس، ان الموقوفين الثمانية تآمروا مع اشخاص آخرين مجهولين بهدف المساس بالنظام العام حول استخدام مواد مشعة وغازات سامة ومنتجات كيميائية او متفجرات.

وعلى الرغم من أن السلطات البريطانية لم تكشف الكثير عن المعتقلين، فإن مسؤولين أميركيين قالوا إن بينهم مخططين كبارا من القاعدة رصدوا مباني في الولايات المتحدة بغرض استهدافها، الأمر الذي تسبب في رفع حالة التأهب الأمني في المدن الأميركية إلى المستوى البرتقالي في أول أغسطس، وهو ثاني أعلى مستوى أمني في الولايات المتحدة.

وقالت مصادر اميركية إن مسؤولي مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة يعتقدون أن المعتقل ديرن باروت زعيم خلية «لقاعدة» في بريطانيا، الذي انتحل العديد من الأسماء، من بينها أبو عيسى الهندي وأبو موسى الهندي فضلاً عن عيسى البريطاني وقد ورد اسمه في لجنة تحقيقات سبتمبر (ايلول)، باعتبار انه اعد مخططا استطلاعيا من المؤسسات المالية خلال عامي 2000 و2001، والتي عثر عليها في أقراص كومبيوتر ورسائل إلكترونية في عمليات دهم نفذتها السلطات الباكستانية في يوليو (تموز) الماضي، المتهمون الثمانية بحسب بيان الشرطة البريطانية هم:« ديرين باروت، 32 عاما، الذي تشير المصادر الاميركية الى انه ابو عيسى الهندي مسؤول «القاعدة» في بريطانيا، ومحمد نافذ باتي، 24 عاما، وعبد العزيز جليل،31 عاما، وعمر عبد الرحمن، 20 عاما، وجناد فيروز، 28 عاما، ومحمد الحق، 25 عاما، وقيصر شافي، 25 عاما، ونديم تار محمد، 26 عاما. واتهم ثلاثة منهم، باروت وتار محمد وشافي، بحيازة وثائق بين 19 فبراير (شباط) 2001 والرابع من اغسطس 2004 تحوي معلومات يمكن ان تفيد اي شخص يرتكب او يعد لارتكاب عمل ارهابي.

وضبطت بحوزة الرجال الثلاثة خرائط للبورصة ومجموعة «سيتي غروب» في نيويورك وصندوق النقد الدولي في واشنطن ومبنى شركة التأمين «برودنشال» في نيوجيرسي.

واوضح محضر الاتهام ان ديرين باروت (ابو عيسى الهندي) لديه مفكرتان سجل عليهما معلومات عن متفجرات ومواد سامة ومنتجات كيميائية وعدة امور اخرى.

اما شافي فلديه دليل عملي للارهابي يضم معلومات عن اعداد مواد كيميائية وطرق لصنع متفجرات ومعلومات اخرى عن متفجرات. الا ان ايا من المتهمين الثمانية لا يحمل اسما مشبوها غامضا قالت الصحف الاميركية والبريطانية انه يدعى ابو عيسى الهندي او بلال. وكان مسؤول في جهاز الاستخبارات الباكستاني قد كشف في وقت سابق ان هذا الرجل «مهم جدا». بينما قالت الصحف الاميركية انه اشرف في 2000 و2001 على مراقبة بورصة نيويورك ومبنى «سيتي غروب».

ويعد ابو عيسى الهندي من كبار قيادات «القاعدة» الموثوق بها الذي قام برحلة إلى نيويورك عام 2001 استجابة لتعليمات من زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، لاستكشاف أهداف اقتصادية ويهودية في المدينة، وفقاً لإفادة خالد شيخ محمد، العقل المدبر لهجمات 11/9 الذي تعتقله السلطات الأميركية..

ويأتي توجيه الاتهام تمهيدا لإحالة المعتقلين للمحاكمة التي ستكون أهم محاكمة بتهمة الإرهاب تشهدها بريطانيا في ظل ما يسمى بقانون الإرهاب المعمول به منذ الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في سبتمبر عام 2001 .

وقبل يومين من الحملة الواسعة النطاق التي شنتها الشرطة البريطانية، رفعت حالة التأهب في نيويورك وواشنطن الى اعلى مستوى (اللون البرتقالي)، بينما اكدت السلطات الاميركية ان تنظيم القاعدة يسعى الى ضرب مقري صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن ومبنى البورصة في نيويورك. واشارت مصادر في الاستخبارات لصحف اميركية الى علاقة بين رفع حالة التأهب وحملتي اعتقالات في باكستان وبريطانيا.

وقد اوقف 13 رجلا في اطار الحملة في بريطانيا، افرج عن اثنين منهم بدون اتهام، واتهم اثنان آخران بمخالفات لا علاقة لها بقانون مكافحة الارهاب وهي تزوير وثائق هوية. اما التاسع وهو ماتيو فيليب مونكس، 32 عاما، فقد اتهم الثلاثاء بحيازة سلاح محظور، حسب الشرطة البريطانية. ويفترض ان يمثل الرجال الثمانية اليوم الاربعاء امام قاض في محكمة بو ستريت، سيتوجه بنفسه الى سجن بيل مارش (جنوب غرب لندن) الذي يخضع لاجراءات امنية مشددة.