الماويون يفرضون حصارا لأول مرة على العاصمة النيبالية كاتماندو

TT

قطع المتمردون الماويون امس الطرق المؤدية الى العاصمة النيبالية كاتماندو وفرضوا للمرة الاولى حصارا على كاتماندو، في تصعيد درامي هائل لضغطهم على النظام الذين يسعون الى قلبه منذ ثماني سنوات.

وخلت الشوارع المكتظة عادة والمؤدية الى كاتماندو، الامر الذي عطل تزويد المدينة التي يقطنها خمسة ملايين شخص بالمؤن، بينما تسيطر حركة التمرد على بقية كبرى مدن البلاد. وقال هيرا اوداس، رئيس الفيدرالية النيبالية لشركات النقل: «ليس هناك اي شخص يستخدم سيارته خوفا من هجوم الماويين». واضاف: «قد تحمي قوات الامن السيارات يوما او يومين لكن الماويين ينتقمون بعد ذلك ممن عصوا اوامرهم». وقدر عدد السيارات التي تمنع بهذه الطريقة من الدخول الى كاتماندو او الخروج منها بنحو الفين.

ويأتي هذا الحصار بعد ان ارغم المتمردون العديد من كبرى الشركات النيبالية على تعليق نشاطاتها تحت التهديد. واعلن الماويون، الذين اسفر تمردهم عن سقوط عشرة الاف قتيل منذ عام 1996، في بيان لهم انهم يسعون الى فرض طوق حول العاصمة اعتبارا من امس يستمر لأجل غير مسمى. ويذكر انهم يطالبون بـ«الافراج عن الناشطين المعتقلين وبمعلومات حول المفقودين والتحقيق حول عمليات الاغتيال التي ارتكبت في حق الماويين المعتقلين».

واكد رجال الشرطة في حاجز اقيم على بعد 20 كيلومترا من كاتماندو، ان حركة السير متوقفة. وقال شرطي: «منذ صباح اليوم (امس) لم يمر احد بينما كانت مئات السيارات تمر عادة في الاتجاهين». ويثبت هذا الطوق النفوذ المتزايد الذي تحظى به الحركة الماوية التي تستهدف الان العاصمة في هذا البلد الصغير الفقير الذي يضم 23 مليون نسمة. وقالت جمعيات المستهلكين ان لدى كاتماندو عشرة اسابيع من احتياطي الاغذية والوقود.

وترتبط العاصمة بباقي انحاء البلاد عن طريق اربعة طرق رئيسية. وتربط هذه الطرق ايضا النيبال بالموانئ الهندية، وهي عصب الحياة الى النيبال غير المطلة على اي بحر. وقد غادرت اكثر من عشرين سيارة كاتماندو امس تصحبها قوات من الجيش، طبقا لما ذكره مسؤول امني. غير ان مئات من الشاحنات والباصات لم تغادر العاصمة. وقد اغلقت 12 مؤسسة كبرى، من بينها فندق «سولتي» الفاخر الذي تملكه الاسرة المالكة جزئيا، ابوابها في اليومين الاخيرين. وقد تم حصار العاصمة واغلاق الشركات الكبرى بالرغم من تعهدات الحكومة المتكررة بأنها زادت اجراءات الامن في اعقاب التهديدات الماوية.

وفي واقعة منفصلة، وجه اللوم الى الماويين في قتل الصحافي دكندرا راج ثابا واصدرت تهديدات بالقتل ضد 10 اخرين. وقد ادانت صحيفة «كانيتبور»، اكبر الصحف النيبالية مبيعا العنف الماوي. ويوجد صحافيان من العاملين في الجريدة هم هريهار سينغ راثور وبيد براكاش تيملسينا من بين الاشخاص الذين تلقوا تهديدات بالقتل من المتمردين الماويين.

وذكر المحللون ان اغلاق الشركات، والحصار الاقتصادي والعنف ضد الصحافيين، ربما يعتبر نقلة اساسية في الطريقة التي ينظر بها الرأي العام الى الماويين. ويذكر ان وسائل الاعلام الرئيسية في النيبال تفتح صفحاتها امام الاهتمامات الماوية.

ويقاتل الماويون ـ الذين يستمدون صفتهم من اتباعهم نظريات الزعيم الثوري الصيني ماو تسي تونغ ـ حربا مستمرة منذ 8 سنوات لتأسيس جمهورية شيوعية. وقد قتل اكثر من 10 الاف شخص في «حرب الشعب» الماوية.