بورصة الاستحقاق الرئاسي في لبنان ترجح التمديد للحود وكرامي يتوقعه بنسبة 90 في المائة وبري يلمح إلى تقريب موعده

TT

سجلت بورصة التداول السياسي في استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية، ارتفاع حظوظ التمديد او التجديد للرئيس اميل لحود. وقد حددها امس الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي، الذي كان قد زار دمشق أول من امس، بنسبة 90 في المائة. بينما رد رئيس مجلس النواب على سؤال وجه اليه لدى عودته الى مقر البرلمان اثر لقائه الاسبوعي مع الرئيس لحود في القصر الجمهوري امس: «هل انتهت القصة المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي؟» بالقول: «قربناها شهراً... اذا (أردتم)». وجاء جواب بري المختصر هذا عطفاً على ما كان يقوله سابقاً للصحافيين الذين يسألونه عن موقفه من تعديل المادة 49 من الدستور لتمكين المجلس النيابي من تمديد او تجديد ولاية الرئيس لحود، وهو «أجيبكم في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، أي في اليوم التالي لانتهاء ولاية رئيس الجمهورية.

اما الرئيس كرامي الذي التقى امس زميله في «الجبهة الوطنية للاصلاح» المعارضة الوزير والنائب السابق ألبير منصور والنائب الحالي المرشح للرئاسة بطرس حرب، فأعلن رداً على اسئلة الصحافيين عن حظوظ التمديد للرئيس لحود: «قلت 90 في المائة منذ زمن. ولم تتغير النسبة».

وسئل اذا كانت لقاءات الرئيس السوري بشار الأسد مع القيادات السنية رسالة الى رئيس الحكومة رفيق الحريري بأن هناك بديلا، فأجاب: «لقد شطح بك الخيال كثيراً. ونستغرب ان تقاس الامور في لبنان طائفياً ومذهبياً. القصة ليست هكذا. الرئيس الأسد صرح وقال بكل صراحة بلبننة الاستحقاق. والكل يعرف ان سورية لها كلمة كبيرة وأساسية في هذا الاستحقاق. وعندما يكون هناك لبننة يتشاور مع القيادات الموجودة في البلد ويرى ما رأيها. وعلى اساس هذا التشاور يأخذ القرار».

وسئل كرامي اذا كان مجلس النواب سيعقد دورة استثنائية في سبتمبر (أيلول) لتعديل الدستور، فأجاب: «عندما نقول لا قرار حتى الآن كيف يمكن الحديث عن دورة استثنائية وتعديل؟ حتى الآن لا يوجد قرار». وسئل اذا كان يعتقد ان اكثرية اللبنانيين توافق على التمديد فقال: «علينا ان نرى حصيلة التشاور والمشاورات ولا شيء محسوماً حتى الآن، ولا اتحدث وفق معلومات بل بشكل تحليلي. وهذا رأيي الشخصي». وعما اذا كان المطروح هو التمديد او التجديد للرئيس لحود قال كرامي: «كل شيء مطروح وكل الخيارات مفتوحة».

وأمس زار المرشح الرئاسي، النائب مخايل ضاهر، نائب رئيس مجلس الوزراء عصام فارس، في اطار الجولة التي يقوم بها على القيادات اللبنانية. وقد عرض له تطلعاته كمرشح لرئاسة الجمهورية وتوجهاته المستقبلية ونظرته الى بناء الدولة، كما جاء في بيان مقتضب عن اللقاء.

كذلك زار ضاهر دار نقابة الصحافة اللبنانية، وعقب اللقاء قال ضاهر عن الاشادة السورية بالرئيس لحود والحديث عن ارتفاع حظوظ التجديد: «الاشادة بالرئيس لحود هي اشادة في موقعها تماماً، وليس فقط من القيادة السورية، وفي رأيي من كل الشعب اللبناني. فالرئيس لحود له مواقف وطنية وقومية مشرفة جداً وحافظ عليها، اهمها العلاقات المميزة مع القيادة السورية ودعم المقاومة ورفض التوطين. ولا بد من الاشادة بكل انجازاته». وأضاف: «اما لجهة انه لم يقدر ان يحقق كل ما أتى في خطاب القسم، فهو لا يتحمل المسؤولية وحده، وهذه المسؤولية مشتركة بينه وبين جميع الذين كانوا مسؤولين عن الحكم في لبنان. وعن حظوظ التمديد، أنا اعتقد ان الاستشارات التي تجري لا تخرج عن اطار استمزاج رأي اللبنانيين في هذا الموضوع. لا يوجد ايحاء من قبل السلطات السورية لتبني أي فكر. بالعكس يقولون ان كل الاحتمالات متروكة لرأي اللبنانيين. وهم يحاولون الاستئناس برأي وارادة المسؤولين اللبنانيين. فأنا أرى انه لا يمكننا الخروج عن الكلام المهم جداً الذي قاله الدكتور بشار الأسد منذ اسابيع عن لبننة الاستحقاق».

من جهته، قال رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» وزير التنمية الادارية كريم بقرادوني عقب زيارته امس البطريرك الماروني نصر الله صفير: «موضوع الاستحقاق الرئاسي نعتقد انه في ذهننا. وبالنسبة الينا نعتبر ان الدستور يجب ان يطبق بحذافيره. وان تعديل الدستور يجب ان يتم وفق الدستور وهذا امر دستوري. وبالتالي نحن اليوم في مجال اتصالات واسعة لأننا نعتقد ان الشهر المقبل سيكون شهر الاستحقاق».

وعلق النائب عباس هاشم على كلام بري بالقول: «يبدو ان هناك قراراً قد اتخذ. ونحن في بدايات درسه بشكل جدي. وكلام الرئيس بري يؤشر الى ان موعد الدورة الاستثنائية سيكون مطلع سبتمبر المقبل. وجلسة التعديل الدستوري للمادة 49 ستكون في 24 سبتمبر بدل 24 اكتوبر (تشرين الأول) المقبل». واضاف: «ان هذه الاشارات لا تعني قطع الطريق امام الخيارات الاخرى التي تبقى مفتوحة».

من جهته، توقع النائب انطوان حداد «ان يشهد موضوع الاستحقاق الرئاسي حماوة كلما اقتربت المهلة الدستورية للانتخابات» مشدداً على «ان الكلمة الفصل في النهاية ستكون في مجلس النواب». وقال: «انه يؤيد تعديل المادة 49 كي لا يحصل لغط كل ست سنوات، بل ان تتبلور الامور مرة واحدة ويفسح في المجال لإمكان اعادة انتخاب الرئيس لولاية ثانية مباشرة مدتها خمس سنوات او اربع، بحسب ما سيتفق عليه في المجلس النيابي».

واعتبر النائب ناصر قنديل في كلمة القاها في مخيم اللاجئين الفلسطينيين في برج الشمالي (صور) امس: «ان الرئيس الذي يتخلى عن حق العودة، يكون قد قبل بالتوطين». واذ اكد قنديل «ان جميع الخيارات الرئاسية لا تزال مفتوحة» اشار الى «ان هذه الخيارات محصورة بمن لا يرسبون بالعلامة اللاغية في الامتحان الرئاسي وهي الموقف من التوطين والمقاومة وسورية». وعلى جبهة رافضي التجديد للرئيس لحود، قال رئيس حزب «الوطنيين الأحرار» دوري شمعون: «الذين يتحدثون عن ارتفاع حظوظ التمديد هي تقديراتهم هم. لكني لم ابدل رأيي. واقول لسوء الحظ او لحسنه، ان ما يجري يبرهن الى اي درجة يبلغ مدى التدخل السوري في الشؤون اللبنانية». واضاف: «منذ زمن احمّل اللبنانيين مسؤولية التدخل».

وعلى صعيد الاستحقاق الرئاسي ايضاً، نفى النائب قيصر معوض وجود اي مساع لتحالف جديد بين الوزير سليمان فرنجية و«اللقاء الديمقراطي» الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط لمحاربة التمديد او التجديد، مشيراً الى ان اللقاء الذي جمع في منزله في زغرتا أول من امس الوزير فرنجية والوزير غازي العريضي تطرق الى الاستحقاق الرئاسي من زاوية تقويم الاحتمالات الممكنة. واعترف معوض بأن حظوظ التعديل الدستوري «بدأت تقوى، لكننا لم نقفل الباب امام الاحتمالات الاخرى»، مرجحاً «التحضير لعقد دورة استثنائية لمجلس النواب انفاذاً لمقولة ان كل الاحتمالات واردة، بما يعنى احتمال التمديد للرئيس اميل لحود».