أفغانستان: منافسو حميد كرزاي يطالبونه بالاستقالة في أسبوع وإلا قاطعوا الانتخابات

TT

هدد المرشحون الـ17 المنافسون للرئيس الأفغاني حميد كرزاي في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 9 أكتوبر (تشرين الأول)، أمس بمقاطعة عمليات الاقتراع في حال امتناع الرئيس عن الاستقالة.

وقال عبد الستار سيرات، وهو احد المرشحين، في تصريح صحافي ان كرزاي «يحول مسار قنوات الخدمات العامة لحملته الانتخابية. المرشحون الرئاسيون يطالبون بالإجماع باستقالته». وأضاف: «عليه الاستقالة في غضون أسبوع والا فان المرشحين الـ17 للانتخابات الرئاسية سيقاطعون الانتخابات».

ويأتي هذا الإعلان بعد اجتماع استغرق عدة ساعات في مطعم في كابل حضره المرشحون الـ17 او ممثلوهم. ويشكل ذلك البادرة العلنية الأولى على محاولة تشكيل جبهة متحدة ضد الرئيس البشتوني. وعقد الاجتماع أمس، بينما كان الرئيس كرزاي يحضر استعراضا في استاد رياضي بمناسبة استقلال أفغانستان عن بريطانيا عام 1919 وسط إجراءات أمنية مشدد.

ومنذ عدة أسابيع، تجري مفاوضات مكثفة بين بعض المرشحين بهدف تشكيل تحالف ضد كرزاي قد يؤدي الى انسحاب العديد منهم من السباق. وقال عبد الستار: «إنها إحدى النقاط التي يتم بحثها خلال مفاوضاتنا. وإذا ارتأينا ان ذلك يصب في مصلحتنا الوطنية، فسنقوم به».

على صعيد آخر ساهمت وساطة المبعوث الاميركي لأفغانستان، زلماي خليل زاده، في وقف القتال العنيف الذي اندلع بين فصائل أفغانية متناحرة وبلغ مشارف مدينة هرات الاستراتيجية.

وقال السفير الاميركي ان ضحايا المعارك الطاحنة ارتفع بصورة ملموسة منذ الاثنين الماضي، إذ بلغ عدد القتلى خمسة وعشرين قتيلا حينئذ. غير انه رفض إعطاء الأرقام الدقيقة للقتلى.

وذكر قائد بشتوني يعرف باسم أمان الله ودخلت ميليشياته منذ الجمعة في مواجهات عسكرية عنيفة مع القوات الموالية لحاكم إقليم هرات الغربي، انه تراجع من مواقعه الواقعة على مشارف مدينة هرات، في أعقاب اتفاقية وقف إطلاق النار.

وكان مقاتلو البشتون التابعين لامان الله قد تقدموا على بعد عشرين ميلا من مشارف العاصمة الإقليمية. واستولت ميليشياهم على إقليم شينداند الذي يبعد 120 كيلومترا جنوب عاصمة الولاية خلال عطلة نهاية الأسبوع المنصرم، كما استولت على إقليم ادرسكان الذي يبعد 85 كيلومترا. وأمرت الحكومة المركزية بإرسال كتيبتين او 1500 جندي الى هرات في الأيام القليلة الماضية لاستعادة النظام بعد ان طردت ميليشيا أمان الله خان قوات الحاكم.

وقال المتحدث باسم الحاكم اسماعيل خان، الذي يتزعم فصيلا افغانيا يسيطر على المنطقة، إن القوات الأفغانية الجديدة أقامت خطا فاصلا في الشمال للفصل بين الفصائل المتناحرة. وأشار سكان مدينة هرات الى مشاهدة طائرات حربية اميركية وهي تحلق فوق مناطق الخطوط الأمامية.

وكان القتال قد استعر في عدد مناطق الإقليم منذ الجمعة بين القوات الموالية لخان، وهو قائد تركماني نافذ، والعديد من الفصائل البشتونية. وتجدر الإشارة الى ان اندلاع العنف بين الفصائل الأفغانية المختلفة الذي اجتاح جميع أنحاء البلاد قد قوض جهود الحكومة الأفغانية والقوات الاميركية لفرض الأمن والاستقرار منذ دحر نظام طالبان.

وعمقت المواجهات التوتر العرقي في أفغانستان. وحث الأمين العام للامم المتحدة، كوفي انان، أول من أمس الى سرعة إرسال المزيد من القوات الدولية لمواجهة الأوضاع الأمنية المتدهورة هناك.

وقال شهود ان المحال التجارية فتحت مجددا أبوابها أمس بعد إغلاقها أول من أمس. لكن الأجواء في المدينة ما زالت متوترة فيما يجوب شوارعها رجال مسلحون باللباس المدني. وكانت مصادر عدة قد أكدت ان قوات التحالف بقيادة اميركية قصفت إقليم ادرسكان المجاور لهرات، لكن التحالف نفى بشدة مساء أول من أمس هذا الأمر، معلنا انه اكتفى بتقديم دعم جوي بنقل جنود وعتاد الجيش النظامي الأفغاني.