الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز يتعهد بتعميق الثورة الديمقراطية والاجتماعية

TT

أعلن الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، تعهده بتعميق الثورة الديمقراطية والاجتماعية في البلاد والقيام بالمزيد من الاصلاحات التي ستخول حكومته صلاحيات اوسع.

ودعا شافيز في خطوة تهدف لتعزيز سلطته بعد فوزه الحاسم في الاستفتاء العام على رئاسته، الولايات المتحدة الى اعادة النظر في سياستها تجاهه وان تعمل على تحسين علاقاتها السياسية والاقتصادية مع بلاده. ورفض الرئيس الفنزويلي تشكيك واشنطن في نتائج الاستفتاء وجدد اعلانه ان بلاده «لن تصبح طوع بنان البيت الابيض».

وكانت الإدارة الأميركية قد اعلنت تأييدها لموقف المعارضة الفنزويلية التي رفضت نتائج الاستفتاء قائلة انها ستطعن في صحتها. لكنها قالت في وقت لاحق انها «اخذت علما» بفوز شافيز.

وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ادم ايريلي، ان واشنطن «تعترف بالنتائج الاولية للاستفتاء وتشير الى انها اظهرت ان الرئيس شافيز حصل على دعم اغلبية الناخبين». لكنه اثار ايضا اعتراضات المعارضة على عمليات التزوير قائلا: «لا يزال هناك قلق حول المسائل المتعلقة بعملية التصويت»، وطلب من المراقبين الدوليين اجراء «عملية تدقيق شفافة» حول هذه المسألة.

وقال شافيز ان النصر سيمنح حكومته «طاقة محفزة» للقيام بالمزيد من الاصلاحات التي ستخولها صلاحيات اوسع. وفي استجابة لادعاءات التلاعب، وافق المجلس الانتخابي الوطني في فنزويلا على التدقيق في نتائج جميع مراكز الاقتراع البالغ عددها 150 مركزا، وفق ما اعلن الرئيس الاميركي الاسبق، جيمي كارتر في مؤتمر صحافي مساء اول من امس.

وكان «مركز كارتر» و«منظمة الدول الاميركية» قد صادقا على نتائج الاستفتاء بعد مراقبة سير عمليات التصويت. غير ان كارتر اشار الى ان عملية التدقيق «تهدف لتهدئة بعض المخاوف التي عبرت عنها المعارضة»، وهي العملية التي بدأت امس.

واصدر قادة عشر من دول المنطقة بيانا مشتركا في سانت دومينغو اشاروا فيه الى ان «الاستفتاء تم في اجواء نظيفة وسلمية». وعبر رؤساء الدول التسع في بيان اطلق عليه اسم «اعلان سانت دومينغو» عن «ارتياحهم للشفافية التي اتسم بها الاستفتاء والسلام الذي ساد خلاله»، معبرين عن تهانيهم لشافيز على «هذا الانتصار الذي حققته الديمقراطية الفنزويلية». ووقع الاعلان رؤساء الدومينيكان ليونيل فرنانديز والبرازيل لويز اغناسيو لولا دا سيلفا والاوروغواي خورغي باتل وهندوراس ريكاردو مادورو وغواتيمالا اوسكار بيرجيه وكوستاريكا ابيل باشيكو وهايتي بونيفاس الكسندر. كما عبر عن الموقف نفسه رؤساء حكومات انتيوغوا وباربودا وجزر الانتيل الهولندية.

ومن جانبه قال متحدث باسم المعارضة ان «عمليات تزوير وتلاعب جسيم» وقعت في الاستفتاء، مضيفا: «نرفض النتائج رفضا قاطعا». ودعت المعارضة الى مسيرة حاشدة في العاصمة، في الوقت الذي قام فيه محتجون بإعاقة حركة السير على احد الطرق السريعة والشوارع في الجزء الشرقي. غير ان كارتر حث المعارضة على «قبول النتيجة والعمل معا من اجل المستقبل».

واحتاج خصوم شافيز لعزله الحصول على اصوات 3.7 مليون مواطن، وهو نفس عدد الاصوات التي حصل عليها حينما اعيد تجديد انتخابه لمدة ست سنوات عام 2000 . وكانت المعارضة بحاجة للحصول على توقيع 2.4 مليون شخص لاعادة الاقتراع حول بقائه في منصبه. ويتهمه خصومه بأنه «صاحب توجهات يسارية، ومقرب من الرئيس الكوبي فيدل كاسترو»، وانه «يسعى لاقامة نظام استبدادي». وفي المقابل يرى مؤيدوه انه اول زعيم وطني يؤيد حقوق الفقراء منذ عقود. ويذكر ان شافيز نجح في تولي الحكم ديمقراطيا عام 1998، لكن معارضيه قادوا انقلابا عسكريا في نيسان (ابريل) 2002، لم يستمر طويلا، رغم اعتراف الولايات المتحدة به على الفور، وقد عاد شافيز الى منصبه بعد خروج مؤيديه الى الشوارع.