السلطات الأميركية تحتجز رئيس أكبر شركة انترنت مصرية بتهمة «محاولة الاحتيال» والشركة تعتبر المشكلة «إدارية»

TT

أعلنت وزارة العدل الأميركية القبض على خالد بشارة الرئيس والمدير التنفيذي لشركة «لينك دوت نت» Link.net أكبر شركة لخدمات الإنترنت في مصر «للاشتباه في محاولة الاحتيال على أموال» وكالة التنمية الدولية الأميركية (يو إس إيد) المعروفة باسم وكالة المعونة الأميركية. ومن ناحيتها نفت الشركة التهمة ووصفت المشكلة بينها وبين الوكالة الأميركية بأنها «إدارية» وقللت من شأن خطوة القبض على مديرها.

وأعلن مكتب المدعي العام (وزير العدل الأميركي) أول من أمس أنه جرى القبض على بشارة يوم العاشر من الشهر الماضي بعد وصوله إلى نيويورك ثم أفرج عنه بكفالة قيمتها 33 ألف دولار أمــيركي. وقـــال المــكتب إن بشــــارة سلــم جـــواز ســــفره للســـلطات الأميركية. ومن المقرر أن تعقد جلسة استماع أولية له الشهر القادم. غير أنه لم يتم حتى الآن إحالة القضية إلى القضاء الأميركي. وقالت ميجان جافني، المتحدثة باسم وزير العدل الأميركي في تصريحات صحافية بنيويورك، إن «بشارة اتهم بابتكار طريقة للاحتيال» على «يو إس إيد». وأشار مكتب المدعي العام الأميركي إلى أن التهم تتعلق بمحاولة بشارة، نيابة عن شركة «لينك دوت نت»، الحصول على قرض من الوكالة الأميركية بقيمة مليوني دولار عام 2001 لشراء معدات كومبــــيوتر عــــبر مورد أميركي هو شركة «ســــايبركروســـينج». وتشير المعلومات المتوفرة حول القرض إلى أن بشارة، 33 عاما، حصل عليه وفقا لبرنامج الواردات السلعية بالوكالة. ووفق هذا البرنامج، فإن الحكومة الأميركية تقدم قروضا بدون فائدة للشركات المصرية لشراء سلع أميركية، ثم تقوم الشركات فيما بعد بسداد القروض بالجنيه المصري للحكومة المصرية التي يتعين عليها استخدام القروض المسددة في تمويل مشروعات التنمية في مصر.

وتقول شكوى قدمتها «يو إس إيد» ضد شركة بشارة إنه بدلا من إنفاق كل قيمة القرض على شراء معدات أميركية من مورد أميركي فإن الشركة المصرية «استخدمت بشكل غير قانوني الأموال لسداد دين قديم وشراء معدات من شركة اتصالات مصرية» هي شركة الالكترونيات والتوريدات السعودية المصرية.

في المقابل ، نفى عمر فهمي، مدير التسويق والمتحدث الرسمي باسم شركة «لينك دوت نت» بشكل قاطع التهم الموجهة إلى بشارة. وقال في تصريحات هاتفية لـ«الشرق الأوسط» إنه ومسؤولي الشركة بالقاهرة «فوجئوا تماما بموقف السلطات الأميركية بالقبض على بشارة». وأضاف أن بشارة توجه إلى أميركا الشهر الماضي «لحضور مؤتمر حول الإنترنت والكومبيوتر وفوجئ هو ومحاموه بخطوة القبض عليه». وأضاف أن من بين أهداف زيارة رئيسه لأميركا «تسوية مشكلة إدارية مع يو إس إيد». وشدد على أن شركته «سددت مبلغ القرض محل شكوى يو إس إيد كاملا للوكالة قبل عام» . ولذلك فإن «الأمور المتبقية ليست سوى مشكلة على الورق». وأكد فهمي أن «الأمر سوف يسوى في يوم الثامن من الشهر القادم لتنتهي أسباب الشكوى التي قدمتها «يو إس إيد» للسلطات الأميركية». وقال إن «محامي بشارة مستغربون مما يحدث وسوف يتمكنون من إيضاح الأمور للسلطات الأميركية المختصة».

وتجدر الإشارة إلى أن شركة «لينك دوت نت» واحدة من كبرى شركات خدمات الإنترنت في الشرق الأوسط. ويبلغ حجم أعمالها، كما يقول مسؤولوها، 100 مليون جنيه مصري سنويا. وتسيطر على 40 في المائة من حجم سوق مستخدمي الإنترنت في مصر، وفق الاحصاءات. ويتراوح عدد مشتركيها بين 2 و3 ملايين مشترك. ويبلغ عدد موظفيها 550 موظفا.

ويذكر أن شركة «لينك دون نت» كانت قد حصلت من شركة «ميكروسوفت إيجبت» في شهر يونيو( حزيران) الماضي على جائزة التميز في مجال تطوير برامج الكومبيوتر، كما حصلت الشركة أيضا علي الجائزة العالمية لخبرة التعامل مع العملاء لعام 2004 من شركة ميكروسوفت خلال مؤتمر عقد بكندا في الفترة من 10 حتى13 من الشهر الماضي.