يوم التضارب في النجف: مقتدى الصدر ومقاتلوه خرجوا ولم يخرجوا والسيستاني يوافق على تسلم مفاتيح الصحن الحيدري

TT

تميز يوم امس بتضارب طويل الامد في المعلومات حول ما اذا كانت قوات الشرطة العراقية قد دخلت الى ضريح الامام علي في النجف بعد خروج مقاتلي «جيش المهدي» التابع لرجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر منه، وما اذا كان مساعدو الصدر قد سلموا مفاتيح الضريح الى ممثلين عن المرجع الشيعي الاكبر اية الله علي السيستاني الذي ما زال موجودا في لندن للعلاج.

وقد نفى احمد الشيباني، وهو احد كبار مساعدي الصدر عبر قناة «الجزيرة» الفضائية القطرية اعلان مسؤولين في الحكومة العراقية ان القوات العراقية سيطرت على مرقد الامام علي.

وقالت القناة: ان الشيباني ابلغها ان انباء وجود الشرطة داخل المسجد غير صحيحة. وفي وقت لاحق نقلت القناة عن الشيباني تصريحا اخر اكد فيه ان السيد مقتدى الصدر ابن النجف وقائد جيش المهدي في النجف ولا يخرج من النجف الا بالشهادة.

كما نفى مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية معلومات مسؤولي الداخلية العراقية. وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه «ليس في هذا ذرة من الحقيقة». واضاف «ما زلنا خارج الضريح، وكذلك الشرطة العراقية».

وقال وزير الداخلية فلاح النقيب والمتحدث باسم الوزارة صباح كاظم في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» ووسائل اعلام اخرى، ان قوات الشرطة والحرس الوطني دخلت الى الضريح، واضاف كاظم ان هذه القوات اعتقلت ما بين 400 و500 من افراد ميليشيا «جيش المهدي» لكن لم يعثر على الصدر.

وقال كاظم ايضا ان مقتدى الصدر ربما يكون قد هرب من الحصار الذي تفرضه القوات العراقية والاميركية حول مرقد الامام علي وحثه على تسليم نفسه قائلا »«نحثه على الحضور وتسليم نفسه وقد يشمله العفو».

لكن وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان نفى هذا في اتصال لـ«الشرق الأوسط» معه وقال ان أي قوات عراقية لم تدخل الى الضريح بعد اثناء ما كان يتحدث. من جهتها افادت وكالة رويترز بان القتال كان ما يزال مستمرا قرب مرقد الامام علي بعد ان اعلن مسؤولون عراقيون ان الشرطة العراقية دخلت المزار سلميا وقالت «القتال مستمر قرب مسجد الامام علي. لا يمكننا الاقتراب من المسجد بسبب الاشتباكات». كما افادت وكالة الصحافة الفرنسية انه لم يلاحظ وجود قوات عراقية في الضريح.

وكان رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي قد تعهد صباح امس في حديث مع هيئة الاذاعة البريطانية «بي.بي.سي» بالا يقع هجوم على ضريح الامام علي وقال: ان غصن الزيتون لا يزال ممدودا للزعيم الشيعي مقتدى الصدر وميليشياته. واضاف لن نهاجم المسجد لن نهاجم مقتدى الصدر في المسجد. غصن الزيتون لا يزال ممدودا».

وفي وقت لاحق اعلن احمد الشيباني ان اية الله السيستاني وافق على خروج عناصر «جيش المهدي» من ضريح الامام علي وتسلم مفاتيح الصحن الحيدري من هذه العناصر.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الشيباني قوله لها «ذهبنا صباح هذا اليوم الى مكتب اية الله علي السيستاني للاتفاق على تسليم مفاتيح ضريح الامام علي ومكتبه اتصل هاتفيا بعلي السيستاني في لندن الذي وافق بدوره على تسلم المفاتيح». واضاف ان «من المتوقع ان تأتي لجنة من مكتب السيستاني الى الضريح لكي نقوم بدورنا بتسليمها المفاتيح»، الا انه لم يحدد موعدا للزيارة. ولم يشأ أي من ممثلي اية الله السيستاني الذين اتصلت بهم «الشرق الأوسط» ان يؤكد ذلك، مؤكدين ان تسلم المفاتيح يجب ان يتم بشروط، منها ان توضع المفاتيح في ظرف مغلق وان لا يبقى احد في الضريح.

واوضح الشيباني ان «الزوار والدروع البشرية وعناصر ميليشيا جيش المهدي سيتركون حينها الضريح وستقفل الابواب».

واكد الشيباني ذلك لوكالة رويترز ايضا قائلا: ان وفدا من اتباع الصدر اجتمع مع مساعدي السيستاني الان ليسلمهم مفاتيح المسجد. لكنه قال ان الصدر لا يزال يرفض نزع سلاح ميليشياته كما تطالب الحكومة العراقية، وقال ان «مقتدى الصدر طلب من جيش المهدي مواصلة الجهاد والقتال». وتابع «ومن لم يستطع فهو بحل مني». وكان الصدر طلب من انصاره مساء الخميس «تسليم مفاتيح» ضريح الامام علي باسرع وقت ممكن الى المرجعية، وذلك في رسالة حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها.

وفيما يتعلق بحل جيش المهدي، قال الشيباني ان الصدر اوضح في رسالته التي وصلت الينا وهي موقعة منه ومختومة بختمه ان هذا الجيش «تابع للامام المهدي (...) وليس من صلاحياتي حله».

واوضح ان «قتالنا في النجف ليس لحماية الصحن الشريف فقط ولكن لحماية المدينة فالمدينة كلها مقدسة».

واكد الشيباني «نحن لم ولن نضرب احدا واذا اعتدي علينا سنرد بالمثل»، مشيرا الى ان حركته «سياسية اولا واخرا واضطررنا (للجوء الى) الحل العسكري لانه تم الاعتداء على قادتنا ورموزنا».

واضاف ان الصدر اكد في رسالته على نقطتين اولهما انه «يتوجب على ادارة الصحن الحيدري ممثلة بالشيخ علي سميسم تسليم المفاتيح الى المرجعية المتمثلة بالسيد علي السيستاني وكاظم الحائري (المقيم في قم الايرانية)».

واوضح ان النقطة الثانية تنص على «عدم تسليمها (المفاتيح) للحكومة لان تسليمها للحكومة يعني تسليمها للاميركيين». وتابع «سنغلق ابواب الصحن ونخرج الكل معتصمين ومقاتلين، لكننا في حيرة لانه لا توجد مرجعية الان في مدينة النجف».

وعلى صعيد ذي صلة اكد مصدر في وزارة الصحة العراقية لوكالة الصحافة الفرنسية مقتل 77 عراقيا واصابة 70 اخرين بجروح مختلفة في اشتباكات بين «جيش المهدي» والقوات الاميركية والعراقية في مدينة النجف خلال 24 ساعة.

وقال مصدر في غرفة العمليات المكلفة اعداد احصائيات عن قتلى الاشتباكات العسكرية والتابعة لوزارة الصحة ان «77 عراقيا قتلوا واصيب 70 اخرون بجروح مختلفة خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية في مدينة النجف الاشرف».

واضاف المصدر مفضلا عدم الكشف عن اسمه ان «غالبية هؤلاء سقطوا خلال ليلة (اول من) امس تحديدا».